قرر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في اجتماع طارئ الخميس برئاسة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب تجميد الحوار بين الأزهر والفاتيكان إلى أجل غير مسمى. وأوضح بيان للأمين العام للمجمع الشيخ علي عبد الباقي "أن قرار التجميد يأتي بسبب تكرار ما صدر من بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر أكثر من مرة من تعرضه للإسلام بشكل سلبي, ودعوته اضطهاد المسلمين للآخرين الذين يعيشون معهم في الشرق الأوسط، ولذا فقد قرر الأزهر تجميد الحوار مع الفاتيكان". وكان شيخ الأزهر قد استنكر سابقاً تصريحات بابا الفاتيكان حول أحداث تفجير كنيسة "القديسين بالإسكندرية"، وأكد على عدم رضاه عن هذه التصريحات، قائلاً "حينما تصدر هذه التصريحات من مؤسسة دينية كبرى من واجبها أن ترعى السلام في العالم، وأن تكون منصفة في أقوالها، فإن هذه التصريحات تكون محاولة للتدخل في شؤون مصر لخدمة أهداف سياسية عالمية وليست لخدمة السيد المسيح". وتساءل د. الطيب "لماذا إذن لم يتحدث البابا ولم ينزعج على دماء ملايين المسلمين التي تراق في العراق وفلسطين، ولم يطالب العالم بالتدخل لحمايتهم ووقف أنهار الدماء التي تسيل هناك، بل إنه عندما زار إسرائيل لم يزر فلسطين، ولم يتحدث عن دماء الفلسطينيين؟". ورداً على تعقيبات البابا بنديكت، ورده على هذا بأن تصريحاته أسيء فهمها، قال د. الطيب " لقد تعودنا من البابا بنديكت كلما أساء للمسلمين في تصريحاته أن يقول إنه أُسيء فهمُ هذه التصريحات، وهو ما حدث حين أشار إلى أن الإسلام انتشر بحدِّ السيف". وأعلن الطيب "أن الأزهر لن يشارك في مؤتمر حوار الأديان المزمع عقده في أكتوبر القادم إلا ونحن نعبر عن وجهة نظرنا كمسلمين، لأن هذه المؤتمرات أصبحت لا تفيد المسلمين في الفترة الأخيرة، ولا تفيد الشرق وإنما يستفيد منها الغرب". وأضاف "نحن في كل المؤتمرات التي حضرناها من قبل قلنا إن الغرب لا يزال غير جاد في فهمه لطبيعة الحضارة الإسلامية وحضارة الشرق والشرقيين، ونحن حريصون على علاقتنا بالفاتيكان، ولكن من حقنا أن نختلف معه ونرد على ما يثيره، ونرجو أن يبادر البابا بنديكت كرجل دين يرعى السلام بتوجيه كلمة طيبة للمسلمين يعتذر فيها عن الحروب الصليبية، ويعترف بالدور الإيجابي للحضارة الإسلامية في إثراء الحضارة الأوربية، ويدافع عن دماء المسلمين الذين يتعرضون للمجازر في بلادهم وعن حقوق الفلسطينيين في فلسطين". يذكر أن الأزهر كان قد أسس لجنة للحوار مع الفاتيكان منذ عهد د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق والبابا يوحنا بولس السادس بابا الفاتيكان السابق، وشهدت هذه اللجنة عدة اجتماعات، حيث كانت تعقد اجتماعها مرتين سنوياً لاستعراض كل ما يتعلق بالتعاون بين الجانبين. * "في كل المؤتمرات التي حضرناها من قبل قلنا إن الغرب لا يزال غير جاد في فهمه لطبيعة الحضارة الإسلامية وحضارة الشرق والشرقيين، ونحن حريصون على علاقتنا بالفاتيكان، ولكن من حقنا أن نختلف معه ونرد على ما يثيره، ونرجو أن يبادر البابا بنديكت كرجل دين يرعى السلام بتوجيه كلمة طيبة للمسلمين يعتذر فيها عن الحروب الصليبية، ويعترف بالدور الإيجابي للحضارة الإسلامية في إثراء الحضارة الأوربية، ويدافع عن دماء المسلمين الذين يتعرضون للمجازر في بلادهم وعن حقوق الفلسطينيين في فلسطين".