قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أحبُّ الأعمال إلى الله الإيمانُ بالله ثم صلةُ الرحم ثم الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر. المعروف: جميع الطاعات وسميتْ معروفًا لأنها تعرفها العقولُ السليمة والفطرُ المستقيمة وأولُ معروف وأعظمه: عبادةُ الله وحده لا شريك له وإخلاص العبادة له وترك عبادة ما سواه وبعْدَ ذلك سائرُ الطاعات من واجبات ومستحبات كلُّها تدخل نطاق المعروف. المنكر: كلُّ ما نَهَى الله تعالى عنه ورسوله فجميعُ المعاصي كبائرُهَا وصغائرها منكرٌ لأنها تنكرها العقول السليمة والفطر المستقيمة وأعظمُ المنكر : الشركُ بالله عز وجل. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرق ما بين المؤمنين والمنافقين وهو من أخص أوصاف المؤمن. وهناك مراتبُ ثلاثةٌ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده فإنْ لم يستطعْ فبلسانه فإنْ لم يستطعْ فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) [أخرجه مسلم]. وكذلك هناك ثلاثُ صفات ينبغي أن يتحلَّى بها الآمرُ بالمعروف والناهي عن المنكرِ وهي: 1- العلم: أن يكون عالمًا بالمعروف الذي يأمُرُ به والمنكرِ الذي ينهَى عنه. 2- الرفق: أن يكونَ رفيقًا حكيمًا بما يأمُرُ به وفيما ينهى عنه. 3- الصبر: أن يكونَ صبورًا على الأذى كما حكى الله سبحانه عن وصيَّة لقمان الحكيم لابنه ليمتثلها الناسُ ويقتدوا بها: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [لقمان: 17]. فالعلمُ يكونُ قبل الأمر والنهي والرفقُ يكون في حالة الأمر والنهي والصبرُ يكون بعد الأمر والنهي.