أفادت مصادر من وزارة الصناعة وترقية الاستثمار أن مشاريع ضخمة ستُنجز في الجزائر من قبل مؤسسات من الإمارات العربية المتحدة في قطاعات استراتيجية. وأشارت المصادر إلى أن الزيارة الأخيرة التي قادت وزير التنمية الاقتصادية في حكومة إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة ناصر بن أحمد السويدي مؤخرا إلى الجزائر، أفضت إلى الاتفاق على مسودة عمل تضم العديد من الاستثمارات والمشاريع في قطاعات عديدة من شأنها أن تعطي دفعا إضافيا لعجلة التنمية في الجزائر. وأضافت نفس المصادر أن الاستثمارات الإماراتية في الجزائر ستعرف تحولا كبيرا، حيث ستتجه إلى القطاعات الاستراتيجية على غرار الطاقة والنقل والمواصلات، كبناء الموانئ والمطارات وكذا المناطق الصناعية، عكس المشاريع السابقة التي ارتكزت على مشاريع السياحة والسكن. وكان الوزير الأول أحمد أويحيى قد سئل عن سبب تأخر المشاريع التي اقترحتها الإمارات العربية في الجزائر، فرد بأن الجزائر تريد مشاريع جادة. وكان وزير الاقتصاد الإماراتي قد التقى بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الزيارة التي قادته إلى الجزائر بداية الشهر الجاري، وأكد أن هناك العديد من الفرص قيد الدراسة لتنفيذها في الجزائر، واصفا العلاقات التي تجمع الجزائربالإمارات العربية المتحدة بالمهمة، مؤكدا حرص بلاده على تنميتها. ويبدو أن توجه الإمارات العربية أحد أهم الدول في الوطن العربي من حيث حجم الاستثمارات خارج حدود رقعتها الجغرافية إلى المشاريع ذات الطابع الاستراتيجي، بعد أن سجل عدم استعداد الجزائر لتلك المشاريع التي اقترحتها في البداية، والتي كانت ترتكز على قطاعين لا أكثر، وهما السكن والسياحة. ويترجم الاهتمام بقطاعات أخرى من طرف الإمارات العربية المتحدة عدد الوزراء الذين التقاهم وزير الاقتصاد الإماراتي، حيث التقى وزير التجارة الهاشمي جعبوب، ووزير المالية كريم جودي، ووزير الأشغال العمومية عمار غول، ووزير النقل عمار تو، ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، الذي تحدّث مطولا على السويدي في إطار التعاون في مجال الطاقات المتجددة التي تعوّل عليها الجزائر كثيرا في المستقبل، حيث تناولت المباحثات، حسب بيان لوزارة الطاقة والمناجم، سبل تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين في مجال الطاقة، ووأبرز خلالها السيد خليل الشراكة التي تربط شركات البلدين، مؤكدا بالمناسبة على وجود فرص وإمكانات كبيرة للتعاون والشراكة بين مؤسسات البلدين في مجالات استكشاف المحروقات في الجزائروالإمارات أو في دول أخرى. وقال إن هذه الشراكة بإمكانها أن تمتد إلى مجالات أخرى كالبتروكيمياء والطاقات المتجددة خاصة الشمسية منها. وكان وزير الاقتصاد الإماراتي صرح عقب عودته من الجزائر لوسائل الإعلام الإماراتية، أن الجولة التي قادته إلى الجزائر كانت مثمرة جدا، وأن المباحاثات مع مختلف المسؤولين الجزائريين كانت جادة، وأنه يُرتقب تحول كبير في اتجاهات الاستثمار في الجزائر، مؤكدا أن الإمارات العربية المتحدة فهمت جيدا ما تريده الجزائر.