في محاولة جديدة لنجدة الفرعون مبارك والابقاء على نظامه القمعي الاستبدادي، زعم مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ان المظاهرات والمسيرات تهدف إلى "ضرب الأمة في صميمها، وتشتيت شملها واقتصادها وتحويلها من دول كبيرة قوية إلى دول صغيرة متخلفة"، داعياً إلى الوقوف "موقف الاعتدال"، ويعني "الاعتدال" في قاموسه الكف عن المطالبة بالتغيير والرضوخ للطغيان والاستبداد. ووصف آل الشيخ المظاهرات في بعض البلدان العربية ب "المخططة والمدبَّرة" لتفكيك الدول العربية الإسلامية، و"تحويلها من دول كبرى قوية إلى دول صغيرة متخلفة". ووصف فقيه البلاط السعودي في خطبة الجمعة، التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض أول أمس مخططات مثيري المظاهرات ب"الإجرامية الكاذبة" وزعم أنها تهدف إلى "ضرب الأمة والقضاء على دينها وقيمها وأخلاقها؟"، وذلك حسبما نشرته بوابة "الاهرام" دون أن يوضح فقيه البلاط المنبطِح كيف يقضي الاخوان المسلمون في مصر ب"القضاء على دين الأمة وقيمها وأخلاقها؟" عبر التظاهر لاسقاط نظام القمع والاستبداد. وفي إشارة إلى فضائية الجزيرة وباقي الفضائيات التي تصدح بالحق وتفضح شيوخ الضلال والاستبداد، زعم آل الشيخ إن "الفوضويات" التي انتشرت في بعض البلدان العربية جاءت ل"التدمير من أعداء الإسلام؟"، قائلاً "يا شباب الإسلام كونوا حذرين من مكائد الأعداء وعدم الانسياق والانخداع خلف ما يروَّج لنا والذي يهدف منه الأعداء إلى إضعاف الشعوب والسيطرة عليها وإشغالها بالترهات عن مصالحها ومقاصدها وغاية أمرها". وحذر آل الشيخ مما يبث في وسائل الإعلام خصوصا التي وصفها ب"الإعلام الجائر" الذين يبثون الأحداث "على غير حقيقتها"، وشحن القلوب بلا حقائق لتسيير الأمة حسب ما خطط لها بهدف التدمير والتخريب" ليبرهن بذلك فقيه البلاط السعودي عن نزعته القمعية الاقصائية التي تريد افساح المجال للإعلام الحكومي وحده لنشر ثقافة "لا أريكم إلا ما أرى". واستشهد آل الشيخ ب"الأمن والاستقرار في المملكة السعودية نتيجة تحكيمها لشريعة الله ودستورها كتاب الله وسنة رسوله مما جعل دول العالم تضرب الأمثال بها" كما زعم، وتغاضى فقيه البلاط تماماً عن قمع آل سعود وفسادهم وكبتهم لأنفاس السعوديين وتغييبهم التام للديمقراطية وبيعهم القضية الفلسطينية وتآمرهم على حزب الله والمقاومة وقبلها أفغانستان والعراق بذريعة "الاعتدال".