بعد أن زجت بصورته في فضيحة وثائق بنما ** أقرت صحيفة لوموند الفرنسية الشهيرة أمس الثلاثاء بخطئها الكبير في حق رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعد نشرها لصورته في مقال حول ما يعرف بوثائق بنما المتعلقة بفضيحة التهرب الضريبي رغم أن اسم الرئيس بوتفليقة لم يُذكر في تلك الوثائق وقدمت له الاعتذار. صحيفة لوموند الفرنسية اعترفت أن نشرها صورة الرئيس بوتفليقة لا يعكس مضمون المقال لاسيما أن ورود أسماء مسؤولين جزائريين لا يعني بالضرورة تورط رئيس البلاد. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الجزائر قد احتجت رسميا لدى السلطات الفرنسية بخصوص المقال الذي نشرته حول صحيفة لوموند والتي تتعلق بقضايا فساد أو ما يعرف بوثائق بنما واصفة إياها بمقالات تضليلية لاسيما أن هذه الصحيفة لم تجد حرجا في نشر صورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع شخصيات ذكرت أسمائهم في فضيحة التهرب الضريبي وهو أمر يتنافى مع المقاييس المهنية التي تنظم الإعلام. ماذا عن بوشوارب؟ وعلى عكس الرئيس بوتفليقة الذي زجت (لوموند) بصورته في فضيحة الوثائق التي لم يرد فيها اسمه حملت هذه الأخيرة اسم وزير جزائري حالي هو عبد السلام بوشوارب واتهمته بالتهرب الضريبي وهو الأمر الذي نفته مؤسسة الدراسات والإستشارة (CEC) التي أكدت في رسالة لها أن الشركة التي يمتلكها السيد بوشوارب عبد السلام وزير الصناعة والمناجم والمسماة ب (روايال أريفل كورب) (Royal Arrival Corp) أنشئت (بمبادرة) من مؤسسة الدراسات والإستشارة من أجل تسيير أملاكه الشخصية ولكنها لم تنشط أبدا ولا تتوفر على أي حساب مصرفي. وأوضح ذات المصدر أن مؤسسة الدراسات والإستشارة التي كلفت بالتصرف لحساب السيد عبد السلام بوشوارب أكدت أنها (المبادرة بإنشاء شركة روايال أريفل كورب والتي تم تأسيسها في شفافية تامة). وأضافت مؤسسة الدراسات والإستشارة أن السيد بوشوارب طلب فور إطلاعه على مساعينا بتجميد أي نشاط لهذه الشركة طيلة مدة ممارسة عهداته العمومية وبالتالي فإنه لم يتم فتح حساب مصرفي لدى البنك السويسري NBAD بجنيف. وكان (موضوع الشركة يتمثل في تسيير الذمة المالية للسيد بوشوارب قبل استلام مهامه) حسب الرسالة الموقعة من قبل الوكيل المعتمد لروايال أريفل كورب السيد غي فيتي. وأكدت مؤسسة الدراسات والإستشارة والكائن مقرها في لوكسمبورغ أن الشركة (لم تدخل أبدا في النشاط في أي بلد كان) و(لم يكن لها أي حساب لدى البنك السويسري NBAD باعتبار أنه تم إلغاء إجراءات فتح الحساب). وجاء في اليومية الفرنسية لوموند في عددها الصادر يوم الاثنين وهو ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام الجزائرية أن السيد بوشوارب كان يملك شركة في بانما هي روايال أريفل كورب وأنها أنشئت في أفريل 2015 عن طريق مكتب توطين المؤسسات الناشطة ما وراء البحار موساك فونسيكا . وجاء في اليومية الفرنسية أن الفرنسي غي فيتي الوكيل المعتمد لروايال أريفول كورب أكد في بريد الكتروني موجه بتاريخ 6 أفريل 2015 لمكتب موساك فونسيكا في لوكسمبروغ أن المستفيد الحقيقي من الشركة هو بالفعل الوزير المتولي لمهامه منذ أبريل 