من هجمات باريس إلى هجمات بروكسل.. الخوف يتمدد اللاجؤون في قلب عاصفة الثأر الأوروبية تركت تفجيرات بروكسل مخاوف كبيرة لدى اللاجئين في بلجيكا خصوصاً من المسلمين وذوي الأصول العربية في ظل حديث متواتر حول اتهام تنظيم الدولة (داعش) بالمسؤولية عن الاعتداءات وما نقل عن شهود عيان حول الانتحاري الذي فجر نفسه في المطار وأنه تحدث بالعربية قبل التفجير. ورغم أن أيا من الإجراءات الرسمية لم يتخذ بحق أي من اللاجئين أو المهاجرين بسبب التفجيرات إلا أن مراقبين يتوقعون تصاعد نبرة العداء تجاه اللاجئين بل وربما تصل إلى تهديدات لكل من هم من أصول شرق أوسطية خصوصاً مع تنامي الخطاب العدائي لليمين الأوروبي المتطرف. وكانت بلجيكا قد أوقفت قبل بضعة أيام البلجيكي من أصول مغربية صلاح عبد السلام المتهم الرئيسي في تفجيرات باريس في نوفمبر الماضي وألمح وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرز إلى أن عبد السلام كان يخطط لهجمات جديدة في العاصمة البلجيكية قبل إلقاء القبض عليه . وأوقفت السلطات الأمنية البلجيكية مختلف المواصلات العمومية عقب تفجير المطار كما تم لاحقا وقف خط قطارات يورو ستار الذي يربط عددا من دول الاتحاد الأوروبي وتوقفت حركة السفر جوا بإغلاق مطار بروكسل لتزيد الضغوط على الاتحاد الأوروبي في ملف اللاجئين ويتوقع كثيرون إجراءات جديدة في فضاء شينغن الذي يربط بلدان الاتحاد. وكانت بلجيكا قد ألغت احتفالات رأس السنة الجديدة وعروض الألعاب النارية التي تقام سنويا في العاصمة بروكسل بسبب التهديدات بوقوع اعتداءات إرهابية تأثرا بتفجيرات باريس الدامية. ولا تعد بلجيكا أحد المقاصد الأساسية للاجئين العرب في أوروبا ذلك أن إجراءات الحصول على الإقامة غاية في الصعوبة ما يجعل كثيرين يفضلون دولا أخرى حتى أن كثيرا من اللاجئين غادروا بلجيكا بسبب عدم الحصول على تصاريح الإقامة وآخرهم نحو مئة لاجئ عراقي تم ترحيلهم مطلع فيفري إلى بغداد بعد رفض طلبات اللجوء والهجرة التي تقدموا بها أو التباطؤ في دراستها بحيث منحت الحكومة البلجيكية كل لاجئ مساعدة مالية قدرها 250 يورو. وقامت بروكسل بشراء مساحات إعلانية على موقع فيسبوك لبث رسائل موجهة للمواطنين العراقيين تحثهم على عدم جدوى الذهاب إلى بلجيكا. منبوذون حتى قبل التفجيرات وتعرف بلجيكا مثل غيرها وجودا لحركة بيغيدا المعادية للإسلام والمسلمين ونظمت الحركة عدة تظاهرات ومسيرات في بلجيكا كان آخرها في التاسع من جانفي الماضي في مدينة أنتويرب. وكشف وزير اللجوء والهجرة البلجيكي ثيو فرانكن لوسائل الإعلام البلجيكية أن غالبية طلبات اللجوء التي وصلت إلى مصالح الهجرة تقدم بها عراقيون. وأوضح أن اللاجئين العراقيين في بلجيكا لا يتمتعون إلا بسرير وحمام في مرافق عمومية جماعية موضحاً أن الدولة لا تؤمن لهم السكن ولا تقدم لهم منحة عكس ما يدعي المهربون. وقال فرانكن إن نحو 47 ألف شخص تقدموا بطلبات لجوء في عام 2015 وإن عدد الطلبات لا يشمل القاصرين الذين كانوا بصحبة أسرهم وأن السلطات وافقت على ما نسبته 55 في المئة من تلك الطلبات ليبلغ عدد من حصلوا على حق البقاء في بلجيكا في 2015 نحو 30 ألف لاجئ. وقررت الحكومة البلجيكية نهاية أكتوبر/ الماضي تشديد قوانين اللجوء حيث يحصل اللاجئ الحاصل على صفة اللجوء على إذن إقامة لمدة خمس سنوات وبعدها تقوم سلطات اللجوء بإعادة النظر في تمديد بقاءه من عدمه. وعاقبت السلطات البلجيكية في 31 ديسمبر/ الماضي خمسة لاجئين بالسجن لمدة شهر إثر مشاجرة دامية وقعت بين لاجئين أفغان وعراقيين في أحد مراكز استقبال اللاجئين في مدينة لويك البلجيكية أصيب فيها 15 شخصا بجروح حادة بعد اندلاع شجار عنيف بمركز فداسيل بضاحية إلسنبرون. وبلجيكا دولة ذات نظام ملكي اتحادي فضلاً عن كونها عضوا مؤسسا في الاتحاد الأوروبي وهي تستضيف مقر الاتحاد في بروكسل والعديد من المنظمات الدولية مثل حلف شمال الأطلسي. ومساحة بلجيكا 30.528 كيلومترا مربعا ويبلغ عدد سكانها نحو 11 مليون نسمة وتبلغ الكثافة السكانية فيها 365 شخصا لكل كيلومتر مربع. وتشترك في حدود برية مع فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ وهولندا كما تطل على بحر الشمال وفيها ثلاث لغات رسمية هي الهولندية والفرنسية والألمانية.