شدّد كبير مستشاري الرئيس أوباما المكلّف بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب السيّد جون برينان أمس الاثنين بالجزائر على أن الحكومة الأمريكية ترفض قطعيا دفع فدية للإرهابيين، مشيرا إلى أنها تعبر عن تضامنها مع الجزائر في هذه المسألة، علما أن الجزائر تقود حملة عالمية في هذا الاتجاه من بعد أن اكتوت بنار الإرهاب وبات دفع الفدية يشكّل أهمّ مصادر تمويل النشاطات الإرهابية· وأشادت واشنطن من خلال مستشار أوباما بجهود الجزائر الرّامية إلى دحر الإرهاب بشكل نهائي· قال برينان خلال ندوة صحفية نشّطها بمقرّ سفارة الولايات المتّحدة بالجزائر إن حكومة بلده تعارض كلّ تنازل لصالح الإرهابيين، مؤكّدا أن تنظيم القاعدة يبقى يشكّل تهديدا دوليا بحيث على الدول التعاون على المستويين الإقليمي والدولي لمكافحته· وذكر برينان لدى تطرّقه إلى منطقة الساحل أن حكومة بلده عازمة على ملاحقة الإرهابيين لتقديمهم أمام العدالة، مبرزا أهمّية الشراكة مع الجزائر ودول المنطقة بدلا من التدخّل، مضيفا أن الحكومة الأمريكية تدعّم حكومات وشعوب منطقة الساحل في مكافحتهم للإرهاب، مشيرا إلى أن الولايات المتّحدة مستعدّة وعازمة على التعاون في هذا المجال من أجل تعزيز قدرات هذه الدول في مكافحة الإرهاب في إطار احترام سيادتها· وأكّد المسؤول الأمريكي أن مكافحة الإرهاب ستتواصل إلى غاية القضاء على القاعدة، موضّحا أن بلده يسعى إلى منع القاعدة من تنفيذ هجومات في العالم· وعن سؤال حول تدخّل الحكومة الفرنسية في منطقة الساحل بعد احتجاز إرهابيين لرهائن فرنسيين، اعتبر كبير مستشاري الرئيس أوباما المكلّف بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب أنه على الحكومة الفرنسية أن تتحمّل مسؤولية حماية مواطنيها· وأوضح السيّد برينان أننا نعمل مع الحكومة الفرنسية مثلما هو الشأن مع حكومات بلدان منطقة الساحل لأن الأمر يتعلّق بالنّسبة إلينا بالحفاظ على استمرارية الحوار، مؤكّدا أنه على هذه الحكومات ضمان الحماية لمواطنيها، وأردف يقول: لهذا الغرض قمت بهذه الزيارة إلى الجزائر لأن الأمر يتعلّق بالنّسبة إلينا بتعزيز الحوار أكثر فأكثر· وبخصوص احتجاز الرّهائن بمالي، أكّد المسؤول الأمريكي أن الولايات المتّحدة تعمل بشكل وطيد مع حكومة هذا البلد، مبزرا أهمّية تعزيز قدرات هذا البلد في مجال مكافحة الإرهاب، لا سيّما إرادته السياسية· وفيما يتعلّق بالتعاون مع الجزائر وصفه السيّد برينان ب القوي، مؤكّدا أن الشعبين الجزائري والأمريكي عانيا من ويلات الإرهاب ومن هجوماته الجبانة· وأضاف كبير مستشاري الرئيس أوباما المكلّف بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب في هذا الشأن أن الشعبين خرجا أكثر قوّة من هذه الأحداث، كما أنهما يتقاسمان خبرة معيّنة في هذا المجال، ممّا أدّى إلى التقارب بينهما في مجال التشاور حول مكافحة الإرهاب، إضافة إلى تعاونهما في مجالات أخرى· وقال السيّد برينان إنه سلّم رسالة من الرئيس أوباما إلى رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة أعرب له فيها عن التزامه بإقامة علاقات قوية بين البلدين، وخلص إلى القول إن الرئيس أوباما أبرز جهود الجزائر وتعاونها في مكافحة القاعدة وفروعها، وأكّد مجدّدا أن الشعب الأمريكي يبقى إلى جانب الشعب الجزائري في هذا الكفاح المشترك، مشيرا إلى أن الولايات المتّحدة الأمريكية تستخلص الدروس من خبرة الجزائر التي نجحت في مواجهتها للإرهاب· وكان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأمن القومي ومكافحة الإرهاب قد أكّد مساء الأحد أن الولايات المتّحدة تقدّر موقف الجزائر في مكافحة الارهاب· وأوضح السيّد برينان عقب اللّقاء الذي خصّه به الرئيس بوتفليقة إننا نقدّر كلّ العمل الذي تقومون به وكذا موقفكم في مكافحة الإرهاب، كما نقدّر كلّ ما قامت به القوّات الجزائرية، كما أبلغ رئيس الجمهورية تحيات الرئيس أوباما الحريص -كما قال- على تعزيز علاقاته مع الجزائر·