دخل 86 عريسا شابا قفص الحياة الزوجية في حفل زفاف جماعي، أول أمس، بمدينة ورڤلة بمبادرة من جمعية الثقافة والإصلاح للقصر العتيق في إطار نشاطاتها الاجتماعية. وقد طبعت هذا الفرح الجماعي أجواء احتفالية بهيجة صنعتها مشاعر الفرحة التي غمرت قلوب العائلات المتصاهرة، وتقاسمتها جموع المشائخ والأعيان والشخصيات ومواكب المدعوين الذين وفدوا من مختلف أرجاء ورڤلة. وتميزت وقائع هذه التظاهرة الاجتماعية بتنظيم حفل تضمّن فقرات متنوعة، وقد استهل بتلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم بعد مراسيم ارتداء لباس الفرح للعرسان ثم تناول وجبة العشاء المتمثلة في أكلة “الكسكسي” التقليدية. وبعد إنشاد مقاطع من المدائح النبوية والابتهالات وإلقاء كلمات تهنئة وأخرى في الوعظ والإرشاد والنصائح الموجهة للعرسان الجدد، والتي تتعلق بجوانب دينية ودنيوية، تضرع الجميع إلى المولى عز وجل أن يتمم هذا الفرح الجماعي الميمون بكل أسباب السعادة والطمأنينة بين الأزواج وأن يرزقهم بمشيئته الذرية الصالحة التي تخدم الوطن والأمة. ويعد هذا الزفاف الجماعي والذي يمثل الدفعة الثالثة عشرة التي تحمل تسمية دفعة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم )، حدثا غير مسبوق بورڤلة من حيث عدد المتزوجين، ما يؤشر عن مدى احتضان المجتمع لمثل هذه المبادرات الجماعية الهادفة، التي تتكفل بها بعض الجمعيات المحلية، وذلك بغرض ضمان إكمال نصف الدين لأفواج من الشباب المقبلين على عش الزوجية في كنف التضامن والتآخي. وما تجدر الإشارة إليه أن ظاهرة الأعراس الجماعية قد انتشرت بشكل لافت في أوساط سكان مناطق الجنوب، وقد تبنّتها مختلف أطياف المجتمع والعشائر والعروش وتحظى بتزكية واسعة من قبل الأعيان والمراجع الروحية والاجتماعية لما لها من انعكاسات دينية واجتماعية إيجابية على الحياة الاجتماعية. وتندرج هذه المبادرة في إطار النشاط الاجتماعي الإصلاحي والتضامني لجمعية الثقافة والإصلاح للقصر العتيق لمدينة ورڤلة، التي عكفت على تنظيمها على مدار عدة سنوات، كما أوضح أحد أعضاء اللجنة الدائمة لتنظيم العرس الجماعي بالجمعية. ومن بين الأهداف المتوخاة منها تحصين الشباب وتخفيف أعباء وتكاليف الزواج وزرع بذور المحبة والوحدة وتوثيق فرص التكافل الاجتماعي. وقد شرعت هذه الجمعية في تنظيم الأعراس الجماعية منذ سنة 2004 بعد اتفاق تم التوصل إليه بين أئمة ومشائخ القصر العتيق بورڤلة بخصوص إعادة النظر في تنظيم الأعراس والدعوة إلى توحيد الجهود وتخفيف الأعباء على الشباب وذلك من خلال تنظيم عرس جماعي سنوي على دفعات.