استهداف مباشر للفارين من الموت الفلوجة.. حرب شوارع طاحنة تستمر المعارك في مدينة الفلوجة بلا توقف رغم العواصف الترابية والظلام الذي أطبق على المدينة وسط معاناة آلاف العائلات التي لم تتمكن من الفرار بعد سماح تنظيم الدولة داعش لها بالخروج بسبب انتشار القناصة والخوف من العبوات الناسفة المزروعة في الطرق الخارجية المؤدية إلى الفلوجة. وقالت مصادر عسكرية عراقية من داخل الفلوجة إن المعارك تتركز في أحياء الشهداء والجبيل والتأميم والحي الصناعي أقصى جنوب الفلوجة وسط قصف كثيف يستهدف وسط وشمال وغرب الفلوجة من قبل الطيران الأميركي والعراقي ومدفعية الجيش وصواريخ المليشيات. وأوضح النقيب سعد عودة من قوات اللواء الثاني بالجيش العراقي المتواجدة بالفلوجة أن المعارك تجري حالياً بأسلحة متوسطة وقاذفات محمولة على الكتف بين الجانبين وتنتقل من شارع الى آخر. وبيّن أن مناطق جنوب الفلوجة لا يمكن للطيران التدخل فيها الآن بسبب قرب المسافة بين القوات المشتركة ومقاتلي تنظيم داعش. في موازاة ذلك أكدت مصادر أمن عراقية سقوط العشرات من قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية إضافة الى عناصر من تنظيم داعش خلال المعارك الجارية. وبحسب المصادر فإن أغلب الجثث ما زالت في الشوارع ولا توجد قدرة على سحب الكثير منها. وتنحصر المعارك في أحياء الشهداء والتأميم (شارع يثرب) ومحيط جامع الشمري والحي الصناعي (شارع الكرينات) فيما تنحصر في الجبيل باتجاه شارع الكورنيش ومعمل الطحين. وقال مواطنون داخل الفلوجة إن الآلاف من العوائل ما تزال داخل الفلوجة وهناك ما لا يقل عن 70 قتيلاً وجريحاً بين المدنيين بعضهم ما زال تحت أنقاض المنازل. وأشارت مصادر محلية إلى أن العائلات العالقة لم تستطع المغادرة بسبب حلول الظلام وانتشار القناصة في الأجزاء الغربية من الفلوجة وخاصة منطقة الحصي والحلابسة فضلاً عن العبوات الناسفة. ولفتت إلى وجود عشرات الضحايا تحت أنقاض المنازل من أفراد العائلات التي لم تستطع الخروج حتى الآن. وناشد المواطن أحمد المحمدي وهو أحد سكان الفلوجة خلال اتصال مع العربي الجديد وقف القصف على الأحياء السكنية.