عالجت أمس محكمة الجنح لبئر مراد رايس بالجزائر العاصمة، ملف شبكة وطنية متخصصة في التزوير تضم 12 عنصرا كوّنوا جمعية أشرار متخصصة في تزوير المحررات الرسمية والعمومية والتجارية والمصرفية والإدارية والشهادات بالكتابة والتوقيع وانتحال شخصية الغير والحلول محلها، والنصب والاحتيال، بغرض الاستفادة من قروض من بنك »سوسييتي جنرال الجزائر« و»ستيلام الجزائر«. وتتلخص حيثيات القضية في أنه بتاريخ 19 مارس 2009، تلقت مصالح أمن المقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس مكالمة هاتفية من وكالة تيقصراين لبنك »سوسييتي جنرال الجزائر«، مفادها اكتشاف ملف طلب قرض بنكي من أجل شراء سيارة، يحتوي على وثائق مزورة باسم المسماة (س. ح)، حيث كانت الأخيرة ستقترب من الوكالة لأجل استلام وصل استخراج السيارة. وموازاة مع ذلك تنقّل عناصر الأمن إلى البنك، وتم توقيف المشتبه فيها ومرافقها المدعو (ق.م.ص) وبحوزتهما شهادة تأمين سيارة من نوع »هيونداي« باسم المتهمة صادرة عن وكالة الشراڤة للشركة الجزائرية للتأمين. ومن خلال مباشرة التحريات تبين أن اسم المتهمة مستعار، وأن اسمها الحقيقي هو (د. ج)، وهي تعمل كمنظفة عكس الشهادة التي أودعتها في الملف، التي تؤكد أنها تعمل كطبيبة متخصصة في أمراض النساء، إذ كشفت أنها كُلفت باستلام وثائق السيارة من البنك واستخراج السيارة من شركة »هيونداي« من قبل المكنى »شميسو« صاحب وكالة كراء السيارات بالبليدة، وقد أثيرت الشكوك من حولها من طرف الموظف المكلف بدراسة الملف الذي لفت انتباهه أنها صغيرة في السن كما تبين من بعد معاينة الملف، أن كشف الحساب البنكي الصادر عن بنك الفلاحة والتنمية الريفية بالوكالة الرئيسة رقم 426 بالبليدة، مزور، وحتى شهادة العمل الصادرة عن المستشفى الجامعي للبليدة، الأمر الذي دفع بذات الموظف لإعادة دراسة جميع الملفات المودعة بمصلحته، بدءا من شهر فيفري للسنة ذاتها، وخاصة تلك المتعلقة بالوكيل »هيونداي«، ليكتشف وجود 9 ملفات أخرى إلى جانب الملف سالف الذكر، إذ تحوي جميعها وثائق مزورة تمكن أصحاب ثلاثة منها من استلام القرض البنكي والحصول على السيارات، اثنان منهم بأسماء مستعارة، والآخر استعمل هويته الحقيقية، لكنه قدّم وثائق مزورة، بالإضافة إلى تزوير وثائق تتعلق بزوجته (غ. ح). أما باقي الملفات فلم يتمكن أصحابها من استلام القروض. وقد أسفرت التحريات الأمنية عن تحديد هوياتهم، منهم من استعمل هويته الحقيقية ووثائق إدارية بالملف جميعها مزورة، وآخرون استغلوا هويات مستعارة وهمية وبملفات هي الأخرى مزورة. كما توصلت التحريات إلى أن »سيتيلام الجزائر« هو الآخر وقع ضحية هذه العصابة؛ حيث قام المتهم (ش. أ) بسحب قرضين من وكالة المرادية، الأول بقيمة 141 مليون سنتيم والثاني بقيمة 174 مليون سنتيم، فيما استفادت متهمة أخرى بقرض قيمته 141 مليون سنتيم، حيث طالبت دفاع »سيتيلام« بإلزام المتهمين بإرجاع المبالغ المالية مع إلزامها بدفع ما قيمته 605.492,65 دينار كتعويض شامل عن الضرر المادي والمعنوي اللاحق بالبنك، مع الأمر برفع الحجر عن سيارة من نوع »بوجو 407« زرقاء اللون، وهي نفس السيارة التي كان قد اقتناها أحد المواطنين، وهو ضحية في قضية الحال عند توجهه إلى سوق بيع السيارات بتيجلابين، حيث لفتت انتباهه ليطلب من عارضها شراءها، ليتفقا على مبلغ مليون و900 ألف دينار، ويلتقيا ببلدية القبة؛ حيث قاما بالإجراءات الإدارية من كتابة تصريح بالبيع. وسلّم المبلغ للمدعو (ش. أ)، وهو ذات المبلغ الذي طالب دفاعه بإلزام المتهم بأن يدفعه له مع إفادته بتعويض قدره 2 مليون دينار جزائري. وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة ضمت 12 متهما بينهم 4 نساء إحداهن محل أمر بالقبض الدولي، وصاحب وكالة لكراء السيارات بالبليدة، وتجار، ومسيّر مدرسة سياقة، موقوف منهم امرأة و4 رجال، فيما يبقى 4 آخرين غير موقوفين، والبقية في حالة فرار، انتحلوا صفات بيطري، طبيب بيطري، إطار بسوناطراك وموظف بنفطال، حيث وُجهت لهم جنح تكوين جمعية أشرار من أجل التزوير واستعمال المزور بالكتابة في محررات رسمية وعمومية وتجارية مصرفية وإدارية والشهادات، وانتحال هوية الغير والحلول محلها والنصب والاحتيال، وهي الجنح التي التمس من أجلها وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 03 سنوات سجنا نافذا في انتظار ما ستسفر عنه جلسة المداولة الأسبوع المقبل.