بعد إهمال طويل عملية تنظيف واسعة لموقع الرابطة الأثري بجيجل
تم جمع عدة أطنان من النفايات بمختلف أنواعها خلال عملية تنظيف للموقع الأثري الرابطة بجيجل التي أشرفت عليها مديرية الثقافة حسبما لوحظ وشارك في هذه العملية التي تهدف إلى حماية هذا الموقع الثقافي الذي يعود إلى آلاف السنين والمحافظة عليه كل من قطاع السياحة والمجلس الشعبي البلدي ومديرية النشاط الاجتماعي إضافة إلى الجمعيات الناشطة في المجال الثقافي والتنشيط السياحي والنشاطات الأثرية. وقد تم تسخير وسائل مادية كبيرة من معدات وآلات التنظيف وتجميع ونقل النفايات لإنجاح هذه الحملة وتخليص الموقع من الكميات الهائلة من النفايات المتناثرة فيه منذ عدة سنوات. ويتربع هذا الموقع المقابل للبحر بالحي الشعبي (الرابطة) والمسمى قديما ب(القمة السوداء) على مساحة إجمالية تقدر ب1 5 هكتار يتواجد بها 42 قبرا بونيقيا قديما على الهواء الطلق تم إحصاؤه من طرف مديرية الثقافة ويعود هذا الفضاء المصنف منذ جويلية 2007 كموقع أثري إلى القرن السادس قبل الميلاد لكن ذلك لم يشفع له أمام موجة التوسع العمراني والبنايات المتعالية التي حجبته كليا. وفي تصريح لوأج أوضحت مديرة الثقافة سامية قاوة بأن عملية التنظيف هذه تهدف إلى حماية الموقع لترقية الثقافة السياحية معلنة بالمناسبة عن إطلاق عمليات مماثلة في المستقبل عبر مختلف المواقع الأثرية بالمنطقة وحسب المعلومات التي قدمت بعين المكان فإن القبور البونيقية المتواجدة بهذا الموقع تضم أثاثا جنائزيا متنوعا على غرار الأواني الفخارية التي تم إنقاذ عدد منها وحفظه بالمتحف المحلي لجيجل أو ببعض المتاحف الأخرى بالوطن. وسيتم كأول إجراء استعجالي بإقامة سياج خارجي محيط بالموقع على أن تقوم مصالح محافظة الغابات بغرس الأنواع المناسبة من النباتات كما تتكفل مصالح البلدية أيضا بوضع حاويات للنفايات المخصصة لرمي الفضلات وتجميعها. كما تم توجيه دعوة لسكان المناطق القريبة من المكان لتقديم مساهماتهم في مجال حماية هذا الموروث الثقافي والسياحي القديم والفريد من نوعه في العالم حسب ما ورد في تصريحات مسؤولي قطاع الثقافة مشيرين إلى أن ولاية جيجل تحصي 25 موقعا أثريا. من جهتهم أشار ناشطون في جمعيات محلية مهتمة بالتراث الثقافي إلى أن الأهمية والأولوية المستعجلة التي تكتسيها عملية حماية وتصنيف التراث الأثري للمنطقة والذي بات مهددا بالنهب والضياع.