الأتراك يحتفلون والحكومة تواصل عملية التنظيف ** فرنسا تحذر أردوغان: ما جرى لا يمنحك شيكا على بياض عمت مظاهرات حاشدة معظم الولايات التركية خلال الساعات الماضية احتفاء بفشل محاولة الانقلاب مساء الجمعة الماضي في الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع التركي فكري إيشيك دحر الانقلاب العسكري لافتاً إلى أنه لا توجد منطقة خارج نطاق سيطرة الحكومة. ق.د/ وكالات شهد ميدان قزلاي وسط العاصمة أنقرة تجمع عدد كبير من المواطنين الأتراك يحملون أعلام بلادهم وسط ترديد هتافات منددة بالانقلابيين وداعمة للحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان. وفي مدينة إسطنبول تجمهر آلاف المواطنين في ميدان تقسيم في الجانب الأوروبي من المدينة حاملين أعلام بلادهم وساروا في شارع الاستقلال الشهير كما تجمع مواطنون آخرون أمام منزل أردوغان الواقع في منطقة أوسكودار في الجانب الآسيوي منددين بالمحاولة الانقلابية الفاشلة. وعلى نفس الشاكلة شهدت ولايات تركية مختلفة تظاهرات مماثلة منها غازي عنتاب وشانلي أورفة وكليس وملاطية وأديامان وقرقلارإيلي ومانيسا وآيدن وأوشاك ودنيزلي وجناق قلعة ويالوفا وأنطاليا وبورصة ومدن أخرى ندد المشاركون فيها بالعملية الانقلابية الفاشلة بحسب وكالة الأناضول . إلى ذلك طلب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم من الشعب البقاء في الساحات والميادين خشية وقوع حركة تمرد جديدة. وأول أمس السبت عقد البرلمان التركي جلسة اسثنائية لمناقشة التطورات الأخيرة لما قام به الانقلابيون وأعرب عن إدانته الشديدة للمحاولة الانقلابية الفاشلة وقصف الانقلابيين لمقره رافضاً المساس بإرادة الشعب. وفي سياق متصل أوقفت قوات الأمن التركية أمس الأحد 109 قضاة ونائبين عامين في مدن عدة على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد مساء أول أمس الجمعة بحسب مصادر أمنية. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها أن التوقيفات شملت قضاة ونوابا عامين في كل من ولايات باتمان (جنوب شرق) وجناق قلعة وآيدن (غرب) وبايبورت (شمال شرق) وزونغولداك ودوزجه (شمال) ومرسين وقهرمان مرعش (جنوب) وأدرنة وتكيرداغ (شمال غرب) وآق سراي (وسط). وذكرت أن 24 قاضياً ومدعياً عاماً في ولاية إلازيغ (جنوب شرق) أقيلوا من مناصبهم في إطار التحقيقات باتهامهم ب التورط في محاولة الانقلاب. وأشارت المصادر إلى أن النيابة العامة في منطقة باقركوي بإسطنبول أصدرت أمر توقيف بحق 140 قاضيا ومدعيا عاما على خلفية المحاولة الانقلابية. كما أصدرت النيابة العامة في إزمير (غرب) قرارا بتوقيف 14 قاضيا ونائبا عاما على خلفية الاشتباه بانتمائهم إلى المنظمة ذاتها بحسب المصادر ذاتها. وأجرت قوات الأمن التركية امس الأحد عمليات تفتيش في مقر قيادة الجيش الثاني في ولاية ملاطية (وسط) على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد الجمعة بحسب مصادر أمنية. وأفادت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها للأناضول أن فرقا من مديرية أمن الولاية فتشت مقر قيادة الجيش الثاني على خلفية إصابة مدني بجروح جراء إطلاق نار من المقر خلال قيام منظمة فتح الله غولن الإرهابية بمحاولة الانقلاب . وأضافت المصادر أن الفرق الأمنية أغلقت الشارع الرئيسي أمام الثكنة العسكرية أثناء إجراء عملية التفتيش دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن طبيعة العملية أو نتائجها. