القضاء أحاله على مستشفى الأمراض العقلية هكذا أزهق دركي روح طاكسيور بأربع طعنات عشية عيد الفطر قضت محكمة جنايات الجزائر العاصمة أمس بإحالة دركي ينحدر من ولاية باتنة يدعى ق.سليم على مستشفى الأمراض العقلية لارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد على خلفية قيامه بإزهاق روح سائق سيارة أجرة بأربع طعنات على مستوى الصدر بباب الزوار عشية عيد الفطر المبارك. وقائع الجريمة الخطيرة تعود إلى تاريخ 16 جويلية 2015 المصادف ليلة رؤية هلال شوال عندما تلقت فصيلة المساس بالأشخاص للفرقة الجنائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر في حدود الساعة الواحدة صباحا بلاغا من مواطنين مفاده العثور على جثة شخص في العقد السادس ملقاة على الأرض بموقف الحافلات بالقرب من سوق الفلاح بباب الزوار بعدما تعرضت لاعتداء بواسطة سلاح أبيض وعليه تنقلت ذات العناصر إلى مسرح الجريمة أين تبين أن الجثة تعود للمدعو ز.بلقاسم سائق سيارة أجرة حيث عثر بجيبه على مبلغ 10 آلاف دينار ووثائقه الإدارية وهاتفه النقال وكانت الجثة بالقرب من سيارته من نوع رونو سامبول وبعد مسح مسرح الجريمة ثم العثور على سلاح الجريمة تحت عجلة سيارة الضحية. وعليه تم سماع الشاهد حسين الذي صرح أنه كان برفقة الضحية بمحطة خروبة ثم تقدم منه شخص طلب منه إيصاله إلى باب الزوار وقد سمع بمقتله من طرف المدعو بلال الذي كان معهما بالمحطة وقدم مواصفات المشتبه فيه وفي اليوم الموالي تقدم الجاني ق. سليم إلى مصالح الدرك الوطني لتسليم نفسه أين اعترف بارتكابه للجريمة مصرحا أنه توجه إلى العاصمة بموجب أمر بمهمة لإجراء فحص بمصحة الأمراض العقلية بمستشفى فرانس فانون بالبليدة غير أن الطبيبة رفضت رؤيته وأعطت له موعدا فتنقل إلى العاصمة على متن حافلة وبقي يجول بها وبعد الإفطار توجه إلى نهج حسيبة بن بوعلي أين اشترى سلاح الجريمة ثم توجه الى محطة الخروبة وامتطى سيارة أجرة وفي الطريق وجه طعنات قاتلة للضحية موضحا أنه بعد إزهاق روحه أحس براحة نفسية. وأوضح تقرير الطبيب الشرعي أن الضحية تلقى أربع طعنات عميقة بواسطة سكين حاد كانت إحداها السبب المباشر للوفاة في حين أفاد تقرير الخبرة العقلية للمتهم أنه كان في حالة جنون خلال ارتكابه للجريمة وأنه سبق أن عاش حالة مرضية بالثكنة العسكرية ما استوجب منحه عطلة مرضية مدة 21 يوما وإحالته على العلاج كما تم سحب سلاحه منه. المتهم خلال استجوابه دخل في حالة بكاء هيستيريا ورفض الرد على أسئلة القاضي وبعد إلحاح هذا الأخير صرح انه نسي الوقائع وكل ما يتذكره أن الطبيبة طردته وأنه وجه طعنة واحدة للضحية من أجل أن يرسله إلى السجن. وهي التصريحات التي لم تقنع دفاع الطرف المدني مصرحا أن الملف اعتمد على خبرتين الأولى تقول أنه مصاب بمرض الهذيان البرانووي الفصامي والثانية تقر بأنه مصاب دهان فصامي البرانويا وهما حالتين مختلفتين تماما ما يشكك في صحتهما مضيفا أن الجاني يتذكر فقط ما يخدم موقفه في الملف وهو ما يجعل حالة الجنون مشكوك فيها لأنه بعد شهر من الواقعة أعاد سرد تفاصيلها بدقة لقاضي التحقيق. وبناء على هذه الوقائع التمس ممثل الحق تسليط عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم قبل أن تقر هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية بالحكم السالف ذكره.