قالت مصادر في الجيش الكوري الجنوبي إن كوريا الشمالية أطلقت ثلاثة صواريخ بالستية في وقت مبكر أمس الثلاثاء طارت لمسافة تتراوح بين 500 و600 كيلومتر فوق البحر قبالة ساحلها الشرقي في أحدث حلقة في سلسلة تحركات استفزازية من جانب الدولة الشيوعية التي تعيش في عزلة. وقال الجيش الأمريكي إنه رصد إطلاق ما يعتقد أنهما صاروخا سكود وصاروخ رودونغ- وهو صاروخ محلي التطوير يعتمد على تكنولوجيا سكود التي ترجع للعهد السوفيتي. وأطلقت كوريا الشمالية صواريخ من النوعين كليهما مرات عديدة في الأعوام القليلة الماضية ما يشير إلى أنه على عكس صواريخ أطلقتها مؤخرا واعتبرت محاولات من بيونغيانغ لتحسين قدراتها الصاروخية فإن الصواريخ التي أطلقت اليوم قصد بها أن تكون استعراضا للقوة. وجاء إطلاق الصواريخ الثلاثة بعد أيام من إعلان كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة قرارا نهائيا لنشر صواريخ من نظام ثاد المتطور للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية للتصدي للتهديدات من كوريا الشمالية وهو القرار الذي دفع بيونغيانغ إلى التهديد برد ملموس. وقال مسؤول في هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية: تقديرنا أن هذه الخطوة اتخذت كاستعراض للقوة. وقال الجيش الكوري الجنوبي إن الصواريخ الثلاثة أطلقت من منطقة في غرب كوريا الشمالية. وأضاف قائلا في بيان: رحلة الصواريخ البالستية بلغت 500 كيلومتر إلى 600 كيلومتر وهي مسافة كافية لضرب كل أراضي كوريا الجنوبية بما في ذلك بوسان. وبوسان مدينة ساحلية في جنوبكوريا الجنوبية. وأجرت كوريا الشمالية سلسلة تجارب لإطلاق صواريخ بالستية في الأشهر القليلة الماضية في تحد لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بما في ذلك صواريخ متوسطة المدى في جوان وصاروخ أطلق من غواصة هذا الشهر. وأجرت الدولة الشيوعية أيضا تجربتها النووية الرابعة في جانفي وأفادت تقارير لوسائل إعلام نقلا عن مسؤولين حكوميين في كوريا الجنوبية واليابان بتزايد النشاط مؤخرا في موقعها للتجارب النووية. وفي أعقاب أحدث تجربة نووية وإطلاق صاروخ فضائي في فيفري اعتبره كثير من المراقبين تجربة مستترة لإطلاق صاروخ بالستي فقد فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة صارمة تزيد من عزلة كوريا الشمالية. وفي حين أيدت الصين تشديد العقوبات على جارتها وحليفتها كوريا الشمالية فقد وجهت انتقادات حادة إلى قرار نشر بطارية صواريخ ثاد في كوريا الجنوبية قائلة إن هذه الخطوة من شأنها أن تزعزع الاستقرار والأمن في المنطقة. ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على الفور على طلب للتعقيب على الصواريخ التي أطلقت وأدانت الحكومة اليابانية إطلاق تلك الصواريخ قائلة في بيان إنه (أحدث إطلاق للصواريخ ينتهك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويشكل مخاطر شديدة على حركة السفن والطائرات ونحن قدمنا احتجاجا قويا). وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستعرب عن قلقها للأمم المتحدة حيال التجارب الصاروخية الجديدة لكوريا الشمالية التي تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال المتحدث باسم وزارة دفاع الأمريكية الرائد غاري روس بعيد إطلاق بيونغيانغ ثلاثة صواريخ بالستية: نعتزم أن نعرب عن قلقنا للأمم المتحدة بهدف تعزيز التصميم الدولي لتحميل كوريا الشمالية مسؤولية هذه الاستفزازات.