بقلم: حلمي الأسمر* الدودة صهيونية والتفاحة هي تفاحة شركة أبل والقصة شغلت الشركة العملاقة وخبراء أمن المعلومات على مستوى العالم والصحيح أن هذا الموضوع يهم كل مستخدمي هواتف الأيفون وعليهم أن يقرأوا المقال جيدا خاصة أولئك الذين يعملون في الشأن العام ويهمهم أن يبقى نشاطهم محتفظا بالخصوصة أما أولئك الذين يستخدمون أجهزة أخرى من غير إنتاج أبل فلا يهمهم هذا الموضوع ليس لأنهم في منأى عن الاختراق لا بل لأن قصتهم أكثر تعقيدا لأنهم معرضون للاختراق الدائم بسبب أنظمة التشغيل المفتوحة الخاصة بهواتفهم والتي لا تتمتع بالحماية نفسها التي تتمتع بها الأجهزة التي تعمل بنظام أبل المعروف بأي أو أس (ios).. القصة عمرها أيام وبالتحديد يوم الخميس حين قالت شركتان لأمن المعلومات إن شركة أبل دعت المستخدمين إلى إجراء تحديث برامج التشغيل أجهزة الآيفون الموجودة بحوزتهم بعد الكشف عن محاولة اختراق للجهاز من قبل شركة إسرائيلية حيث كانت هناك محاولة لزرع برنامج تجسس في جهاز آيفون خاص بناشط من أجل حقوق الإنسان من دولة عربية وقد ثبت أن شركة NSO الإسرائيلية ومركزها في هرتسليا هي من أنتجت برنامج التجسس وبحسب تقرير نشرته يديعوت أحرونوت فإن الشركة الإسرائيلية طورت برنامجا يمكن لمشغليه سحب معلومات عن بعد من أي جهاز خليوي من أي نوع في العالم بمجرد معرفة رقمه. ونقل عن الشركة الإسرائيلية NSO مزاعمها بأنها تطور منتجات تهدف إلى مساعدة الحكومات في مكافحة (الجريمة والإرهاب!) على حد قولها وأن الشركة معروفة لهيئات رسمية مخولة بموجب قوانين التصدير الأمني. كما ادعت الشركة أنها لا تفعل الأجهزة لزبائنها وإنما تطور التكنولوجيا فقط وأن العقود الموقعة مع الزبائن تتضمن الاستخدام القانوني فقط للتكنولوجيا وكل هذا بالطبع نوع من التضليل الإعلامي حيث تعلم الشركة أنها تبيع منتجاتها لزبائن لا يعرفون ما معنى كلمة قانون! ما حصل مع الناشط - الضحية أنه تلقى (رسالة نصية قصيرة) بدت له مشبوهة. وفي الغداة تلقى رسالة أخرى بنص مماثل تضمنت تزويده بأسرار جديدة حول حقوق الإنسان في بلده كما تضمنت رابطا لموقع غير معروف. وسارع الناشط إلى إبلاغ الشركة التي باشرت بدورها التحقيق البرنامج الذي طورته شركة التجسس الإسرائيلية يتيح المجال لمفعلي البرنامج اختراق الأجهزة الخليوية بدون وساطة الشركة الخليوية. كما أن صاحب الجهاز لا يمكن أن يشعر بوجود برنامج التجسس في جهازه بل أن تفعيل البرنامج بحاجة إلى معطى واحد فقط هو رقم الجهاز أو الرقم التسلسلي للجهاز أو مكان الجهاز في لحظة التبليغ عنه. وفي اللحظة التي يتم فيها زرع برنامج التجسس يمكن للمشغلين وعبر سيرفراتهم تحديد موقعه والتنصت عليه وإنزال تطبيقات وتسجيل مكالمات والتقاط صور بواسطته وإجراء مكالمات وقراءة وكتابة رسائل نصية قصيرة وإيميلات ودخول شبكات تواصل اجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ولينكد إن وإجراء مراسلات باسم صاحب الجهاز في ماسنجر وسكايب وبالطبع نقل كل هذه المعلومات للزبون! ويتضح أن هذه التكنولوجيا الخاصة بالشركة الإسرائيلية جعلها ضمن أبرز الشركات العالمية في هذا المجال وهي تضم 20 شركة إسرائيلية غالبيتها تنشط في المجال الإستراتيجي الذي يتيح لهيئات حكومية الحصول على صور استخبارية شاملة!! المطلوب الآن من أصحاب أجهزة الآيفون تحديث برنامج التشيغل الخاص بأجهزتهم فورا حيث سارعت أبل لإصدار نسخة محدثة للبرنامج لمحاصرة الفيروس وإغلاق الثغرة الأمنية التي نفذ منها كي لا يقع مستخدمو الآيفون ضحية للاختراق اللعين والتخلص من الدودة الإسرائيلية المسمومة في تفاحتهم!