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول في وقت متأخر من مساء الجمعة محاولة انقلابية فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع ل منظمة الكيان الموازي الإرهابية حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب) والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة وفق تصريحات حكومية وشهود عيان. وقوبلت محاولة الانقلاب باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة والمطار الدولي بمدينة اسطنبول ومديريات الأمن في عدد من المدن ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. يلدرم يعد ببداية جديدة بعد الانقلاب الفاشل أشاد رئيس الوزراء التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدرم بموقف الشعب التركي والقوى السياسية التركية الذي أفشل المحاولة الانقلابية من خلال وقوفهم أمام الخونة والإرهابيين والانقلابيين . وقال يلدرم في كلمته أمام الجلسة الاستثنائية للبرلمان التي خصصت لمناقشة المحاولة الانقلابية الفاشلة إن التعاون بين الأحزاب السياسية في تركيا سيشهد بداية جديدة ووعد بأن تجد الأحزاب الأربعة الرئيسية المتشاحنة أرضية مشتركة مؤكدا أن من دبّروا الانقلاب ليسوا جنودا بل هم إرهابيون استهدفوا البرلمان . وأضاف أخذنا تعليماتنا من الشعب بأن نقف وقفتنا القوية هذه وهذا سيلقي بظلاله على المستقبل وأشكر الشعب التركي البطل الذي وقف هذه الوقفة وأترحم على شهدائنا وأتمنى الشفاء للجرحى وأشكر النواب وزعماء الكتل البرلمانية . وحذر يلدرم كل من يحاول المساس بالبرلمان التركي والديمقراطية فإن يده ستنكسر.. كل من يحاول الانقلاب على البرلمان خسر وبعد اليوم سيخسرون وإن حاول أحدهم ذلك سيقف أمامهم هذا الشعب التركي الذي سيفشل كل محاولات المساس بهذا البرلمان . نضج سياسي من جهته أكد زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليشدار أن ما شهدته تركيا أمس الجمعة كان انقلابا حقيقيا موجها ضد تاريخنا وثقافتنا وديمقراطيتنا واعتبر أن مواقف القوى السياسية التركية أثبتت حجم النضج السياسي الذي وصلت إليه البلاد. وأضاف كليشدار خلال كلمته أمام البرلمان التركي أن إفشال هذا الانقلاب أثبت لنا أننا كلنا مع بعضنا بعضا بغض النظر عن توجهاتنا السياسية وهذا أكبر مؤشر على النضج الديمقراطي الذي وصلنا إليه . وقال إن ما حدث جمعنا حول قيم مشتركة هي قيم الجمهورية والديمقراطية لذلك فإن تقوية الديمقراطية واجبنا كلنا وعلينا أن ندافع عنها ليس فقط باللفظ واللسان وإنما أيضا بالقلب . وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري إن الديمقراطية ليست استعلاء مجموعة على أخرى بل هي استعلاء الحقوق على كل المجموعات وهي حرية الفكر والصحافة والقضاء المحايد وفصل السلطات وحرية المعتقد والدفاع عن القيم المشتركة . وتابع شعبنا خرج للشوارع واستخدم حقه في الدفاع عن نفسه ضد الانقلاب.. لن نسمح بالدوس على الحقوق.. وليس هناك مثال أفضل مما حدث. هذا البرلمان هو من أسس الجمهورية التركية وقيمها وسيدافع عنها للأبد . تركيا تستعيد مروحية فرّ بها انقلابيون إلى اليونان تسلم عناصر من القوات المسلحة التركية من السلطات اليونانية طائرة مروحية فرّ بها ثمانية عسكريين أتراك إلى اليونان صباح السبت بعد أن شاركوا في محاولة الانقلاب الفاشلة وقالت أثينا إنها ستنظر في طلب هؤلاء العسكريين الأتراك اللجوء السياسي. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر رسمية تركية أن أفرادا من الجيش التركي تسلموا المروحية من مطار ديدياغاتش باليونان وأنها أقلعت من هناك ترافقها مروحيتان تركيتان. وكان العسكريون الثمانية وهم ثلاثة قادة عسكريين وثلاثة نقباء ورقيبان قد حطوا بتلك المروحية صباح السبت في مطار ديدياغاتش وقاموا بإزالة رتبهم وطلبوا اللجوء السياسي في اليونان وهناك أوقفتهم الشرطة وستتم إحالتهم إلى النيابة الأحد. ويواجه هؤلاء العسكريون تهمتين أولاهما تهمة الدخول إلى اليونان