30 شخصا متهمون باختلاس 17 مليار فضيحة مستشفى مايو أمام القضاء قريبا *صفقات مشبوهة لتزويد المستشفى بعتاد طبي وحلويات فاخرة للمرضى أرجأت أمس الغرفة الجزائية العاشرة بمجلس قضاء العاصمة فتح ملف اختلاس 17 مليار سنتيم من ميزانية المستشفى الجامعي محمد لمين دباغين باب الوادي مايو سابقا بالجزائر العاصمة المتابع فيه 30 متهما من بينهم المدير السابق الذين تسببوا في فضيحة من العيار الثقيل من خلال صفقات تجهيز المستشفى بعتاد طبي وأجهزة إعلام آلي وتموينه بوجبات غذائية وهمية باسم المرضى بإبرام عقود وصفقات مشبوهة مع شركات وممونين وهذا الى تاريخ 27 سبتمبر المقبل. وهو الملف الذي عاد بعد الطعن بالنقض أمام المحكمة العليا والذي سبق لأخبار اليوم نشر تفاصيله حيث تم تحريك الملف بتاريخ 08 مارس 2008 بتحرير كل من المدعو ب.بلعباس مفتش سابق بالمفتشية العامة للمالية بوزارة الصحة رفقة ز.يزيد تقريرا بناء على تعليمات الوزير الصحة الأسبق جمال ولد عباس بعد ورود معلومات عن وجود خروقات في تسيير ميزانية مستشفى مايو بناء على رسالة وجهها له كل من مدير المالية والمراقبة ب.حسين و ع. ليندة عون إداري اتهم فيها المدير العام بإبرام صفقات مشبوهة خلال التسيير المالي لسنة 2007 وكشفت التحقيقات أن المدير دفع 10 ملايير سنتيم مقابل عتاد طبي لم يستلم واهتدى المدير العام ب.عبد السلام لتدابير احتيالية جديدة مست صفقة تمويل مصلحة طب العظام بأجهزة طبية مقابل خدمة غير مؤداة من خلال إبرام عقود عن طريق المحاباة مع ثلاث شركات خاصة على رأسها شركتي أبروكوم الكائن مقرها بمدينة مزغران بولاية مستغانم وقد قدرت قيمة الصفقة بأكثر من 9 ملايير و400 مليون سنتيم وهي الشركة التي أُبرمت معها ثلاثة عقود بهدف تموين مصلحة طب العظام بأجهزة وعتاد طبي غير أن المركز الإستشفائي لم يتحصل إلا على جزء بسيط منها وذلك بتاريخ 24 أوت 2008 في حين سدد ثمنه شهر مارس 2008 أما الجزء المتبقي تم الحصول عليه بعد تدخل مصلحة الفرقة الإقتصادية لأمن ولاية الجزائر وتم استلامه يوم 18 مارس من سنة 2010. وقد مسّ هذا الإجراء غير القانوني كمًا هائلا من الفواتير والطلبات قدرت ب 18 حوالة فاقت قيمتها الإجمالية 17 مليار و500 مليون سنتيم التي من خلالها تم الاستفادة من مبالغ مالية هائلة بطرق ملتوية وتوصل التحقيق أيضا إلى أن الحوالات الخاصة ب 18 فاتورة تم توقيعها من طرف نائب مدير المصالح الاقتصادية في الفترة الممتدة من 9 جانفي إلى 15 مارس من سنة 2008 دون أن تكون مطابقة للقيمة المحولة من خزينة المؤسسة باستثناء حوالة واحدة تحمل رقم 2780 مؤرخة في 10 جانفي 2010 بقيمة فاقت 800 مليون سنتيم وهي القيمة التي دفعت لصالح شركة اكسبونسماند المتعلقة بفوترة صفقة متضمنة الحصول على جهاز لازار خاص بالعيون. وشملت التحريات أيضا صفقة اقتناء عتاد الجراحة والعلاج من شركة اكسبونسماند ذات الطابع المحلي لتمويله بأجهزة القلب طب العيون والأشعة وكل ما يتعلق بالعتاد الطبي الجراحي مؤكدة أن المستشفى لم يتسلم هذه الأجهزة رغم دفعه مبالغ ضخمة إضافة إلى ذلك فقد مس الإجراء أيضا شركة سيتا سارل التي كانت قد أصدرت عرض خدمات بأكثر من مليارين سنتيم غير مرقم ومؤرخ في 31 ديسمبر سنة 2008 إلى جانب صفقة اقتناء أجهزة الإعلام الآلي البالغ عددها 200 جهاز بقيمة قدرت ب 2 مليار سنتيم فقد توصلت لجنة التفتيش إلى أنه لم يتم احترام الإجراءات المتعلقة بالصفقات العمومية والمحاسبة العامة بمعنى دون استشارة أولية ودون وصل طلب. هذا وقد مست التجاوزات أيضا صفقات تموين المستشفى بوجبات الطعام لمرضى المستشفى حيث نهب المال العام باسمهم بدعوى تقديم وجبات خاصة بفطور الصباح تحوي حلويات شرقية مصنوعة من اللوز وحلويات أخرى مالحة خاصة بالسهرات من بينها البتيزا ولي كيش وبخاصة الحلويات الفاخرة المكارون وذلك بموجب التوقيع والمصادقة على ثلاثة محاضر اجتماع غير مرقمة وغير مسجلة حملت فقط إمضاءات أعضاء الإجتماع الذي ترأسه المدير العام السابق رفقة ثلاثة من إطارات المستشفى من بينهم المكلف بالمصالح الاقتصادية حيث تم دفع مبالغ مالية هائلة فاقت المليار و500 مليون سنتيم لبعض الممونين وهم أصحاب المخابز وقصابات بيع الدواجن مقابل ان يتحصل المستشفى على أنواع الحلويات الموجهة لفطور الصباح الخاص بالمرضى الإستشفائيين وهي الحلويات التي تجاوزت مبلغ 600 مليون سنتيم.