2014 وحاول الطمأنة بشأن هذه الشخصية السياسية . وأوضح أن الغاية من إنشاء روايال أريفل كورب كانت (تسيير محفظة قيم عقارية بقيمة 700.000 أورو ممتلكة حاليا بشكل شخصي). للإشارة فقد كشف تحقيق صحافي عالم أطلق عليه اسم وثائق بنما شبكة من التعاملات المالية السرية تورط فيها عدد من النخبة العالمية وقد استمر هذا التحقيق عاما كاملا وتركز على البحث في نحو 11.5 مليون وثيقة سربت من مكتب المحاماة البنمي موساك فونسيكا الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ 40 عاما وله مكاتب في 35 بلدا. وكان هذا المكتب يعمل على إنشاء شركات أوفشور لزبائنه في دول تعتبر جنات ضريبية بهدف التهرب من دفع الضرائب أو لتبييض أموال. وحسب ما نشره موقع كل شيء عن الجزائر فقد بلغ السفير الجزائري في باريس عمار بن جامع الاحتجاج الرسمي الجزائري لوزارة لخارجية الفرنسية. صمت محمد السادس بعد تسريبات وثائق (بنما) التي كشفت أكبر عملية تهريب ضريبي أوردت صحيفة لوموند الفرنسية في عددها الصادر أمس الثلاثاء مقالا مطولا عن شخصيات تفاعلت وأخرى لم تصدر منها أية ردة فعل بخصوص هذا الموضوع الذي أصبح مثيرا للجدل . وأثارت صحيفة لوموند اسم الملك المغربي محمد السادس مشددة أنه لم تصدر عنه أية ردة فعل بخصوص كشف (تسريبات بنما) تورط سكرتيره الخاص منير الماجيدي في عملية تهريب ضريبي وإنشاء شركة تسمى SMCD LIMITED بملايين الدولارات منذ سنة 2006 وهي شركة مسجلة في جزر فيرجن البريطانية في عام 2005 ويمنح هذا التفويض للماجيدي صلاحية شراء وتسليم نقل باخرة فاخرة ذات قيمة تاريخية تم استعمالها لأول مرة في تلاثينيات القرن الماضي ليتم تسجيلها في المغرب وإعادة تسميتها البوغاز1 بعد أن كان اسمها Aquarius W. وأضافت الصحيفة إن الماجيدي اشترى أيضا شقة فاخرة بفرنسا من شركة بنمية أخرى وقام بإصلاحها موضحة إن الوثيقة التي سربت من مكتب المحاماة البنمي موساك فونسيكا الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ أربعين عاما وله مكاتب في 35 بلدا أتبتث إن الملك محمد السادس المستفيد الرئيسي حسب ما أوردت الصحيفة. وأشارت لوموند إلى أن الملك محمد السادس لم يعلق بخصوص الموضوع مشيرة إلى توضيح من محامي القصر الذي صرح لصحفيي الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين ان الشركتين التي اتهم من خلالها الماجيدي أنشأت وفقا للقانون وهي موجودة في السجلات العمومية . الملك سلمان آل سعود لم يوضح وذكرت صحيفة (لوموند) إن ملك السعودية الحالي سلمان عبد العزيز آل سعود لم يعلق بعد أن كشفت وثائق بنما ارتباطه بشركة مبهمة في لوكسمبورغ وبعد اكتشافها أنه من أحد المساهمين في الشركتيين التي تم تأسيسهما في جزر فيرجن البريطانية مابين عام 1999 و2002. واستغل ملك السعودية شركة مسجلة في جزر فيرجن البريطانية لإخراج قرضين القرض الأول حصل عليه عام 2009 بقيمة 26 مليون دولار والقرض الثاني كان بقيمة 8 مليون دولار لشراء منازل وسط العاصمة البريطانية لندن. وذكرت الصحيفة إن الأمير سلمان تم الاتصال به من طرف وسيط سفارة المملكة العربية السعودية في الولاياتالمتحدة إلا أن الأخير لم يرد التعليق.