هجمات متفرقة من أمريكا إلى فرنسا ** * المسلمون يتحولون إلى كبش فداء للسياسيين الغربيين ضرب (الدواعش) مجددا في قلب الغرب من خلال عمليات إرهابية متفرقة من أمريكا إلى فرنسا وعلى الرغم من اختلاف العمليات إلى المنفذين من منبع واحد والهدف واحد لكن الضحية الحقيقية لهذه العمليات الإرهابية هم المسلمون الذين يعيشون في هذه البلدان بحيث يقعون في كل مرة في دائرة الاتهام في لعبة سياسية متشابكة المصالح ! ق. د/وكالات اتهم المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب مسلمي الولاياتالمتحدة بعدم التعاون مع السلطات للكشف عن أشخاص مثل منفذ هجوم أورلاندو بينما قالت المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون إنه يجب على الولاياتالمتحدة إيجاد سبيل لحماية أمن البلاد دون شيطنة الأميركيين المسلمين. ولم يدخر ترامب وقتا لاستغلال الهجوم في تصعيد خطابه العدائي ضد المسلمين الذي كان إحدى ركائز حملته الانتخابية وكرر في مقابلات تلفزيونية دعوته إلى فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى البلاد. كما اقترح تعليق موجات الهجرة من بلدان ارتبطت بخطر إرهابي على الولاياتالمتحدة أو حلفائها وفق رأيه. ووصلت انتقادات ترامب إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الهجوم وقال إن أوباما لن يحل مشكلة الأمن القومي. موقف كلينتون من جهتها قالت هيلاري كلينتون إن على الولاياتالمتحدة إيجاد سبيل لحماية أمن البلاد دون تصوير الأميركيين المسلمين كأشرار لكنها دعت أيضا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة إزاء حمل الأسلحة وزيادة الجهود لحذف رسائل تنظيم الدولة الإسلامية من على الإنترنت. وكان مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (أف.بي.آي) جيمس كومي قال إنه لا يوجد دليل على أن منفذ هجوم أورلاندو جزء من شبكة أو مخطط خارجي مضيفا أن المنفذ اتصل بالشرطة قبل الهجوم ليخبرهم بأنه يبايع زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي وأنه يقوم بهذا الهجوم من أجله. وفي وقت سابق قال أوباما إنه لا يوجد دليل واضح على أن منفذ هجوم أورلاندو جرى توجيهه من الخارج مشيرا إلى أنه تأثر بالدعاية المتطرفة عبر الإنترنت. استغلال سياسي من جهته أكد أستاذ تسوية النزاعات الدولية بجامعة جورج ميسن الدكتور محمد الشرقاوي تحدث عن تداعيات هجوم أورلاندو على الحملة الانتخابية الأميركية وكيف أن ترامب وجد ضالته المنشودة في هذا الهجوم بدعوته مجددا إلى حظر دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة ومطالبته الرئيس باراك أوباما والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالاستقالة من منصبيهما لعدم تبنيهما الموقف ذاته ولأنهما غير قادرين على حماية الأميركيين. وأوضح الشرقاوي أن الخطاب السياسي الأميركي بعد الهجوم بات على طرفي نقيض فترامب يستغل الحادث أيدولوجيا ويضع المسلمين والعرب في خانة قاتمة الألوان وأنهم إرهابيون ومجرمون حتى تثبت براءتهم واستطاع أن ينفذ إلى الأميركيين من هذه الزاوية بينما هيلاري والديمقراطيون يقفون في موقع رد الفعل ويتحدثون عن ضرورة وضع تنظيم تشريعي لانتشار الأسلحة الآلية. وكان ترامب قال في أعقاب الهجوم إن الجالية المسلمة في أميركا تعرف الأشخاص الذين لديهم استعداد للتفجير بينما أكدت هيلاري على ضرورة إيجاد سبيل لحماية أمن البلاد دون شيطنة المسلمين الأميركيين. وأشار الشرقاوي إلى انتشار ظاهرة الخوف في المجتمع الأميركي وهو ما يستدعي المسلمين إلى تبني نوع من الخطاب السياسي والإعلامي لمواجهة ما يتعرضون له على خلفية مثل هذه الهجمات. أما أستاذ الأخلاق السياسية ومقارنة الأديان بكلية قطر