مسؤولون وشخصيات يرثون فقيد الجزائر : ** ن. أ أشادت وجوه سياسية وتاريخية حضرت تشييع جنازة وزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الراحل بوعلام بسايح بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) بمناقب الفقيد الذي جمع بين النضال والسياسة من جهة والفكر والثقافة من جهة أخرى. وقال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة إن الراحل بوعلام بسايح كان أستاذا في الدبلوماسية ورجلا وطنيا تعلمت منه عدة أجيال متعاقبة . وفي نفس السياق أبرز الوزير الأسبق دحو ولد قابلية نضال الراحل مشيرا على وجه الخصوص إلى دوره في صفوف الثورة التحريرية. وقد اعتبر السيد ولد قابلية أن الراحل بسايح كان شخصية استثنائية تتمتع بالثقافة العالية ناهيك عن نزاهته وتواضعه وإخلاصه في أداء واجبه في مختلف مناصب المسؤولية التي تقلدها . بدوره أبرز الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني مدى ارتباط الراحل بالجزائر مشيرا إلى انه كان مجاهدا ورمزا لجزائر المحبة والسلام . وأضاف أن بوعلام بسايح كان شخصية توفرت فيها جميع شروط الوطنية كافح وناضل من أجل هذا الوطن وساير مختلف مراحل تطوره . كما نوه الرئيس الأسبق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني بمناقب الفقيد الذي يعد --مثلما قال-- موسوعة في التاريخ والأدب وفي الدبلوماسية والعلاقات الدولية مبرزا صفاته المتسمة ب الهدوء والتواضع والصبر . وخلال الكلمة التأبينية تطرق وزير المجاهدين الطيب زيتوني إلى جوانب من شخصية الفقيد الذي حمل رسالة النضال والجهاد والعلم والثقافة علاوة على دوره كمجاهد من أجل تحرير وطنه ومساهم في تشييده بعد الاستقلال . وأضاف السيد زيتوني أن الراحل كان مجاهدا ومفكرا فذا ودبلوماسيا محنكا أفنى شبابه وخريف عمره في خدمة وطنه معتبرا أن الجزائر خسرت في الفقيد بسايح قامة من قاماتها الفكرية والدبلوما سية ورجلا من خيرة رجالها إتسم بعمق التفكير والبصيرة . سلال يرثي بوعلام بسايح بعث الوزير الأول عبد المالك سلال برقية تعزية إلى عائلة الفقيد بوعلام بسايح الذي وافته المنية الخميس أكد فيها أن الجزائر فقدت فيه مجاهدا ومناضلا من الرعيل الأول وكاتبا ومؤرخا وسياسيا مخضرما ودبلوماسيا بارزا . وجاء في برقية الوزير الأول قوله: لقد تلقيت ببالغ الأسى والتأثر نبأ وفاة المغفور له بإذن الله المجاهد الكبير والمناضل الفذ السيد بوعلام بسايح رحمه الله وطيب ثراه وأفاض على روحه الطاهرة مغفرة وثوابا الذي نفقد فيه رجلا من كبار رجالات بلادنا وقامة من قاماتها الذين أفنوا حياتهم في سبيل إنعتاق وطنهم واستقلاله ثم في بنائه وتشييده . وأضاف قائلا: ولا شك أن الجزائر برحيله تكون قد فقدت فيه مجاهدا ومناضلا من الرعيل الأول حيث ساهم بالأمس إلى جانب إخوانه المجاهدين الأمجاد في استرجاع السيادة الوطنية كما تفقد فيه كاتبا ومؤرخا وسياسيا مخضرما ودبلوماسيا بارزا لم ينقطع عن خدمة وطنه بكل إخلاص ومثابرة من خلال تقلده العديد من الوظائف والمسؤوليات السامية في مختلف دواليب الدولة إلى آخر رمق من حياته المفعمة بجلائل الأعمال . وتابع الوزير الأول قائلا: وبهذه المناسبة الأليمة التي نفقد فيها رجلا من هذا الطراز النادر فإنه لا يسعني وقد قضى الله أمرا كان مقضيا إلا أن أتقدم إليكم وإلى ذوي الراحل جميعا وكل الأسرة الثورية والسياسية بأخلص عبارات العزاء وأصدق المواساة والتعاطف داعيا المولى العلي القدير أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والأبرار وحسن أولئك رفيقا . كما أسأله سبحانه وتعالى --يستطرد السيد سلال في برقية التعزية-- أن يكرم مثواه وينزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور وينقله برحمته من عتمة القبور إلى نور الدور والقصور ومن ضيق اللحود إلى جنات الخلود وأن يلهمكم وذويه جميعا جميل الصبر وعظيم السلوان ويجازيكم عنه كل الجزاء . هذا ما قاله بن صالح عن الراحل بسايح بعث رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح