بسبب داعش ** تشهد منطقة غرب إفريقيا حربًا واسعة بين التحالف الإفريقي المكون من الدول الثلاث نيجيرياوتشادوالنيجر بالإضافة إلى الكاميرون وجماعة بوكو حرام الإرهابية التي تأخذ من مناطق هذه الدول ملاذًا آمنًا. وتشير التقارير والمصادر الإفريقية إلى أن التحالف يقوم بعملية عسكرية مشتركة ضد الجماعة الإرهابية في منطقة ديفا الحدودية بين النيجر ونيجريا تمهيدًا لاستهداف غابة سامبيسا خلال الأيام القليلة الماضية التي تعتبر أكبر قاعدة لوجستية لبوكو حرام على الأراضي النيجيرية. يقول الكولونيل المشارك بالتحالف الإفريقي محمد دول: إن قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات التي تتكون من جنود من نيجيرياوتشادوالكاميرونوالنيجر شنت هجمات جوية وبرية ضد المتمردين على حدود نيجيريا مع النيجروتشاد في الأيام الماضية موضحًا أن الهدف من العملية كان منع الإرهابيين من إقامة قواعد ومخابئ جديدة في هذه المناطق الحدودية. وتأسست القوة التي تتألف من 9 إلى 10 آلاف جندي في عام 1998 للتصدي للجريمة في منطقة بحيرة تشاد التي تقع على الحدود مع نيجيرياوالنيجروتشاد وفي عام 2015 تمت إعادة هيكلتها كقوة مهام لمكافحة بوكو حرام بدعم من الاتحاد الإفريقي بقيادة مركزية مقرها العاصمة التشادية نجامينا وتغطّي القوة ثلاث مناطق عسكرية تمتد الأولى من شمال الكاميرون وصولًا إلى بحر تشاد فيما تشمل الثانية مدينة غامبارو شمال شرق نيجيريا والثالثة في مدينة باغا بالحيز الجغرافي نفسه شمال شرقي نيجيريا. وبحسب التحالف الإفريقي تهدف هذه القوة إلى تيسير العمليات الإنسانية لمساعدة السكان المستهدفين والمساعدة في خلق مناخ آمن في المناطق المتضررة من أنشطة بوكو حرام التي تشكل خطرًا على سكان مناطق شمال شرقي نيجيريا كما شنت هجمات في الدول المجاورة تشادوالنيجروالكاميرون. ثمة تقارير تحدثت عن أن الدول المشاركة في التحالف الإفريقي بدأت مرحلة التضييق على جماعة بوكو حرام الإرهابية التي بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة ويقول قائد المنطقة العسكرية الأولى للقوة الإفريقية بوبا دوبيكريو: إن التحالف الإفريقي يستعد لإطلاق عملية لامس وستستهدف آخر معاقل بوكو حرام مضيفًا أنه ينبغي تفعيل هذه العملية في أقرب وقت تفاديًا لحلول موسم هطول الأمطار الذي أصبح على الأبواب والذي من شأنه أن يجعل عملية التحرك في المنطقة أمرًا بالغ الصعوبة. وجاء هجوم التحالف الإفريقي على بوكو حرام في الأيام الأخيرة ردًّا على هجوم إرهابي شنه تنظيم بوكو حرام استهدف فيه منطقة بوسو جنوب شرق النيجر أوائل شهر رمضان وأسفر عن مقتل 26 عسكريًّا من النيجرونيجيريا حيث ركزت بوكو حرام ضرباتها في الفترة الأخيرة على النيجر بسبب ضعف هذا البلد الذي يعتبر الحلقة الأضعف في بلدان بحيرة تشاد. وهناك من يرى أن التحرك الإفريقي الواسع الذي أسفر عن تحرير عدد من المناطق في نيجيريا خلال الفترة الأخيرة شل تحركات الجماعة الإرهابية مما أسفر عن انقسامات داخلية عدة داخل بوكو حرام فبعدما هربت الجماعة من العديد من معاقلها الرئيسة أرجعت قيادات عدة داخل التنظيم هذا التراجع إلى عدم التزام زعيمها أبو بكر شيكاو بتوجيهات تنظيم داعش الذي يتخذ من العراق وسوريا قاعدة له. وكان الجنرال الأمريكي توماس والدهاوزر المرشح لتولي القيادة الإفريقية بالجيش الأمريكي قد أكد في وقت سابق أن هناك انقسامًا داخليًّا يظهر محدودية نفوذ تنظيم داعش على بوكو حرام حتى الآن فرغم مبايعة الجماعة التي توجد قاعدتها في غرب إفريقيا لتنظيم داعش في العام الماضي انشق نحو نصف أعضاء بوكو حرام ليكوّنوا جماعة أخرى لأنهم غير راضين عن درجة التزام بوكو حرام بنهج داعش. وقال والدهاوزر: إن زعيم بوكو حرام لم يستجب لتعليمات تنظيم داعش وهذا أحد أسباب انفصال الجماعة المنشقة عن بوكو حرام مشيرًا إلى أن تنظيم داعش يسعى للمصالحة بين المجموعتين واعترف والدهاوزر بتباين الآراء بشأن حجم تأثير داعش حتى الآن على جماعة بوكو حرام التي استقطبت اهتمامًا عالميًّا حين خطفت 276 تلميذة عام 2014 وقال بشأن طبيعة دعم داعش لبوكو حرام من المؤكد أنهم لم يعطوهم الكثير من الدعم المالي.