وسط اختفاء الدلافين النهرية في مختلف أنحاء جنوب شرق آسيا يتساءل العلماء ودعاة حماية البيئة حول الكيفية التي تستطيع بها المنطقة أن تنقذ آخر ما تبقى من أنواع هذه الحيوانات الثديية البحرية المهددة بالانقراض. وبحسب الموروثات الشعبية المحلية فإن الدلافين هي إعادة تجسيد لأرواح الموتى ولكن وضعها شبه الأسطوري هذا لم يمنع اقترابها من الانقراض مع صيدها في لاوس وكمبوديا المجاورة التي تبجل هي الأخرى هذا الحيوان الثديي المائي. في هذا الجيب من نهر الميكونج في الطرف الجنوبي من لاوس لم يبق تقريباً سوى خمسة دلافين بحسب قول البحار المحلي تشيج 30 عاما الذي يأخذ السياح يومياً عند الغسق والفجر ليمنحهم فرصة رؤية هذا النوع المنقرض. ويقدر أن (هناك حوالي أربعة أو خمسة دلافين) بالإضافة إلى دولفين صغير السن. ويعد هذا العدد الضئيل من الدلافين في نهر الميكونج في لاوس مصدر جذب سياحي ضخم ولكن يمكن أيضاً العثور على هذه الدلافين في جيوب عبر منطقة فسيحة ممتدة لمسافة 3500 كيلومتر من جنوب شرق آسيا حيث تعيش في المياه الضحلة والمياه المالحة ومصبات الأنهار من بنغلاديش إلى الفلبين. ومع ذلك فإن دولفين إيراوادي وهو واحد من سبعة أنواع فقط من دلافين أنهار العالم مهدد بالانقراض في كل بلد يعيش فيه إلا بنغلاديش حيث يصنف بأنه عرضة للخطر من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (آي يو سي إن). وأصبح الدولفين رمزاً لتراجع التنوع البيولوجي في جنوب شرق آسيا وهو ما فكرت فيه المنطقة بلا شك في 22 ماي الذي وافق يوم الأممالمتحدة العالمي للتنوع البيولوجي. وهناك مخاوف عميقة من أن دولفين إيراوادي في طريقه للحاق ب(بيجي) وهو دولفين كان يحيا في المياه العذبة اختفى من نهر اليانجتسي في الصين بعد نفوق آخر دولفين معروف من هذا النوع في عام 2002. وتعيش معظم دلافين نهر الميكونج وهي حوالي 80 في كمبوديا على بعد 184 كيلومتر فقط عبر الحدود من منطقة دون خون. وكان نهر إيراوادي في ميانمار موطناً ل59 من دلافين الأنهار وفق أحدث تعداد في عام 2003 بحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (آي يو سي إن) وهو رقم قد انخفض على الأرجح منذ ذلك الحين.