وصلت إلى 250 دينار للكيلوغرام تعتبر الأسعار هاجس المواطنين طوال أيام السنة وفي أيام شهر رمضان على الخصوص وذلك نظرا لضعف القدرة الشرائية لمعظم الجزائريين، وتتصدر المواد الغذائية على اختلافها اهتمام الناس ومن أهم هذه المواد اللحوم البيضاء والحمراء والتي عادة ما تفوق أسعارها كل التصورات لأنها كثيرة الاستهلاك في الشهر الفضيل، في حين تعرف الأسماك إقبالا محتشما خلال هذا الشهر لأنها عادة ما تكون خارجة عن قائمة الأطعمة التي تحضر بالمناسبة، لذلك تعرف أسعارها تذبذبا في الأسواق. عتيقة مغوفل كشف رئيس الاتحاد الوطني للصيادين (حسين بلوط) في تصريح سابق أن أسعار السمك (السردين) سترتفع خلال شهر رمضان إلى 800 دج بسبب النقص الفادح في العرض مقارنة بارتفاع الطلب، وندد بالوضعية الكارثية التي يتواجد عليها سوق السمك في الجزائر، مؤكدا أن الأسعار ستواصل الارتفاع إلى ما بعد الشهر الفضيل، ومن أجل التحقق من ذلك قامت(أخبار اليوم) بزيارة إلى سوق باب الوادي الشعبي من أجل معرفة الأسعار الحقيقية لهذه المادة. السردين ب 250دج للكيلوغرام كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة والنصف صباحا حينما توجهنا إلى السوق الشعبي لبلدية باب الوادي، هذا السوق المعروف بسوق الزوالي عند العام والخاص لأنه يقال إن الأسعار فيه عادة ما تكون منخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى، حين وصلنا إليه كان يعج بالزبائن، الكل كان يبحث عن أجود أنواع الخضر والفواكه وبأسعار معقولة، مشينا وسط ذاك الحشد من الناس إلى أن وصلنا إلى الجناح المخصص لبيع الأسماك، والجدير بالذكر أن الإقبال عليه كان محتشما مقارنة بالإقبال على باقي الأجنحة الأخرى، فالكل كان اهتمامه منصبا على الدجاج وباقي أنواع اللحوم الأخرى، ولكن أنواع الأسماك التي كانت معروضة تثير اللعاب والشهية، تقربنا من الباعة واحدا واحدا واستفسرنا عن سعر السردين المفضل عند الزوالية، ليجمع الباعة أن سعره 250دج للكيلو غرام، وهو سعر معقول مقارنة بما كان عليه قبل حلول شهر رمضان فقد وصل إلى حدود 1200دج في بعض مناطق الوطن، في حين حافظت باقي الأنواع الأخرى من الأسماك على سعرها، فالجمبري تراوحت أسعاره ما بين 1800دج إلى 2500دج، أما الباجو فقد بلغ سعره 400دج، في حين بلغ سعر سمك السيبيا 500دج، فحين بلغ سعر سمك (الروجي) 1000دج، ولكن ما شد انتباهنا أنه رغم غلاء سعر سمك الجمبري إلا أنه حظي باهتمام الكثير من المواطنين الذي كانوا يقتنونه من أجل إعداد البوراك به. مواطنون يستبشرون بانخفاض أسعاره وحتى نعرف رأي المواطنين في ثمن السردين الذي عرف انهيارا في الأسعار خلال شهر رمضان مقارنة بما كان عليه قبل حلول الشهر، تقربت(أخبار اليوم) من بعضهم وكان أول من تقربنا منها السيدة (نورة) التي كانت تتجول بين طاولات بيع السمك وتسأل عن سعر كل نوع على حدى، فأجابتنا أن سعر السردين هذه الأيام في متناول المواطن البسيط الذي لطالما كان يمر من أمام هذه المادة في باقي أيام السنة ولا يستطيع الاقتناء منها بسبب الغلاء الفاحش الذي عرفته، ولكن وبحلول شهر رمضان حسبها انهارت الأسعار ذلك لأن الباعة يعلمون أن الإقبال على هذه المادة سيكون محتشما خلال شهر رمضان فالعديد من المواطنين يفضلون شراء اللحوم الأخرى التي تستعمل في كامل الأطباق التي تحضرها السيدات خلال الشهر، في حين فإن السردين لا يحب الناس أكله كثيرا خلال رمضان، وسألنها إن كانت تقتني السردين خلال هذا الشهر فأجابتنا أنها لا تشتريه وذلك لأن أولادها لا يحبون أكله ولا حتى تواجده على المائدة الرمضانية بقدر ما يحبون تناول باقي أنواع اللحوم. من جهة أخرى تقربت (أخبار اليوم) من السيد(سمير) الذي وجدناه هو الآخر يستفسر عن أسعار السمك، وسألناه عن رأيه في سعر السردين فأجابنا هذا الأخير أن سعره معقول جدا مقارنة بما كان عليه قبل رمضان، وقد أرجع هو الآخر السبب إلى عدم الإقبال الكبير للمواطنين على هذه المادة خلال أيام الشهر الفضيل، عدنا وطرحنا عليه سؤالا آخر إن كان هو من الناس الذين يحبون تناول السردين خلال رمضان فأجابنا أنه من الناس الذين يقتنون هذه المادة خلال هذا الشهر المبارك لأنه يحب تنويع المأكولات التي يتناولها خلال الشهر من جهة أخرى هو من محبي السمك ولا يمكنه الاستغناء عنه فهو يحب تناوله مرة في الأسبوع في كامل أيام السنة.