عرس جماعي نظّمته جمعية كافل اليتيم 15 عريسا يدخلون القفص الذهبي في غرداية دخل زهاء خمسة عشر عريسا من عائلات معوزة القفص الذهبي ببلدية ضاية بن ضحوة(نحو 10 كلم شمال غرداية) خلال حفل زفاف جماعي بهيج أقيم ليلة الجمعة إلى السبت الفارطين في أجواء سادتها لوحات من التقاليد الاجتماعية الأصيلة التي تشتهر بها المنطقة. ونظم هذا الحدث الاجتماعي السعيد بمبادرة من الجمعية الخيرية الدينية كافل اليتيم التي يقع مقرها بحي بوبريك (بلدية ضاية بن ضحوة) بمساهمة ذوي البر والإحسان ويشكل هذا الموعد الاجتماعي-الديني مناسبة لترقية قيم التضامن التي يحث عليها ديننا الحنيف وتقوية الانسجام الاجتماعي بمجتمعنا كما صرح ل(وأج) أحد أعضاء اللجنة المنظمة لهذه المبادرة الخيرية. وأضاف (أن الهدف من إقامة هذا الفرح الجماعي تشجيع ومساعدة الشباب في وضعية اجتماعية صعبة لإتمام نصف دينه بما يسمح له بالاندماج إيجابيا في المجتمع. الكسكسي بلحم الإبل بركة العرس وكما تفرضه العادات تنطلق فقرات الزفاف الجماعي بتناول طبق تقليدي وهو عبارة عن صحون من الكسكسي المرصع بمرق الخضار ولحم الإبل الطري قبل أن يتقدم العرسان بمعية وزرائهم وهم يحملون ملابس التتويج ويأخذوا أماكنهم أمام المدعوين في ساحة كبيرة هيئت وزينت خصيصا لهذه المناسبة الاجتماعية. ويتابع مراسم تتويج الشباب الذين يلجون عش الزوجية في هذه الليلة المشهودة وإلى جانب أفراد أسرهم والعائلات المتصاهرة وأقاربهم وأصدقائهم المحسنين والضيوف والمدعوين. ابتهالات وقصائد دينية ويتولى تتويج كل عريس إمام عادة ما يتم اختياره مسبقا من طرف عائلة العريس ويلبس أمام جموع غفيرة من الحضور في مشهد رائع تتخلله الدعوات والابتهالات إلى المولى عز وجل طلبا للرضوان وللتوفيق لما فيه الخير والصلاح وإنشاد قصائد دينية في مدح الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم تبركا بسنة خاتم الأنبياء والمرسلين. كما تقام أيضا وبالموازاة مع هذه المراسم سهرة مماثلة مخصصة للنساء اللائي يقمن خلالها بتتويج العرائس في أجواء تغلب عليها زغاريد وأنغام لطبوع فنية مختلفة وعادة ما تستغرق التحضيرات للعرس الجماعي عدة أسابيع كما تنظم دورات توعية لفائدة الشباب المقبلين على الزواج بغرض إعداد الأزواج لتلك المرحلة الجديدة في حياتهم المشتركة كما أشير إليه. ويتم خلال هذه السهرة تقديم دروس وعظ وإرشاد من قبل الأئمة والمشايخ ترتكز حول المقاصد الشرعية للزواج وأهميته في ترسيخ قيم الاستقرار والتضامن الاجتماعي وكذا دور الأزواج في تقوية أواصر المجتمع المسلم. الأزواج يثمنون الخطوة كما يتم وبنفس المناسبة تقديم هدايا للمتزوجين والتي عادة ما تتمثل في تجهيزات منزلية والتي بقدر ما هي مفيدة ماديا لعش الزوجية فإنها تحمل رسالة ضمنية إلى الأزواج لتحمل مسؤولياتهم الزوجية والعمل من أجل تكوين أسر صالحة في المجتمع. وفي خضم أجواء هذا الفرح أكد أحد العرسان الجدد وهو يبدو في غاية السعادة في تصريح ل(وأج) أن هذا الزفاف الجماعي قد سمح بالاقتصاد في نفقات العرس الباهضة والاستثمار في بيت الزوجية. ويرى من جهته أحد أصدقائه من المتزوجين الجدد أن التكاليف الباهضة للأعراس قد أدت إلى عزوف الشباب عن إكمال نصف دينهم داعيا بالمناسبة إلى تعميم مثل هذه الأفراح الجماعية لوضع حد للإسراف والتبذير في الإنفاق. وتعد الأعراس الجماعية ظاهرة اجتماعية ذات أبعاد اقتصادية وثقافية حيث تعرف انتشارا ورواجا واسعا في أوساط السكان منذ عشرات السنين بولاية غرداية والتي تجاوزت شهرتها حدود المنطقة.