ذكر تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أمس السبت، أنه تمت إعادة خدمة الهواتف النقالة جزئياً في مصر، ولكن الرسائل النصية لم تعمل بعد. فيما أكد مراسل "العربية" في القاهرة أن شبكة الإنترنت لاتزال معطلة تماماً منذ منتصف ليلة الخميس الماضي، ويأتي ذلك رغم الضغوط الدولية على النظام المصري لإعادة الاتصالات التي قطعت خلال احتجاجات الجمعة الغاضبة في مصر، ما عزل البلاد عن العالم الخارجي. وعلى مدونته، قال جيمس كاوي، من شركة رينيسيس لرصد الانترنت، ومقرها في نيوهامبشير، إن القطع الكامل لخدمات الانترنت في مصر"خطوة غير مسبوقة في تاريخ الشبكة العنكبوتية". وذكرت تقارير أن الحكومة المصرية أمرت مزودي خدمات الانترنت الأربعة في مصر بإيقاف الشبكة، وإن ظلت بعض خطوط الانترنت المحدودة التي تعمل عليها البورصة المصرية وبعض المؤسسات الحيوية في مصر نشطة. وكان نشطاء الانترنت أشد المعارضين لحكم الرئيس المصري حسني مبارك الممتد منذ 30 عاما، لكن الاحتجاجات التي لم يسبق لها مثيل التي شهدتها مصر هذا الأسبوع أظهرت أنهم أصبحوا معارضين لا يستهان بهم على أرض الواقع أيضا، بحسب وكالة رويترز. وقبل قطع الاتصالات في خطوة استباقية من جانب النظام المصري، استخدم النشطاء موقعي فيسبوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لحشد المؤيدين على الانترنت وتنسيق الاحتجاجات وتبادل الخبرات بشأن كيفية تفادي الاعتقال والتعامل مع الغاز المسيل للدموع. وقال مشتركون في خدمات شبكات التليفون المحمول إن الخدمة توقفت تماما تقريبا الجمعة. ويعيش في مصر 80 مليونا، ثلثاهم دون الثلاثين من العمر ويشكلون 90 في المئة من العاطلين عن العمل. ويعيش نحو 40 في المئة على أقل من دولارين في اليوم كما أن ثلث السكان أميون. وفي ظل إحباط الكثيرين من ضعف دور الأحزاب المعارضة، لجأ الكثير من الشبان إلى الفضاء الالكتروني بوصفه واحدا من القنوات القليلة المتاحة للتنفيس عن غضبهم. ويدعو المحتجون لإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك الذي تولى السلطة عام 1981 ورفض فكرة خلافة نجله جمال (47 عاما) له، فضلا عن المطالبة بحرية الرأي والتعبير والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد. ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في سبتمبر ولم يعلن مبارك (82 عاما) ما إذا كان سيرشح نفسه مرة أخرى. وينفي الأب والابن وجود نية لتوريث السلطة. واللوائح السياسية في مصر تجعل من الصعب على أي مرشح بخلاف مرشح الحزب الوطني الحاكم الفوز بالانتخابات.