عندما يغيّر العمل الجمعوي وجه المدينة حملة تنظيف وتشجير واسعة بمنطقة الشريعة بتبسة * شبان يرفعون التحدي للعيش في بيئة نظيفة عمل تاريخي وغير مسبوق يقوم به هذه الأيام أبناء مدينة الشريعة بولاية تبسة تحت إشراف العديد من الجمعيات وبدعم من السلطات المحلية حيث بدأت منذ مدة حملات تنظيف للأحياء تلتها عمليات تشجير مكثفة طالت كل الأحياء الرئيسية حيث تم غرس ما يفوق الألفي شجرة توت وأكثر من مئتي نخلة هذا العمل الجمعوي الشبابي التطوعي كان نتاجا لإرادة كبيرة من شباب المدينة الذين يرغبون في تغيير صورة مدينتهم نحو الأفضل خاصة وأنها عانت كثيرا ومنذ سنوات من التهميش وغياب مشاريع التهيئة. إسماعيل بوزيدة لكن مؤخرا ومع انطلاق العديد من مشاريع المقاولات لتعبيد الطرقات والأرصفة وهو ماكان دافعا وتشجيعا للجمعيات الفاعلة من أجل الانطلاق وحشد الإمكانيات والجهود لاستكمال أشغال التنظيف وطلاء الأرصفة والتشجير. مبادرة طيبة لتحقيق نظافة المحيط هذا العمل الخيري التطوعي وهذه المبادرة الطيبة استحسنها جميع سكان المدينة وشاركوا فيها كبارا وصغارا وقاموا بالتنظيف والتهيئة والتجميل لأحيائهم وزرع للشجيرات في كل مكان وقد لاحظ سكان مدينة الشريعة جميعهم كيف تغيرت صورة تلك الأحياء إلى الأجمل والأنظف في أيام معدودة ولاشك أن هذا العمل التضامني بين السكان هو دليل على الرغبة العارمة لديهم جميعا في العيش في محيط نقي ونظيف وملائم ولابد أن هذه الحملات البيئية هي نتاج جهد وعمل من المواطنين ونتاج مبادرات طيبة من جمعيات وراءها أشخاص استطاعوا أن يجمعوا حولهم هؤلاء السكان لإنجاح هذا العمل وقدموا كل الإمكانيات المادية من أجل هذه الهبة التاريخية والأجمل والأروع في ذلك هو ذلك التنافس الذي شاهدناه والمثابرة فالكل يريد تقديم الأفضل والأجمل ولابد لنا في هذا المقام أن نقدم لكل من ساهم في هذا العمل صغيرا وكبيرا كامل الشكر والتقدير والعرفان على المجهود المبذول. فالقيام بعملية تهيئة لحي واحد أو العديد من الأحياء في مدينتنا هو خدمة بيئية كبيرة نقدمها للمدينة ككل وهو عمل جميل من أجل أطفال المدينة الذين ضاقوا ذرعا بالأحياء المليئة بالأوساخ وغياب الغطاء النباتي وفضاءات اللعب وقد رأينا جميعا كيف كان الفرح باديا في وجوه الأطفال بعد حملات التنظيف والتزيين والتشجير في تلك الأحياء ومن هنا ومن هذا المنبر الكريم نريد وبإسم كل سكان مدينة الشريعة بولاية تبسة أن نجدد التحية ونقدم كل الشكر والعرفان لمن قام بهذا العمل وأن نشجع أكثر على مواصلة هذا الجهد والمداومة عليه ونلتمس من كل المواطنين الحفاظ على هذه الإنجازات وتوعية الأجيال الصاعدة من الأطفال على ضرورة المحافظة على المحيط ورعايته والالتزام بسقي الأشجار وتنظيف الأماكن كما ندعو جميع السكان وفي كل الأحياء السكنية الأخرى في مدينتنا بالنهوض وعقد العزم والقيام بحملات تنظيف وتهيئة لأحيائهم وتعميم هذا العمل المحمود في كل شبر من مدينتنا حتى يعود إليها وجهها الساطع والمشرق إن شاء الله لأنها موطن عيشنا واستقرارنا كذلك فإننا نلتمس من مختلف المصالح البلدية والجمعيات ورجال الأعمال في المدينة المساهمة في هذه الحملات الجمعوية الخيرة والمساعدة في مثل هكذا حملات بيئية وتقديم كل الإمكانيات المتاحة لتغيير صورة المدينة نحو الأحسن.
نظافة الأحياء مسؤولية الجميع وفي الأخير لابد أن نؤكد بأن نظافة أحيائنا ومدننا هي مسؤوليتنا جميعا وواجبنا وليست فقط من عمل مصالح النظافة التابعة للبلدية التي تكتفي في الغالب برفع أكياس القمامة ولكن العمل المهم والأكبر هو عملنا نحن وجهدنا نحن وبإمكاننا أن نفعل الكثير في هذا المجال خاصة إذا تحلينا بروح التعاون والتضامن والإيثار والتواضع صغيرا وكبيرا شيخا وشابا مديرا وأستاذا وموظفا بسيطا ومن كل الفئات لابد لنا جميعا أن ننزل لنتعاون على حماية البيئة لأن ثمار هذا العمل في الأول والأخير ستكون من نصيبنا جميعا وسيجد أبناؤنا الصغار الفضاء الملائم للعب والمرح خاصة بما توفره الأشجار من هواء نقي وجمال طبيعي.