للدراسات الإسلامية الدكتور محمد الشنقيطي فشدد على ضرورة أن يتخلى المسلمون عن النزعة الاعتذارية وألا يتحملوا مسؤولية جريمة لم يرتكبوها وقال إن المسلمين لم يبايعوا زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي خليفة وإن الشاب الذي نفذ هجوم أورلاندو لم يتخرج من مدارس أفغانستان وإنما من مدارس أميركية. ودعا الشنقيطي إلى ضرورة أن يتبنى المسلمون خطابا سياسيا مستقلا وأن يصروا على إظهار آثار السياسة الخارجية الأميركية على الداخل الأميركي وكيف أنها هي التي جاءت بالشاب عمر متين وآخرين وعلى التمسك بحقهم مثلما فعل الأميركيون من أصل أفريقي. يذكر أن مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية شهدت هجوما نفذه مواطن أميركي يدعى عمر صديق متين (29 عاما) حيث أطلق النار في أحد الملاهي الليلية للشواذ مخلفا مقتل 49 شخصا. هولاند يحذر: فرنسا تواجه خطرا إرهابيا كبيرا ولم تكن العاصمة الفرنسية باريس وهي تتضامن البارحة مع مدينة أورلاندو الأميركية التي تعرضت لاعتداء إرهابي دام غير مشهود تعتقد أنها ستكون بدورها وبعد يوم واحد فقط من الهجوم الأخير عرضةً لهجوم إرهابي فردي. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الثلاثاء إن قتل الشرطي وصديقته في منطقة باريس عمل إرهابي بلا شك مؤكداً أن فرنسا تواجه تهديداً إرهابياً كبيراً جداً. حسب ما نقلت وكالة فرانس برس. وذكرت مصادر قريبة من التحقيق كما أوردت الوكالة ذاتها أن لعروسي أبالا منفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كان معروفاً من قبل الشرطة بسبب تطرفه وورود اسمه في تحقيق مرتبط بشبكة جهادية سورية. وجاء حادث قتل الشرطي وصديقته في سياق استنفار فرنسي واستمرار للعمل بحالة الطوارئ. كما وقع بالموازاة مع تنظيم نهائيات يورو2016 ما شكل صدمة للشارع الفرنسي. وما أثار مزيداً من القلق هو أن منفذ هذا الاعتداء الإرهابي حسب توصيف الرئيس فرانسوا هولاند سبق له أن أمضى ما يقرب من ثلاث سنوات سجناً بسبب ضلوعه في شبكة ترسل مقاتلين إلى باكستان. فضلاً عن قدرة منفذ الهجوم على رصد حركات الشرطي الفرنسي الذي يبلغ من العمر 42 عاماً وكان بلباسه المدني حين تم قتله بسلاح أبيض دون حاجة لاستخدام سلاح ناري داخل منزله. وكان لافتاً استخدام منفذ الهجوم لمواقع التواصل الاجتماعية عبر خاصة النقل المباشر التي يوفرها موقع فيسبوك حتى أثناء تنفيذه لعملية القتل ونشره فيديو من 13 دقيقة يكشف تفاصيل عمله ويُخاطب فيه أبو محمد العدناني الناطق باسم تنظيم داعش وهو ما سهّل عملية تبنّي العملية سريعاً من قبل التنظيم. وحسب المعطيات الأولية عن منفذ الهجوم فهو في الخامسة والعشرين من عمره واسمه لعروسي أبالا من مدينة مانيانفيل الفرنسية حيث توجه إلى بيت الشرطي وخنق زوجته وهي شرطية أيضاً ونشر صورتها ووجّه للشرطي تسع طعنات قاتلة بسكّين قبل أن تتدخل قوات الشرطة وترديه قتيلاً وتخلّص طفلاً في الثالثة من عمره. وبينما تحاول السلطات الفرنسية الأمنية معرفة كل ملابسات الاعتداء الذي كانت الأخبار تتحدث أمس عنه باعتباره نزاعاً بين جيران تصاعد بفرنسا شعورٌ بأن ثمة إخفاقات كثيرة ساهمت في حدوث هذا الاعتداء إذ أن منفذ الهجوم له سوابق إجرامية وإرهابية وسبق وحوكم مع سبعة آخرين عام 2013 بتهمة الانتماء لشبكة جهادية تقوم بتجنيد مقاتلين. وأمضى ما يقرب من ثلاث سنوات سجناً وبعدها واصلت الشرطة والاستخبارات رصد حركاته وأنشطته. للإشارة ينتظر أن يزور الرئيس الأميركي باراك أوباما فرنسا يوم الخميس القادم حيث سيلتقي بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والأكيد أن ملف الهجومين الأخيرين في كل من البلدين سيكون محور اللقاء بين الرئيسين.