تزور بعض أسواق العاصمة وتقف على الأسعار أسعار السمك الجنونية جعلته يسقط من قائمة طعام الجزائريين نقص الإمكانيات واحتكار الوسطاء للسوق سبب في ارتفاع الأسعار يعتبر السمك من أفضل الأكلات المفضلة عند الجزائريين خلال فصل الصيف لأنها أكلة بحيرة تتناسب مع الموسم ولكن ومع الأسف فإن السمك سقط من قائمة طعام الجزائريين خلال هذا صيف 2016 والسبب في ذلك رتفاع أسعاره الجنونية بالعديد من الأسواق الجزائرية حيث تجاوز سعر السردين أو سمك الزوالية كما هو معروف عند الكثيرين عتبة 500دج للكيلوغرام الواحد وقد أرجع بائعوه سبب الزيادة في الأسعار لأسباب عديدة. عتيقة مغوفل يعرف عن الجزائر أنها تتمتع بثروة سمكية هائلة بالنظر لشساعة ساحلها المطل على البحر الأبيض المتوسط وهذا يعني أنها تغطي مختلف احتياجات السوق من هذه المادة إلا أن الواقع مغاير تماما لهذا المنطق وهو ما يتجلى بوضوح لزائر المسمكات بالجزائر.
أسماك متنوعة وبأسعار خيالية قمنا بجولة إلى بعض الأسواق اليومية بالجزائر العاصمة من أجل معرفة كم بلغت أسعار مختلف أنواع الأسماك لذلك زرنا سوق باب الوادي الشعبي الواقع بالجزائر العاصمة أول سمك استفسرنا عن سعره كان السردين لأنه السمك الوحيد تقريبا الذي يقتنيه الجزائريون بالنظر إلى سعره مقارنة بأسعار باقي أنواع الأسماك وقد تراوح سعره ما بين 500دج إلى 700دج للكيلوغرام وذلك حسب نوعيته فالسردين الصغير بلغ سعره 500دج أما الكبير فبلغ سعره 700دج في حين تراوح سعر الجمبري الملكي ما بين 2700دج إلى غاية 3200دج للكيلوغرام أما سمك الروجي فقد بلغ سعره 750دج للكيلوغرام الأخطبوط 600دج للكيلوغرام السيبيا بلغ سعرها 850دج للكيلوغرام الواحد فحين فقد بلغ سعر كلب البحر 650دج للكيلوغرام بالإضافة إلى العديد من أنواع الأسماك الأخرى التي تختلف أسعارها لكن ما شد انتباهنا كما سبق ذكره عدم وجود عدد كبير من الزبائن لذلك توجهنا لأحد الباعة من أجل سؤاله عن السبب إلا أن هذا الأخير رد علينا أن تواجد الزبائن يكون كبيرا إما في الصباح الباكر في حدود السابعة صباحا حيث يقصد أصحاب المطاعم المكان من أجل اقتناء الأسماك التي يستعملونها في الأطباق التي يقدمونها لزبائنهم أما عن الزبائن العاديين فيقصدون المكان في المساء بعد إنهاء دوامهم في العمل فيقصدون السوق من أجل اقتناء بعض الأسماك التي عادة ما يشترونها لإعداد وجبة العشاء خصوصا من أجل الأطفال. المواطن هو الضحية دوما بعد أن تجولنا بسوق باب الوادي الشعبي واضطلعنا على بعض الأسعار الخيالية للسمك الذي على ما يبدو بدأ يغيب على موائد الكثير من الجزائريين قررنا أن نزور كلوزال البلدي وجدنا السوق مكتظ بالناس كالعادة وذلك لأنه سوق شعبي يقصده الكثير من الزبائن ومن مختلف بلديات العاصمة لنقوم بعدها بجولة بين بعض الطاولات المخصصة لبيع الأسماك وذلك حتى نستفسر عن الأسعار ولكننا ذهلنا حين عرفنا أن سعر الكيلوغرام الواحد من السردين قد بلغ 450دج والجمبري 2500دج أما السيبيا فبلغ سعرها800دج للكيلوغرام الواحد لنستنتج فيما بعد أن الأسعار لم تختلف عن تلك التي وجدناها في سوق باب الوادي خرجنا من السوق وتوجهنا إلى بعض محلات بيع الأسماك المجمدة عسانا نجد الأسعار هناك منخفضة قليلا عن تلك التي وجدناها بالسوق سابقا ولكن على ما يبدو سيضطر الجزائريون فعلا إلى الاستغناء عن تناول الأسماك لأن المجمدة أيضا سعرها مرتفع فسمك الروجي بلغ سعره650دج للكيلوغرام أما الجمبري المجمد فقد بلغ سعره 1700دج قريبا من سعر الطازج الذي وجدناه في السوق. غلاء الأسعار جعلتنا نقترب من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم في أسعار السمك في السوق الجزائرية وكان أول من التقينا السيد(بوعلام) الذي كان محملا بقفة كبيرة من الخضار أوقفناه من أجل سؤاله عندما كان يهم بالخروج من السوق بعد أن طرحنا عليه سؤالنا رد علينا قائلا: (أصبحت أقتني السمك نادرا وذلك بسبب ارتفاع سعره في السوق حتى السردين أضحى ثمنه باهظا فأنا أتذكر في السنوات الماضية كنت أشتري السمك كل جمعة أتغذى به طازجا رفقة عائلتي لكن هذه السنة استبدلنا العادة بالكسكسي الذي لا يكلفني سعره سعر الكيلوغرام الواحد من السردين) ولم يختلف رأي السيدة (زهية) كثيرا عن رأي السيد(بوعلام) والتي التقيناها هي الأخرى خارجة من سوق باب الوادي بعد أن انتهت من اقتناء بعض الخضروات والفواكه التي تحتاجها لنسألها بعدها عن رأيها في أسعار السمك وقد ردت علينا السيدة (زهية) بأن الأسعار أصبحت جنونية تفوق بكثير القدرة الشرائية للمواطن البسيط خصوصا إذا ما تعلق الأمر بأجور المتقاعدين الذين غالبا ما يصرفونها في 15 يوما ليمضوا بقية الشهر في(التزيار) على حد تعبيرها فكيف يمكن لهؤلاء أن يقتنوا السمك الذي أصبح سعره يعادل سعر أية علبة دواء في صيدلية.
نقص الإمكانيات واحتكار الوسطاء للسوق سبب في ارتفاع الأسعار بعد أن اضطلعنا على الأسعار الخيالية للسمك في الأسواق ورصدنا آراء بعض المواطنين فيها أردنا أن نعرف الأسباب الحقيقية وراء غلاء هذه المادة في الأسواق لذلك ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالسيد(محفوظ حرزلي) رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك والذي أكد لنا بدوره أن السبب الحقيقي وراء ارتفاع أسعار السمك راجع بالدرجة الأولى إلى نقص الإمكانيات المادية التي يستعملها الصيادون لصيد مختلف أنواع الأسماك وذلك لعدم امتلاكهم بواخر كبيرة ومجهزة بتقنيات حديثة من أجل الاصطياد كما أن سوق السمك الجزائرية تعرف في السنوات الأخيرة تحكم بعض الوسطاء في الأسعار من خلال شراء سمك في القوارب قبل أن تدخل حتى إلى الميناء ومن ثمة بيعها بأسعار خيالية في السوق.