أشادت وجوه سياسية وتاريخية حضرت تشييع جنازة وزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية, المرحوم بوعلام بسايح, يوم الجمعة بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) بمناقب الفقيد الذي جمع بين النضال والسياسة من جهة والفكر والثقافة من جهة أخرى. وفي هذا الصدد, قال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي, رمطان لعمامرة, إن المرحوم بوعلام بسايح كان "أستاذا في الدبلوماسية ورجلا وطنيا تعلمت منه عدة أجيال متعاقبة". وفي نفس السياق, أبرز الوزير الأسبق دحو ولد قابلية نضال الراحل, مشيرا على وجه الخصوص الى دوره في صفوف الثورة التحريرية. وقد اعتبر ولد قابلية أن الراحل بسايح كان "شخصية استثنائية تتمتع بالثقافة العالية, ناهيك عن نزاهته وتواضعه وإخلاصه في أداء واجبه في مختلف مناصب المسؤولية التي تقلدها". بدوره, أبرز الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني, عمار سعداني, مدى ارتباط المرحوم بالجزائر, مشيرا إلى انه كان "مجاهدا ورمزا لجزائر المحبة والسلام". وأضاف أن بوعلام بسايح كان "شخصية توفرت فيها جميع شروط الوطنية, كافح وناضل من أجل هذا الوطن وساير مختلف مراحل تطوره". كما نوه الرئيس الأسبق لحركة مجتمع السلم, أبو جرة سلطاني, بمناقب الفقيد الذي يعد --مثلما قال-- "موسوعة في التاريخ والأدب وفي الدبلوماسية والعلاقات الدولية", مبرزا صفاته المتسمة ب"الهدوء والتواضع والصبر". وخلال الكلمة التأبينية, تطرق وزير المجاهدين, الطيب زيتوني, إلى جوانب من شخصية الفقيد الذي "حمل رسالة النضال والجهاد والعلم والثقافة, علاوة على دوره كمجاهد من أجل تحرير وطنه ومساهم في تشييده بعد الاستقلال". وأضاف زيتوني أن المرحوم كان "مجاهدا ومفكرا فذا ودبلوماسيا محنكا أفنى شبابه وخريف عمره في خدمة وطنه", معتبرا أن الجزائر خسرت في الفقيد بسايح "قامة من قاماتها الفكرية والدبلوماسية ورجلا من خيرة رجالها اتسم بعمق التفكير والبصيرة". الجزائر فقدت أحد أعلامها المرموقين الذين ساهموا في جهادي التحرير و التعمير بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني, محمد العربي ولد خليفة برقية تعزية إلى عائلة الفقيد بوعلام بسايح الذي قال انه "أحد أعلام الجزائر المرموقين" و الذي "ساهم بإخلاص و شجاعة في جهاد التحرير و جهاد البناء و التعمير".و ذكر ولد خليفة في برقيته بأن الفقيد ''كان إلى جانب مؤسس الدبلوماسية الجزائرية, الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الوفي لكل المخلصين للجزائر و قد خص المرحوم بالثناء و هو خير دليل على مقامه و مساره المتميز". و تابع رئيس المجلس الشعبي الوطني مشيرا إلى أن المرحوم "خدم وطنه بكفاءة عالية و حكمة الإبن البار للجزائر و المثقف المستنير الذي لم تمنعه المسؤوليات الرفيعة في أعلى مؤسسات الدولة من إحياء أمجاد ىالجزائر و تجسيدها في مصنفات ستبقى مراجع للأجيال القادمة'' كما أنه "قدم بحسه الفني المرهف أعمالا نالت التنويه والإعجاب من الجمهور و المختصين". كما استرسل ولد خليفة مستذكرا خصال الفقيد حيث كتب في برقيته : "لقد عرفت المجاهد و رجل الدولة في إطار الحكومة لحوالي خمس سنوات و استفدت من خبرته و ذكائه و حكمته و اطلاعه الواسع على شؤون المنطقة و العالم و بشاشته فلا تراه إلا مبتسما يحييك دائما بحرارة تشعرك دائما أنك أمام شخصية تتميز بقوة الإرادة و بعد النظر".