الحناء و اللويزة فأل خير على العروس عادات وتقاليد يتمسك بها سكان البيض في إحياء أعراسهم ولاية البيض وعلى غرار المدن الجزائرية لها عادات وتقاليد خاصة في الأعراس تميزها وتبدأ تلك العادات من مراسم الخطبة بحيث تخطب البنت كما هو معروف بالمنطقة وسائر مناطق الوطن وتختار العائلات لأبنائها بنت الأصل والبكر التي لم يسبق لها الزواج حيث تذهب أم العريس وإحدى قريباتها لمعاينة العروس والتعرف على أهلها حيث يطلعون على جمالها وأخلاقها ويعرفون أهلها بالخطيب الجديد. ق. م عند قبول البنت واستشارتها وفق الشريعة الإسلامية يجمع أهل العريس كل ما يلزم من ثياب وعطور ومواد التجميل بالإضافة إلى الحلويات والشاي والقهوة والتمر الخ..... هذا كله يسمى جهاز تذهب أم العريس ومجموعة من قريباتها إلى بيت العروسة حيث يجدن أهلها في انتظارهم وبعد تقديم واجب الضيافة من مأكولات ومشروبات يتم فتح الجهاز وعرضه أمام الجميع.. دفع المحط تقوم مجموعة من الرجال بالذهاب إلى بيت أهل العروسة لدفع المحط وهو مبلغ من المال يقدمونه لأب العروسة أو من ينوب عنه من كبار العائلة وفي هذا المبلغ يحدد مبلغ الصداق وهنا يحدد موعد الزفاف الذي يكون عادة في نهاية موسم الحصاد وإلى غاية موعد الزفاف تقوم العائلة بتحضير جهاز العروس المعروف بالمنطقة ما يسمى بالشهرة. يسبق موعد العقد وهو أخذ شاتين رفقة المؤونة دقيق خضر بكل أنواعها سكر شاي قهوة دهان طماطم الخ.......... إلى بيت العروسة يحضره أهل العريس من رجال ونساء. هذه المؤونة يحضر بها وليمة غداء أو عشاء يحضرها مدعوون من أهل الزوجين للمشاركة في الاحتفال بالفاتحة. الفاتحة هي الحفل الذي يقام بمناسبة عقد القران وتتم في بيت العروسة يحضرها مدعوون من الرجال فقط فبعد تقديم العشاء وأثناء تناول الشاي يجلس والدي العروسين في وسط جماعة من كبار الرجال يكون بينهم إمام أو كما هو متداول (طالب) يقوم بعقد القران شرعيا حيث يبدأ بطرح أسئلة عليهما وتتم الإجابة مثلا يقول (هل ترضى بتزويج ابنتك فلانة إلى فلان) فيرد أب العروسة (قبلت ذلك إلى آخر الحديث) وبعدها يدعو الإمام بالزواج المبارك والتوفيق للزوجين ثم يقوم الحضور بقراءة ما تيسر من القرآن. ليلة الحناء في هذا اليوم تقام في أغلب الأحيان مأدبة غداء تحضرها نسوة من أهل العروسين والأقارب والجيران فتكون الفرحة بالزغاريد تملأ الأفق والأهازيج الشعبية (القول) ولا تسمع إلا صوت البندير والكلمات المتناسقة من حناجر النسوة تتخللها رقصات فردية وجماعية يطلق عليها رقصة (الصف) بعد مأدبة الغداء التي هي عبارة عن طعام ولحم تحضر العروسة رفقة أمها أو إحدى قريباتها حيث تكون مغطاة الرأس وتقوم هذه المرأة ب(إجلاسها) سبع مرات على الكرسي الذي يتوسط مجموع الحضور وتأتي أم العريس لوضع الحنة في يد العروسة إذا كانت أم العريس مطلقة أو أرملة تكلف امرأة أخرى تنوب عليها حتى لا يكون هناك طلاق في اعتقادهم. الحنة تخلط بالسكر والحليب وماء الزهر توضع للعروسة كمية من الحناء في كفها الأيمن وفوقها اللويزة وهي عبارة عن حلي ذهبي وتأكل التمر والحليب وأثناء الحنة تكون مجموعة من الفتيات قد أشعلت سبع شمعات وأحاطت بالعروسة وبعدها تطفئ هذه الشموع في طبق الحنة. ثم يوضع طبق مزين بمنديل على رأس العروسة وهنا تشهر أم العريس المجوهرات المقدمة للعروسة كما تبدأ المدعوات في وضع مبلغ مالي فيه تتقدمهن عائلة العريس حيث أول مبلغ يوضع يقال عنه دراهم (التزغريد) للإشارة أن هذه المبالغ توضع في طبق بمساعدة إحداهن حيث تقف أمام العروس وبقولها (إن هذا المبلغ من عند فلانة إلى أن تنتهي تعود العروسة إلى مخدعها ويبقى الحفل مستمرا إلى وقت متأخر من المساء يتخلله توزيع الشاي والقهوة مع الحلويات. يوم الزفاف الرفود في هذا اليوم يأتي بجمل يتقدم القافلة فوقه بيت يسمى ب(العطوش) تركب فيه العروس مزين بألوان يقوده كوكبة من الفرسان وهم يطلقون طلقات من البارود وعند الوصول إلى بيت العريس يستقبل الوفد بالزغاريد والطبل وتقوم إحدى قريبات العريس برش العروسة بالماء والسكر وهي تدخل مخدعها (الحجبة) وتبقى معها إحدى قريباتها إلى موعد دخول العريس بعد صلاة العشاء يدخل العريس مخدعه مارا تحت رجل أمه وهو رمز للخضوع لها وتلبسه بدورها عقدا من القطع الذهبية (اللويز) ليكون دائما غاليا كالذهب. تبقى العروسة في حجبتها سبعة أيام وطيلة الأيام السبعة لا تسمع في بيت العريس إلا الزغاريد والأهازيج وطلقات البارود وأنغام الغايطة. الحزام وهو اليوم السابع من أيام العرس حيث تخرج العروسة في وسط الحضور وتحمل في طرف فستانها الحلوى والتمر والفول السوداني وتوزعها على المدعوين كما تضع قالب سكر في حجرها وتقوم عجوز بربط الحزام للعروسة إذ أنها لا تضع الحزام من يوم الفاتحة إلى يوم الحزام. أما الركب يأتي في الليل بعد الحزام حيث تقوم أم العروسة بتقديم وليمة العشاء تضم أقارب العريس المقربين حيث تخرج العروسة وتسلم على جميع الحضور من رجال وهؤلاء بدورهم يقدمون لها مبلغا ماليا كهدية وهي فبدورها تقدم هدايا لقريبات الزوج.