وزير دفاع صدام يكشف تفاصيل جديدة هذه تفاصيل غزو الكويت.. واصل سلطان هاشم أحمد وزير الدفاع العراقي في عهد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كشف تفاصيل أهم أحداث العراق والتي شهدها طيلة حياته العسكرية منذ أن كان قائدا في تشكيلات الجيش العراقي في ثمانينيات القرن العشرين وحتى سقوط العاصمة بغداد في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وهو وزيرا للدفاع. وقال سلطان هاشم في حواره مع صحيفة (الزمان) بجزئه الثاني متحدثا عن معركة الأنفال التي يتهم فيها نظام صدام باستخدام الكيمياوي في قصف قرى كردية: (لم يصدر أمرا باستخدام أي سلاح غير تقليدي لأن السلاح الكيمياوي لم يكن بعهدتي ولا تحت أمرتي كان بيد القيادة العليا والتصنيع العسكري حصرا). وأضاف أن (الهدف من المعركة كان لإلحاق الهزيمة بالبيشمركة لتعاونهم مع القوات الإيرانية لكن بالنسبة لاستخدام الكيمياوي لا أستطيع إثباته كما لا أستطيع نفيه وكنت أقود الفيلق السادس إضافة إلى منطقة الأنفال وهي منطقة محدودة في الشمال وكانت مهمتي تقتضي تحرير كل المناطق المحتلة من إيران التي تمتد من سد دربندخان جنوبا إلى قلعة دزة شمالا تلك المعارك أطلق عليها (محمد رسول الله) وقد بدأت في شهر ماي وحتى نهاية الحرب في أوت 1988). وعن مساعدة خبراء من دول أجنبية للعراق في حربه ضد إيران قال وزير الدفاع الأسبق: (شخصيا لم أر أي خبراء أو مستشارين عربا أو أجانب من أية دولة كانت خاصة في جبهات القتال أما دول الخليج فكانت هي الممول الرئيس في الأموال لشراء الأسلحة والمعدات وكان السلاح الذي بحوزتنا مصدره روسي فقط). وسرد سلطان هاشم المعتقل حاليا في حواره الصحفي تفاصيل غزو العراق للكويت عام 1990 قائلا: (كنت يومها معاونا لرئيس أركان الجيش العراقي وكنت مجازا في الموصل وسمعت بالخبر من الإذاعة وبعدها اتصل بي رئيس الأركان وقال لي هل رأيت الأخبار؟ لقد دخلنا إلى الكويت ثم طلب أن أقطع إجازتي والتحق). وأوضح سلطان هاشم أن (من قام بدخول الكويت هو الحرس الجمهوري فقط ولم يكن للجيش دور يذكر عند حصول المعركة كما إن القرار كان مفاجئا لنا كقادة عسكريين) فيما أكد أنه كان يتوقع أن بضم الكويت سيقبل العراق على كارثة خاصة بعد التحشدات الأمريكية ضدنا لكننا مع ذلك أصبحنا كبعير البيت (جمل المحامل) نتصور إننا يمكننا تحميله كل شيء ونبقى نفعل ذلك حتى ينهار). وتابع: (لقد فعلنا في معركة الكويت كل ما نستطيعه وكل ما تتطلبه العلوم العسكرية ولم نقصر بأي شيء لكن ذلك لم يكن ليجدي في منع حصول الكارثة حيث تعرضت قواتنا للتعرية من دون غطاء جوي كما عانينا من نقص خطير في المعدات لكن نفذنا الأوامر بحرفيتها لكن ذلك لم يكن مجديا في ظل تفوق أمريكي كبير). وبخصوص الانسحاب من الكويت وكان وقتها سلطان هاشم رئيسا للوفد العراقي العسكري المفاوض إن (وزير الدفاع في حينها طلب مني وضع خطة للانسحاب من الكويت لكي يعرضها على الرئيس صدام وقد وضعنا خطة للانسحاب في مدة أقصاها ثمانية أيام وقدمناها إلى القيادة لكن الرد لم يأتينا سوى بعد عشرة أيام من تاريخ تقديم الخطة وكان الأوان قد فات فالوقت لم يكن يقدر بثمن وقواتنا تحت القصف). ولفت إلى قائلا: (كنت أعتقد أن الغاية الأمريكية تتركز في طرد الجيش العراقي من الكويت أولا لكن حينما اجتمعت مع القائد الأمريكي شوارسكوف في خيمة سفوان (منطقة حدودية بين العراقوالكويت) سألته لماذا قصفوا الجيش العراقي المتمركز داخل الأراضي العراقية وعلى بعد 40 كلم من الحدود وذلك بعد إعلان وقف إطلاق النار؟ أجابني قائلا: (لو بقينا نناقش ذلك أشهرا فلن نتوصل إلى نتيجة لذا دع ذلك السؤال للتاريخ). يذكر أن الأمريكان اتهموه بأنه متعاون معهم لكنّ ضباط الجيش العراقي السابق ومؤيديه رفضوا التهم. وتمت فيما بعد محاكمته على تهم نفاها سلطان هاشم أحمد بالكلية أثناء جلسات المحاكمة وقد تم إصدار حكم الإعدام بحقه.