شكل ملف الاعتداء الإرهابي على الموقع الغازي بتيقنتورين محور محادثات بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، حيث جدد الزعيمان إدانتهما لهذا العمل الإرهابي، مؤكدين التزامهما بمكافحة أوسع للإرهاب في شمال إفريقيا. أعلن البيت الأبيض الأمريكي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند مساء أول أمس تباحثا خلالها قضية الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الأسبوع الماضي المركب الغازي لتيقنتورين بعين أمناس وانتهى بمقتل 29 إرهابيا و37 رهينة أجنبية من مختلف الجنسيات بينهم أمريكيون وفرنسيون. وجاء في بيان للرئاسة الأمريكية أن »الرئيسين أوباما وهولاند أدانا العمل الإرهابي الذي أرتكب الأسبوع الماضي في الجزائر مؤكدان التزامهما المتبادل بمكافحة أوسع للإرهاب في شمال إفريقيا«. وجاءت مباحثات أوباما وهولاند حول اعتداء تيقنتورين والتأكيد على دعمهما للجهود التي تبذلها الجزائر لمكافحة الإرهاب، بعد أقل من أسبوع من إعلان الرئيس الأمريكي موقفه الداعم لتعاطي الجزائر مع الهجوم الإرهابي وكذا التصريح المؤيد الذي عبرت عنه نهاية الأسبوع الماضي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حيث قالت »إنه من الضروري تعزيز التعاون ضد الإرهاب مع الجزائر وكل دول المنطقة، وأضافت أنه »لا أحد يعرف أفضل من الجزائر شراسة الإرهابيين«، مشيرة أن الجزائر »قادت حربا قوية ضد الإرهابيين خلال عدة سنوات وبخسائر كبيرة في الأرواح«. وذكر أوباما أيضا أن الولاياتالمتحدة »ستواصل العمل عن كثب مع كل شركائها لمكافحة ظاهرة الإرهاب في المنطقة التي أودت بحياة عدد كبير من الأبرياء«. وتابع أن الهجوم على الموقع الغازي بعين أمناس »تذكرة أخرى للتهديد الذي تشكله القاعدة والجماعات المتطرفة العنيفة الأخرى في شمال إفريقيا«. وتعكس تصريحات الرئيس الفرنسي تأييد الإليزي المطلق للطريقة التي تعاملت وفقها الجزائر مع عملية احتجاز الرهائن في الموقع الغازي في عين أمناس، حيث أكد هولاند أن الجزائر كانت لديها الإجابات الملائمة لهذا الاعتداء الإرهابي وهو نفس الطرح الذي عبر عنه الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية لوران فابيوس حين قال قبل أيام أنه »لا يجب التهاون مع الإرهاب والجزائريون يدركون تماما أن الإرهاب كله شر«. وإلى جانب الاعتداء الإرهابي على الموقع الغازي بتيقنتورين تطرق الرئيسان الأمريكي والفرنسي خلال محادثاتهما الهاتفية إلى المسائل المتعلقة بالوضع في مالي وليبيا وسوريا. وبخصوص مالي عبر الرئيس الأمريكي عن »دعمه لريادة فرنسا في جهود المجتمع الدولي الرامية إلى منع الإرهابيين من الحصول على ملجأ« في هذا البلد بمنطقة الساحل. وفي هذا الصدد ألحا على ضرورة وضع في أقرب وقت ممكن بعثة دولية لدعم مالي تحت قيادة إفريقية وعلى أهمية إعداد من قبل الحكومة الانتقالية المالية »خارطة طريق سياسية تسفر عن انتخابات وإعادة الحكامة الديمقراطية«.