قوات المينورسو تتمركز في المنطقة العازلة ** تمركزت قوات تابعة لبعثة الأممالمتحدة لتنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية في منطقة (كركرات) التي تعرضت مؤخرا لخروقات من طرف قوات الإحتلال المغربي بما يتناقض مع إتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991. وذكرت مصادر إعلامية أمس الإثنين أن قوات (المينورسو) وصلت مساء الأحد إلى منطقة الكركرات التي تقع ضمن نطاق المنطقة العسكرية الصحراوية الأولى. وجاء هذا التمركز بعد (الإنشغال العميق) الذي أعرب عنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد خروج آليات عسكرية مغربية من جدارها العازل ودخولها أكثر من مرة إلى نطاق الناحية العسكرية الأولى للصحراء الغربية. وتحاول الآليات العسكرية المغربية التي كانت مرفقة بوحدات النقل والإستطلاع وتحت غطاء جوي تغيير المعطيات على أرض الواقع في خرق سافر لبنود إتفاق وقف إطلاق النار الموقع عليه بين طرفي النزاع حول الصحراء الغربية (جبهة البوليزاريو والمغرب) سنة 1991 برعاية أممية. الوضع يثير القلق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن (إنشغاله العميق) حيال الوضع المتوتر في منطقة (كركرات) جنوب غرب الصحراء الغربية داعيا إلى سحب كل المعدات العسكرية لتجنب أي تصعيد عسكري في المنطقة وإحترام إتفاق وقف إطلاق النار وذلك في إنتظار إستكمال مسار التسوية السلمية لهذا النزاع الذي يستمر لقرابة الأربعة عقود. وقال المتحدث بإسم الأمين العام الأممي في تصريح له مساء الأحد أن بان كيمون يدعو إلى سحب كل العناصر المسلحة لتجنب التصعيد وتمكين بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) من الشروع في مشاورات مع طرفي النزاع (المغرب والجبهة البوليزاريو) حول الوضع في المنطقة. وشدد بان كي مون على أنه (من المهم بالنسبة للطرفين إحترام إلتزاماتهما الموقع عليها في الإتفاق العسكري رقم 1 وعلى ضرورة إحترام بنود إتفاق وقف إطلاق النار) لسنة 1991 والذي تم التوقيع عليه برعاية الأممالمتحدة وذلك في إنتظار إنهاء مسار إنهاء الإستعمار من الصحراء الغربية من خلال إستفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. ويأتي تحرك الأمين العام الأممي بعد الرسالة التي وجهتها له جبهة البوليزاريو أخطرته فيها أنه بتاريخ 11 أوت الجاري أقدمت قوات الإحتلال المغربي أكثر من مرة على الخروج من جدارها العازل ودخول منطقة كركرات التي تقع ضمن نطاق المنطقة العسكرية الصحراوية الأولى في محاولة لتغيير المعطيات على الأرض.
البوليزاريو تطالب الأممالمتحدة بالتدخل وأكدت جبهة (البوليزاريو) عقب إجتماع طارئ لأمانتها الوطنية يوم السبت الماضي أن الشعب الصحراوي عبر ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليزاريو لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل بالممارسات العدوانية المغربية الطائشة في المنطقة العازلة في الكركرات داعية الجماهير الصحراوية إلى (التأهب لمواجهة مخططات ومؤامرات العدو المحتل). وبعد أن ذكرت بالإجراءات المتخذة على مستوى جيش التحرير الشعبي الصحراوي لمواجهة هذا التصعيد المغربي الجديد طالبت الأمانة الوطنية للبوليزاريو الأممالمتحدة باتخاذ الخطوات الضرورية للوقف الفوري للأشغال التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربي في المنطقة العازلة في الكركرات وسحب العتاد والعناصر العسكرية والمدنية دون تأخير. وكان الوزير الأول الصحراوي محمد طالب عمر (قد أكد في وقت سابق أن تتابع المواقف الخطيرة مع العرقلة المتعمدة للمسار السياسي يملي أكثر من أي وقت مضى ضرورة التحرك العاجل للأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات الفورية للحيلولة دون تفاقم الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه). وطالب الوزير الأول الصحراوي المجتمع الدولي ب(وضع حد للتصرفات العدوانية المغربية التي تمس من مصداقية مجلس الأمن الدولي وتهدد بشكل جدي بنسف جهود التسوية) التي ترعاها الأممالمتحدة.