شعبها أصبح وحيدا معزولا سوريا.. سنوات من الدماء والدموع يبدو أن الشعب العربي السوري أصبح وحيدا معزولا لا بواكي له تتقاذفه المخططات السياسية والمصلحية الرهيبة بين استراتجيات الدب الروسي ومطامح الخنزير الأمريكي وأطماع الشيطان الفارسي وأحلام السلطان الوهابي ومناورات الكيان الصهيوني لتتحول أرض الشام الشماء إلى بركان من الدماء وتلال من الأشلاء لا نهاية لها يعشعش فيها مصاصو الدماء وتجار الحروب وكال أنواع المرتزقة والطامعين. أصبح لا يمر يوما في سوريا الدمار دون الإعلان عن مقتل العشرات وجرح المئات وسط تدمير رهيب للبيوت والمدن والأحياء بالبراميل المتفجرة او بالقذائف المتهاطلة على المدنيين حيث يشير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي ينشر يوميا إحصائيات عن القتل والدمار في سوريا أنه خلال الخمس سنوات الأخيرة قتل قرابة 300 ألف سوريا يضاف إليها قرابة المليون جريح ومصاب وفي هذه الخمس سنوات فرّ ما يزيد عن 7 ملايين سوري من منازلهم أو هجروا إلى مناطق أخرى وأن ما يقارب الخمسة ملايين منهم أصبحوا لاجئين في الدول المجاورة وكثير منهم حاولوا عبور البحار في قوارب كان نهاية أغلبها الموت في عمق البحار. ولعل ما يحدث في مدينة حلب الشماء من تدمير واسع وحرق شاسع وقصف للطيران السوري والروسي لا يضاهيه إلا ما فعله التتار بهذه المدينة عندما دخلها هولاكو في القرن حيث يمارس الأسد وشبيحته حرب إبادة جماعية لا مثيل لها بقصف المدنيين والمدارس والمستشفيات في جرائم حرب فظيعة ستضاعف عدد القتلى وحجم الدمار بهذا البلد إلى درجة الإبادة. ولا يبدو أن نفق هذه الحرب المظلم يوشك على انتهائه طالما لم ينته عرابو الحروب والمتآمرون على الشعب السوري من الروس والأمريكان والعرب والفرس من لعبة القمار التي يتخذون من أجساد أحرار الشام ونسائهم وأطفالهم متكأ لها. الأكيد أن أولئك الأطفال اللذين كان مقتلهم بدير الزور سببا في اندلاع شرارة هذه الثورة المدمرة لم يكونوا يعلمون ان سوريا كاملة ستدفع ثمن موتهم بدمار أحياءها العريقة ومدنها الجميلة وإبادة شعبها الأبي المرابط على مرّ القرون.