وقعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة و متظاهرين عقب صلاة الجمعة في ميدان الجيزةجنوب العاصمة المصرية وبعدة محافظات في الوقت الذي تسعى فيه السلطات احتواء الازمة من خلال توقيف بشكل كامل خدمة الانترنيت و الهواتف المحمولة والرسائل النصية. وفور الانتهاء من صلاة الجمعة اندلعت الاشباكات بين الشرطة و المتظاهرين بمشاركة المعارض محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اكد امس الخميس أن الشعب المصرى "كسر حاجز الخوف خلال "انتفاضته "الأخيرة وأن التغيير سيحدث حتميا. و قامت قوات الامن فور بدا المظاهرات باحتجاز المعارض محمد البرادعي ورئيس حزب الجبهة الديمقراطية أسامة الغزالي حرب عقب الانتهاء من أداء صلاة في ساحة عامة في شوارع الجيزة. كما قامت قوات الامن في منطقة تقع بالقرب من الاسكندرية في الشمال باستخدام قنابل المسيلة للدموع و الرصاص المطاطي لتفرقة الاف المتظاهرين المطالبين بالتغيير. واكدت المعارضة أن مطالبها هى اعتذار الحزب الوطنى والنظام عن فترة الثلاثين عاما الماضية وحل البرلمان والمجالس المحلية وإنهاء حالة الطوارئ وتعديل دستوري مبدئى للثلاث مواد المتعلقة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية. و سعيا منها لتفادي الوقوع في مازق الانفلات الامني في البلاد قررت السلطات المصرية توقيف شبكات الهواتف المحمولة التي تخدم حوالي 65 مليون مشترك بما فيها خدمة الرسائل النصية التي بدات منذ مساء امس. ويأتى قطع الاتصات فى محاولة من السلطات لعرقلة تنظيم المظاهرات التى دعت اليها حركة 6 افريل الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة فى جميع انحاء مصر وهى الدعوة التى انضمت اليها معظم قوى المعارضة المصرية وخصوصا الاخوان المسلمين. وفي سياق النداءت إلى تحكيم العقل و اللجوء إلى الحوار لارساء الامن و الاستقرار في البلاد أكد أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أنه يجب الاستماع إلى الشباب في كل الاحوال ما داموا يتحدثون بطريقة سلمية وبعيدا عن أي عنف. مؤكدا أن المظاهرات هي نوع من التعبير عن الرأي طالما يتم بشكل سلمي فهو أمر طبيعي. وقال سرور "مشكلات البطالة والأسعار والفساد تتم مناقشتها بمنتهى الجدية في مجلس الشعب ويجري البحث عن حلول لها" مضيفا أنه لا يمكن إنكار أن الحكومة حققت انجازات كثيرة اقتصاديا واجتماعيا ولكن اذا كانت هناك مشكلات كثيرة فعلينا ان نستوعبها ونقوم بحلها ونعمل على حلها. و قد دفعت الاحتجاجات و المظاهرات المتواصلة في مصر السلطات إلى اتخاذ قرارات تاخذ بعين الاعتبار بمطالب الشباب من بينها اعلان مجلس الشعب المصري شروعه الأحد المقبل في مناقشة حزمة من الإصلاحات الاجتماعية في مقدمتها الرفع من الحد الأدنى للأجور ومناقشة سياسات الحكومة في توزيع الدعم. الا ان السلطات ورغم ابدائها لتفهمها الوضع حذرت وزارة الداخلية من انها ستتخذ تدابير "حازمة" فى مواجهة المتظاهرين والذين دعيوا للخروج إلى الشوارع اليوم الجمعة بعد ثلاثة ايام من الاحتجاجات والاشتباكات مع قوى الامن و راح ضحيتها ستة اشخاص و عشرات الجرحى. وقالت الوزارة فى بيان " تعاود وزارة الداخلية التحذير من تلك التحركات والتاكيد على انه سوف يتم اتخاذ اجراءات حازمة فى مواجهتها وفق ما يقضى به القانون". وعلى الصعيد الدولي أبدى المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي اليوم عن "قلق" الولاياتالمتحدة من إنقطاع خدمات الإتصالات في مصر منها الإنترنيت مجددا تأكيده على أن واشنطن تتبع عن كثب الوضع في هذا البلد. وصرح كراولي لوسائل الاعلام قائلا "نحن قلقون لأن خدمات الاتصالات وبينها الإنترنت مقطوعة كما أن الإعلام الاجتماعي وحتى الرسائل محجوبة في مصر". و فيما يخص الاممالمتحدة فقد اكدت على لسان امينها العام السيد بان كي مون اليوم في دافوس (سويسرا) أن قرار السلطات المصرية قطع شبكات الإنترنت قبيل تنظيم مظاهرات احتجاجية جديدة ضد النظام في مصر يمثل "خروجا عن المبادئ الديمقراطية الخاصة بحرية التعبير والتجمع" داعيا السطات المصرية إلى ضرورة احترام حرية التعبير. وأكد بان كي مون بالمنتدى الاقتصادي العالمي أنه "يتابع عن كثب الاحتجاجات في تونس واليمن ومصر" حاثا على ضمان تجنب نشوب المزيد من العنف. أما فرنسا فقد شددت على ضرورة احترام حرية التعبير . معبرة عن أسفها ازاء مقتل ستة أشخاص على الأقل في المظاهرات في مصر قائلا ان فرنسا "تأسف لوقوع ضحايا".