مصطفى مهدي نشّطت السيّدة خليدة تومي وزيرة الثقافة ندوة صحفية حول تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية أمس السبت بقاعة "فرانتز فانون" برياض الفتح تناولت فيها تاريخ الافتتاح والبرنامج ومختلف النشاطات التي ستندرج في إطار التظاهرة، مؤكّدة أن ما حدث في تونس قبل فترة وما يحدث في مصر هذه الأيّام لن يؤثّر إطلاقا على سير الظاهرة، مشيرة إلى أن 29 دولة أكّدت مشاركتها في تظاهرة تلمسان حتى الآن. تحدّثت الوزيرة عن بداية التفكير في إنشاء العواصم الثقافية الإقليمية وكيفية تنظيمها، حيث أنها تمخّضت عن المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية الذي نظّمته الأمم المتّحدة في المكسيك سنة 1982، قبل أن يعقد مؤتمر في 2001 في الدوحة لاعتماد مشروع برامج العواصم الإسلامية، ثمّ اختيرت الجزائر لاحتضان هذه التظاهرة بتلمسان، وذلك نظرا لما تملكه هذه المدينة من تاريخ مميز وتراث عمراني يمثّل تضيف الوزيرة أغلب المراحل الإسلامية· وأعلنت بعدها الوزيرة عن تاريخ الافتتاح الرّسمي للتظاهرة، والذي سيكون يوم السبت السادس عشر من أفريل القادم، أمّا انطلاق الفعاليات الوطنية فسيكون يوم الخامس عشر فيفري بمناسبة المولد النبوي الشريف، وبالنّسبة للافتتاح الشعبي فسيكون في الخامس عشر أفريل· ولم تنس الوزيرة تومي التذكير بالدول التي أكّدت مشاركتها إلى حدّ الآن، والتي وصل عددها إلى 29 بلدا من الأعضاء في منظمة الإيسيسكو وأخرى ليست منظّمة· البرنامج وصفته السيّدة الوزيرة بالثري، وأضافت أن التظاهرة هي فرصة ثمينة لإنجاز مشاريع ثقافية أو ترميم وتثمين الثرات الثقافي أو مشاريع برامج إبداعية في كلّ الميادين، منها إعادة بناء القصر الملكي الزياني وإنجاز قصر للثقافة ومسرح الهواء الطلق ومتاحف خاصّة بالفنّ والتاريخ، وأخرى بالخطّ العربي والآثار الإسلامية واللباس التقليدي، وإنجاز معارض ومكتبات كلّها تهدف إلى إحياء الثقافة، كما قالت عنها الوزيرة، وبعثها· وإضافة إلى المشاريع والإنجازات الجديدة، هناك محاور أخرى تندرج ضمن التظاهرة، منها ترميم وتثمين الثرات الثقافي المادي، كإعادة تأهيل وترميم المناطق الحضارية لتلمسان وتخصّ المباني والأسوار والمباني العامّة التقليدية مثل المساجد الصغيرة المتواجدة في الأحياء، الحمامات، الأفران، والمدارس القرآنية، وتمثّل كلّها تسعة وتسعين مشروعا، يقوم على دراستها 24 مكتبا للدراسات· وأمّا المحور الثالث التي تحدّثت عنه الوزيرة فهو برنامج النشاطات الثقافية، والذي يشتمل على عدّة محاور تشمل جميع الميادين الثقافية والفكرية والفنّية، منها العاليات الرئيسية، وهي حفل افتتاحي شعبي ستشهده الشوارع الكبرى للمدينة وحفل الافتتاح الرسمي ومؤتمر وزراء الثقافة للدول الإسلامية، ثمّّ حفل الاختتام· كما تحدّثت السيّدة الوزيرة بالتفصيل عن الملتقيات التي ستنظّم، والتي يبلغ عددها اثنا عشرة، إضافة إلى المعارض وسيصل عددها إلى عشرة معارض، المهرجانات والتنشيط الجواري، كما ستكون هناك في عاصمة الثقافة الإسلامية جولات فنّية وموسيقية مبرمجة وبلاطوهات موسيقية وغنائية، منها عرض 200 حفل فنّي موسيقي على مدار السنة، وبرمجة 1000 فنّان ومؤدّي وموسيقي من كلّ الطبوع الموسيقية الجزائرية، كما هناك برنامج للسينما يشمل 48 فيلما وثائقيا، وستبرمج 19 مسرحية كذلك· أمّا عن الكتب فتقول الوزيرة إنه سيكون هناك نشر 365 عنوان، وجزء هامّ من هذا البرنامج سيخصّص للكتب الفاخرة والكتب الفنّية، من ذلك طبعة مرموقة بزخرفة فنّية فاخرة جميلة للقرآن الكريم تسمّى مصحف الرودوسي· وقد أجابت وزيرة الثقافة عن أسئلة الحضور، فتعرّضت إلى ما قيل حول تأجيل التظاهرة بسبب الاضطرابات التي تعرفها مصر وتونس، وقالت إن ذلك أصلا ليس من صلاحياتها، كما أنها لم تشأ الخوض في المبلغ الذي خُصّص للتظاهرة·