تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية ستنطلق في 15 فيفري 29 دولة تؤكد مشاركتها حتى الآن و الشباب اكبر المستفيدين من التظاهرة أكّدت وزيرة الثقافة خليدة تومي أن انطلاق تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011 لن يتأجل وسيكون وطنيا يوم المولد النبوي الشريف على أن يكون الافتتاح الرسمي بحضور ممثلي الدول المشاركة في 16 افريل المقبل المصادف ل "يوم العلم"، وقبله بيوم واحد سيكون الافتتاح الشعبي للتظاهرة بشوارع مدينة تلمسان. كشفت خليدة تومي وزيرة الثقافة في ندوة صحفية نشطتها أمس برياض الفتح بالعاصمة بحضور سفراء لبعض الدول الإسلامية عن تفاصيل تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011، وأكدت أن انطلاق التظاهرة لن يؤجل كما طالب بذلك البعض، وعليه تقول خليدة تومي أن بعض الفعاليات الثقافية ستنطلق رسميا على المستوى الوطني يوم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أي يوم 15 فيفري الجاري على أن يكون الافتتاح الرسمي للتظاهرة يوم السبت 16 أفريل المقبل المصادف ليوم العلم بحضور رسمي وطني وأجنبي عن الدول المشاركة في الحدث، وقبل هذا التاريخ بيوم واحد، أي في 15 أفريل سيكون الافتتاح الشعبي في شوارع مدينة تلمسان. وعن المشاركة الدولية في التظاهرة أكّدت وزيرة الثقافة أن 29 دولة عضو في المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم أكدت حتى نهار أمس مشاركتها، كما أكدت 12 دولة غير عضو في المنظمة مشاركتها هي الأخرى في التظاهرة منها الصين، الهند، اسبانيا، البرتغال، الولاياتالمتحدةالأمريكية وبلدان أخرى، وستقدم الوزيرة القائمة الكاملة والنهائية للدول التي ستحضر التظاهرة في ندوة صحفية ستعقدها بعد منتصف مارس المقبل، معتبرة المشاركة من خارج المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم طبيعية جدا في إطار حوار الثقافات والحضارات ولما لهذه الدول من علاقات تاريخية بالعالم الإسلامي. وعلى الرغم من إلحاح الصحفيين الحاضرين في الندوة الصحفية على الوزيرة للكشف عن الميزانية المخصصة لهذا الحدث إلا أن هذه الأخيرة قالت أنها لا تحس أنها مخولة لتقديم الميزانية التي خصصتها الدولة للتظاهرة لأن البرنامج الذي قامت به وزارة الثقافة برنامج ثقافي، لكن هناك قطاعات أخرى متدخلة في التظاهرة ولها برامجها الخاصة منها وزارات الشؤون الدينية، السياحة،الشؤون الخارجية، الجماعات المحلية وغيرها ووزارة الثقافة ما هي سوى جزء من البرنامج العام للتظاهرة. وأضافت الوزيرة انه مهما كانت الميزانية التي ستخصص للتظاهرة فإنها كمسؤولة عن قطاع الثقافة تعتبر ذلك غير كاف، فميزانية الثقافة لا تتعدى في الوقت الحالي 0,76 بالمائة من الميزانية الإجمالية للدولة، و لأن الثقافة تضيف - عكس ما يعتقد البعض - من الحقوق الأساسية للفرد وهي من القطاعات الحساسة أيضا، منتقدة في هذا السياق بعض الآراء التي تعتبر صرف أموال كبيرة على قطاع الثقافة تبذيرا، قائلة أنها ستظل دائما تحارب هذه النظرة للثقافة والشعب الجزائري بحاجة للثقافة كما هو بحاجة لأشياء أخرى و بها حرّر البلاد،وواصلت في ذات السياق تقول انه مهما كان المبلغ المخصص للحدث فإنه مقارنة بما خصص للعواصم والمدن الأخرى التي احتضنت تظاهرات مشابهة يبقى متواضعا، مشيدة في ذات الوقت بالإمكانيات الكبيرة التي سخرتها الدولة لهذا الحدث. خليدة تومي التي تجنبت الخوض في لغة الأرقام المالية بخصوص الميزانية العامة للتظاهرة قدمت بالمقابل تفاصيل عن المشاريع المختلفة التي تضمنتها التظاهرة في مختلف المحاور، وهي محور المشاريع والانجازات الجديدة التي تبلغ تسعة مشاريع كبرى كبناء القصر الملكي الزياني، وانجاز قصر للثقافة ومسرح للهواء الطلق بأكثر من ألفين مقعد وإنشاء أربعة متاحف للآثار الإسلامية، ومركز للمخطوطات، وأجنحة مخصصة للمعارض، ومركز للدراسات الأندلسية والمكتبة المركزية لولاية تلمسان. أما في محور الترميمات وتثمين التراث الثقافي المادي فقد بلغت مشاريعه 99 مشروعا، وهناك أيضا محور النشاطات الثقافية والملتقيات حيث سينظم 12 ملتقى دوليا وعدد من المهرجانات في 9 ولايات مجاورة لتلمسان بحوالي 200 حفل موسيقي بمشاركة ألف فنان وموسيقي من الجزائر، وكذا إقامة عشرة معارض فضلا عن الأسابيع الثقافية الوطنية والأيام الثقافية الأجنبية للدول المشاركة. وفي مجال السينما هناك 48 فيلما وثائقيا، وفي المسرح 19 مسرحية ستعرض أولاها في فيفري الجاري، وفي الأخير وفي محور الكتاب سيتم خلال التظاهرة نشر وإعادة نشر على الأقل 365 عنوان والوزارة تتمنى أكثر من ذلك، وانجاز طبعة مرموقة بالخط المغاربي للقرآن الكريم في بداية التظاهرة وأخرى في نهايتها بالخط النسخي. وحرصت وزيرة الثقافة على الإشارة في الأخير أن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافية الإسلامية للسنة الجارية ليست قضية قطاع أو ولاية بعينها إنما قضية الدولة ككل وقضية المجتمع برمته حيث سيستفيد منها بشكل مباشر الآلاف من المواطنين خاصة الشباب، وحركيتها ستستمر بعد الاختتام.