بطريقة غير شرعية وثانيتهما تعكير العلاقات بين بلدين جارين. وأبلغ رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن طلبات اللجوء التي تقدم بها الجنود الأتراك الذين فروا إلى اليونان سيتم النظر فيها سريعا . وأضاف مسؤول بالحكومة اليونانية أن تسيبراس قال خلال اتصال هاتفي مع أردوغان مساء السبت إن الإجراءات ستنفذ باحترام مطلق وفقا للقانون الدولي ومعاهدات حقوق الإنسان. من جهتها نقلت مصادر عن محامي العسكريين الفارين قوله إنهم لم يشاركوا في محاولة الانقلاب العسكرية على النظام في تركيا خلافا لما تقوله الحكومة اليونانية. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن أن نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس أبلغه أن بلاده ستعيد العسكريين الثمانية وذلك بعد أن أعلنت اليونان أنها ستطبق القانون الدولي بشأن طلب اللجوء الذي قدمه الجنود الثمانية. اعتقال 6000 شخص نقل تلفزيون (إن.تي.في) عن وزير العدل التركي بكير بوزداج قوله امس الأحد إنه جرى اعتقال 6000 شخص حتى الآن فيما يتصل بمحاولة الانقلاب الفاشلة ومن المتوقع اعتقال المزيد. ونسب التلفزيون إلى بوزداج قوله ستستمر العملية القضائية بشأن ذلك . وقال مسؤول تركي كبير لرويترز أمس الأحد إن الحكومة استعادت السيطرة على أنحاء البلاد رغم أن مجموعات قليلة من مدبري الانقلاب لا تزال صامدة في اسطنبول لكنها لم تعد تشكل خطرا. وتابع قوله إنه لم يلق القبض بعد على بعض العسكريين المهمين لكن يبدو من المرجح الإمساك بهم قريبا. كيري: الادعاءات بتورطنا في انقلاب تركيا كاذبة من جهته أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو أن الادعاءات بتورط واشنطن في الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا تضر العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان إن كيري حث تركيا على ضبط النفس واحترام سيادة القانون خلال تحقيقاتها في هذه المؤامرة. وأردف قائلا لقد أوضح أن الولاياتالمتحدة ستكون مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات التركية التي تباشر هذا التحقيق ولكن التلميحات أو الادعاءات العلنية عن أي دور للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة كاذبة تماما وتضر بالعلاقات الثنائية بيننا . فرنسا تحذر أردوغان ! أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت امس الأحد أن محاولة الانقلاب في تركيا لا تعني شيكا على بياض للرئيس رجب طيب أردوغان. ودعا وزير الخارجية الفرنسي خلال مقابلة مع شبكة فرنسا 3 التلفزيونية أنقرة إلى احترام دولة القانون. وقال آيرولت: نريد أن تعمل دولة القانون بصورة تامة في تركيا مشيرا إلى أن محاولة الانقلاب لا تعطي أردوغان شيكا على بياض لتنفيذ عمليات تطهير . وأضاف أن وزراء الاتحاد الأوروبي سيؤكدون الاثنين عند اجتماعهم في بروكسل على أنه يجب على تركيا الالتزام بمبادئ الديمقراطية الأوروبية. وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من اعتقال السلطات التركية أمس الأحد 11 عسكريا من بينهم قائد قاعدة إنجرليك العسكرية بكير أرجان فان في مدينة أضنة (جنوبيتركيا) فيما يتصل بمحاولة الانقلاب الفاشلة. كما أعلن وزير العدل التركي بكير بوزداغ امس الأحد إنه جرى اعتقال ستة آلاف شخص حتى الآن. وفيما يتعلق بالحرب على (داعش) قال وزير الخارجية الفرنسي إنه ينبغي طرح أسئلة عما إذا كانت تركيا شريكا حيويا في الحرب على داعش في سوريا. وأضاف هناك أسئلة تطرح وسنطرحها. إنها (تركيا) حيوية بعض الشيء لكن هناك شكوكا أيضا. دعونا نكون صادقين حيال هذا الأمر . وأشار إلى أنه سيثير المسألة خلال اجتماع للتحالف المناهض لداعش في واشنطن الأسبوع المقبل.