(يا سيدي عبد القادر الجزائري إن كلاما كثيرا يتزاحم اللحظة على طرف لساني يرغب في أن أخرجه على هذه الصفحات من القلب إلى محبيك لكن ما قرأته في الترجمة العربية الأولى لهذا الكتاب على يد الدكتور صبري حسن جعلني أرتدي الفخر برنوسا والعز عمامة فإن من أعظم مشاعر الاعتزاز بمآثر ورجال تاريخنا الجزائري أن نقرأهم في كتب الآخرين ونكتشفهم بعيون الأجانب ما يولد حسا جديدا وإحساسا مختلفا بذاتنا الجزائرية والعربية والإنسانية). هذا ما كتبه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في نهاية تقديمه لكتاب (صقر الصحراء.. عبد القادر والغزو الفرنسي للجزائر) للكاتب الإنجليزي سكاون ولفريد بلنت والذي ترجمه الدكتور صبري محمد حسن ونشره مركز الأهرام للنشر في مصر. وأضاف بوتفليقة مرتديا (برنوس الفخر) دائما: ولعل ما يحفر في وجداني عميقا هو ما قرأته عن المؤلف بلنت وهو الكاتب المثير للدهشة فقد استحكمت فيه العوربة بعد زيارته الجزائر وتخلى عن (الأوربة) التي نشأ على قيّمها وثقافتها.. وذلك هو الإنسان الذي لا يمكن له أن يكون إلا منصفا عندما يرى الظلم والقهر. وختم بوتفليقة كلامه بالقول: شكرا للمترجم الدكتور صبري محمد حسن وشكرا لمؤسسة (الأهرام) العريقة التي تحتل مكانة محترمة في عالم الصحافة والعلم والمعرفة على هذا الجهد النافع المثمر وإن طلبها منا تصدير هذا الكتاب لثقة غالية أعتز بها وإنني لأتشرف بأن أصدر للقارئ العربي هذا العمل الفريد المتميز عله يجد فيه ما يساعده على فهم شخصية الأمير. وأؤكد لكم مرة أخرى أن حاجتنا إلى البحث في فكر الأمير أكبر من حاجة فكر الأمير إلينا كونه من طينة الذين يصنعون التاريخ ولا تصنعهم الأحداث.