أثارت التفجيرات التي هزت صباح اليوم الثلاثاء مطار (زافنتيم-بروكسل) الدولي ومحطة مترو (مايلبيك) وسط العاصمة البلجيكية، موجة واسعة من التنديدات الدولية مؤكدة على حتمية تضافر الجهود من اجل القضاء على الإرهاب و تجفيف منابعه، بينما اعلنت العديد من الدول الغربية رفع حالة التأهب الأمني في مطاراتها ومحطات النقل والأماكن العامة. وأوقعت الاعتداءات 34 قتيلا و عشرات الجرحى، وفقا لما أكده مكتب الادعاء العام البلجيكي الذي أوضح أن تفجيرات مطار بروكسل كانت "هجوما انتحاريا". وأعلنت الشرطة البلجيكية انها فككت عبوة ثالثة في قاعة المغادرين بمطار بروكسل الدولي. و اثر هذه الهجمات الدامية رفعت السلطات البلجيكية حالة التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وأوصت المواطنين بالبقاء حيثما يتواجدون، وتعطلت حركة القطارات في مختلف أنحاء أوروبا. -التأكيد على ضرورة توثيق التعاون الدولي لاستئصال الإرهاب وأمام الأحداث الدامية التي ضربت بلجيكا أكدت الأسرة الدولية على ضرورة المضي قدما في تكثيف الجهود و التعاون من اجل استئصال ظاهرة الارهاب التي اصبحت تشكل تهديدا امنيا دوليا حقيقيا. و من هذا لمنظور أدانت الجزائر في بيان لوزارة الشؤون الخارجية ب"شدة" الإعتداءات الي استهدفت صباح اليوم الثلاثاء العاصمة البلجيكية بروكسل واصفة إياها ب"الإعتداءات الإرهابية الجبانة و الشنيعة" . وأكد نفس المصدر أن "الجزائر و إذ تعرب عن تضامنها مع مملكة بلجيكا وشعبها تقدم تعازيها لهم و لعائلات الضحايا و تجدد رفضها للإرهاب و استعدادها لمواصلة التعاون مع جميع الفاعلين الدوليين من أجل استئصاله نهائيا". واعتبرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني "إنه يوم حزين جدا لأوروبا"بينما ندد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بالاعتداءات الإرهابية. واعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان "تفجيرات بروكسل استهدفت أوروبا كلها"لافتا الى ان الارهاب تهديد عالمي يتطلب ردا عالميا قاسيا". وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن صدمته وقلقه "العميقين"إزاء الأحداث الجارية في بلجيكا، بينما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجمات ب "البربرية"معربا عن تضامن بلاده مع بلجيكا. ومن هافانا اين يجري زيارة تاريخية لكوبا، قال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه هجمات بروكسل الاهاربية "تذكير للجميع باهمية الوحدة ضد الارهاب"داعيا الى "التكاتف بغض النظر عن القومية او العرق او العقيدة لمحاربة افة الارهاب". من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي أحمد داوود "كل البشرية للوقوف صفا واحدا في مواجهة الارهاب عالمي واي شكل من اشكال الارهاب". وأعربت كل تونس و مصر و العراق و لبنان و الاردن عن تضامنها ووقوفها الى جانب بلجيكا على اثر الاحداث المأساوية، مجددة موقفها الرافض لكافة الاعمال الارهابية، و اكدت على ضرورة تضافر الجهود الاقليمية والدولية للتصدى لافة الارهاب ومعالجة أسبابه. وأدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجمات الارهابية في بروكسل ووصفها ب"الدنيئة"مؤكد تضامنه مع الشعب و السلطات البلجيكية، بينما جددت الجامعة الدول العربية و مجلس تعاون دول الخليج رفضهما للإرهاب ونبذه بمختلف أشكاله وصور. - استنفار امني وتدابير احترازية "مشددة" تحسبا لهجمات ارهابية اخرى وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل أنه تم نشر تعزيزات عسكرية كما تجري عمليات تدقيق على حدود بلاده ذلك عقب تفجيرات بروكسل، مؤكدا ان السلطات "تعمل لتأمين المواقع الأخرى". ودعا ميشيل "في هذه المأساة وفي هذه اللحظة "المظلمة"مواطنيه الى الهدوء والوحدة". كما عززت السلطات البلجيكية إجراءاتها الأمنية حول المنشآت النووية، حيث قال المتحدث باسم الوكالة الفدرالية للرقابة النووية سيباستيان برغ إن "المواقع النووية في بلجيكا تخضع لرقابة إضافية منذ أواخر 2015 بعد اعتداءات باريس في 13 نوفمبر الماضي"لافتا إلى أنه جرى أيضا تعزيز الأمن في موقعين آخرين هما مركز للطاقة النووية في/ مول/ شمال شرق البلاد ومعهد العناصر المشعة في (فلوروس)جنوببلجيكا. وبدورها سارعت العديد من الدول الاوربية في اخذ اجراءات احترازية في أعقاب الاعتداءات الدامية، وإستنفرت قواتها وإضطرت إلى الرفع من حالة التأهب الأمني في بلدانها على خلفية سلسلة التفجيرات التي هزت بروكسل. ودعت فرنسا إلى تعزيز مكافحة الإرهاب على المستوى الأوروبي. و تم الاعلان عن نشر 1600 شرطي وجندي إضافي في البلاد عند مراكز المراقبة على الحدود وأيضا في البنى التحتية للنقل الجوي والبري والبحري وللسكك الحديد. في برلين، شددت الشرطة الألمانية من إجراءاتها الأمنية على حدودها مع بلجيكا إثر سلسلة التفجيرات التي وقعت في بروكسل. وقال المتحدث باسم الشرطة إن هذا الإجراء يعد جزءا من سلسلة من الإجراءات الأمنية على الحدود وفي المطارات ومحطات القطارات. من جانبه، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته انه "تم تشديد إجراءات التفتيش التي يقوم بها الجيش والشرطة في المطارات ومحطات القطارات بمختلف أنحاء البلاد". و تحسبا لحدوث اعتداءات مماثلة، صعدت الشرطة في الدانمارك من إجراءاتها الأمنية بالمطارات والأماكن و كثفت من دورياتها في مطار كوبنهاغن ونقاط رئيسية أخرى في المدينة. و في السويد عززت الشرطة وجودها في المطارات واتخذت المزيد من الإجراءات الأمنية في أماكن عامة أخرى وذلك في رد فعل على تفجيرات بروكسل. وفي نفس السياق قال وزير الداخلية الفنلندي بيتيري أوربو إن مسؤولي الأمن في بلاده "كثفوا المراقبة في مطار (هلسنكي) بعد سلسلة التفجيرات التي شهدتها العاصمة البلجيكية". وأعلنت روسيا أنها "ستقيم" الأوضاع الأمنية في كافة مطارات البلاد على خلفية تفجيرات بروكسل و" تأخذ كل المعلومات بعين الاعتبار". و حثت العديد من الدول رعاياها في بلجيكا على تجنب استخدام جميع وسائل النقل العام ،كما نصحتهم بالبقاء داخل منازلهم أو الاحتماء بالأماكن التي يتواجدون بها.