برقية تعزية إلى عائلة الفقيد بوعلام بسايح الذي وافته المنية الخميس أكد فيها أن الجزائر فقدت بوفاته أحد أبنائها الوطنيين الخلص وأحد رجالات الدولة الذين كرسوا حياتهم لخدمة الوطن . وجاء في برقية التعزية: قضى المولى عز وجل أن يرحل عن دنيانا هذه الأخ الراحل الدكتور بوعلام بسايح وبفقده تفجع الجزائر في أحد أبنائها الوطنيين الخلص وأحد رجالات الدولة الذين كرسوا حياتهم عبر مراحل وسنوات طويلة لخدمة الوطن . وتابع السيد بن صالح قائلا أن الفقيد كان مجاهدا من صفوة رواد النضال والكفاح المجيد ومسؤولا اقترن اسمه بالكفاءة والجدارة في مواقع المهام العديدة السامية التي تولاها وزيرا وسفيرا وبرلمانيا (رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة) ورئيسا للمجلس الدستوري إلى أن شرفه رئيس الجمهورية اعترافا باقتداره وإسهاماته بتعيينه مستشارا خاصا وممثلا شخصيا له . إن مسيرة الراحل -يضيف رئيس مجلس الأمة- حافلة بالعطاء الذي لا تختزله الكلمات فهو المثقف المستنير الذي استلهم من كفاح الأمة وثقافتها وثراثها مضامين مؤلفاته الثمينة فاستحق بمسيرته وخصاله وبكل ما استجمع من خصال الرجال العقلاء الحكماء المنزلة الرفيعة وأجل التقدير والإحترام . وختم السيد بن صالح برقية التعزية مخاطبا عائلة الراحل: أمام هذا المصاب الجلل لا يسعني إلا أن أتوجه إليكم بخالص التعازي وأصدق مشاعر المواساة والتعاطف داعيا المولى عز وجل أن يتغمد فقيدنا العزيز في جنة الرضوان وأن يلهمكم جميعا الصبر والسلوان . ولد خليفة: الجزائر فقدت أحد أعلامها المرموقين بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة برقية تعزية إلى عائلة الفقيد بوعلام بسايح الذي قال إنه أحد أعلام الجزائر المرموقين والذي ساهم بإخلاص وشجاعة في جهاد التحرير وجهاد البناء والتعمير . وذكر السيد ولد خليفة في برقيته بأن الفقيد كان إلى جانب مؤسس الدبلوماسية الجزائرية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الوفي لكل المخلصين للجزائر وقد خص الراحل بالثناء وهو خير دليل على مقامه ومساره المتميز . وتابع رئيس المجلس الشعبي الوطني مشيرا إلى أن الراحل خدم وطنه بكفاءة عالية وحكمة الإبن البار للجزائر والمثقف المستنير الذي لم تمنعه المسؤوليات الرفيعة في أعلى مؤسسات الدولة من إحياء أمجاد الجزائر وتجسيدها في مصنفات ستبقى مراجع للأجيال القادمة كما أنه قدم بحسه الفني المرهف أعمالا نالت التنويه والإعجاب من الجمهور والمختصين . كما استرسل السيد ولد خليفة مستذكرا خصال الفقيد حيث كتب في برقيته: لقد عرفت المجاهد ورجل الدولة في إطار الحكومة لحوالي خمس سنوات واستفدت من خبرته وذكائه وحكمته واطلاعه الواسع على شؤون المنطقة والعالم وبشاشته فلا تراه إلا مبتسما يحييك دائما بحرارة تشعرك دائما أنك أمام شخصية تتميز بقوة الإرادة وبعد النظر . للإشارة فقد تم بعد ظهر الجمعة بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) تشييع جنازة الفقيد بوعلام بسايح وزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الذي وافته المنية يوم الخميس بمستشفى عين النعجة عن عمر يناهز 86 سنة إثر مرض عضال. وقد جرى تشييع الجنازة بحضور مسؤولين سامين في الدولة يتقدمهم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح وأعضاء من الحكومة. كما حضر التشييع أيضا شخصيات سياسية وتاريخية إلى جانب عدد من أصدقاء وأقارب الراحل ورفاق دربه. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد بعث برقية تعزية إلى أسرة الفقيد أكد فيها أن الراحل بوعلام بسايح كان رجلا عظيما عظمة المهام التي أداها على أحسن ما تؤدى المهام والمسؤوليات التي قام بها . ويعتبر الفقيد بوعلام بسايح من مواليد 1930 بالبيض وهو رجل سياسي وكاتب ومجاهد سابق شغل العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية. كما ترك رصيدا ثقافيا هاما يضم عدة مؤلفات أدبية وتاريخية من بينها كتاب حول الأمير عبد القادر.