إرشادات أسرية كيف نتفادى الغيرة بين الأبناء ؟ الغيرة بين الأبناء مشكلة تواجه معظم الأسر ويرجع ذلك لخطأ أحد الوالدين في التعامل معهم من خلال التمييز والتفرقة بينهم مما يولد بداخلهم الغيرة من بعضهم البعض وقد ينتج عن هذه الغيرة والعدوان والغضب وضعف ثقة الطفل بنفسه والأمهات هنا تتساءل: ماذا يفعلن مع غيرة أبنائهن؟ وكيف يحولن السلوك السلبي إلى طاقة بناءة لدى هؤلاء الأبناء ؟ في علم النفس شعور الغيرة انفعال مركب يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الطفل بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التى لم يستطع تحقيقها وقد يصاحب الشعور بالغيرة مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة والتخريب العناد والعصيان وقد يصاحبها مظاهر مثل التي تصاحب انفعال الغضب فى حالة كبته كاللامبالاة أو الشعور بالخجل أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز أو فقد الشهية أو فقد الرغبة في الكلام. فالشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على حياة الطفل ويسبب له صراعات نفسية متعددة وتمثل خطرا على توافقه الشخصي والاجتماعي بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول اللاإرادي أو مص الأصابع أو قضم الأظافر أو الرغبة في شد انتباه الآخرين واستدرار عطفهم بشتى الطرق كالتظاهر بالمرض أو الخوف والقلق أو القيام بالأفعال العدوانية. حب التملك وتعد الغيرة في الطفولة المبكرة شيئا طبيعيا حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور لرغبتهم في إشباع حاجاتهم دون مبالاة بغيرهم وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين 3 - 4 سنوات وتكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين. فمن الضروري عدم إثارة مشاعر الغيرة بين الإخوة من خلال التفرقة غير المقصودة بينهم كالاهتمام بطفل دون الآخر فلابد أن يتوخى الآباء الحذر فى إظهار عواطفهم نحو الأبناء حتى ولو كان هذا الابن يستحق رعاية أكثر بحكم ظروفه. دور الأسرة وعن دور الأسرة فى نشأة الغيرة يفسر المختصون في علم الاجتماع أنه مع بداية الزواج وحدوث الحمل تستعد الأسرة لاستقبال مولودها الأول بفارغ الصبر وتهتم بكل طلباته وتراقب كل تحركاته باهتمام كبير وبعد فترة قد ترزق الأم بمولود آخر قد يثير مشاعر الغيرة لدى الطفل الأكبر خاصة لدى الأسرة غير الواعية لأهمية عدم إهمال الطفل الأول والأكبر على حساب الطفل الآخر تحت دعوى أن الأصغر أولى بالرعاية. وهنا على الأم أن تهيئ الطفل الأكبر لاستقبال شقيقه الأصغر حتى أن هناك بعض الأسر تحضر هدايا للشقيق الأكبر وتدعى إنها من أخيه وبذلك تحمى الطفل من الشعور بالإهمال وتطفئ نار الغيرة لديه. وأيضا لابد من إشعار الطفل أو الابن الذى تخطى سن العاشرة بقيمته ومكانته فى الأسرة والمدرسة وبين الزملاء وتعويده على أن يشاركه غيره فى حب الآخرين. العقاب خطأ وينبغى على الأبوين توفير علاقات قائمة على أساس المساواة والعدل دون تمييز أو تفضيل أحد الأبناء على الآخر وتعويد الطفل الأناني على احترام وتقدير الجماعة ومشاركة الأطفال في اللعب. ووجب الابتعاد عن العقاب الجسدي للطفل بالضرب إذا أظهر غيرته نحو أخيه فتزيد لديه مشاعر الغيرة السلبية والتي تظهر على شكل عداء نحوه بل من الضروري سماح الأهل للطفل بإظهار مشاعر الغيرة على نحو سليم فعدم إظهار تلك المشاعر يسهم في كبت هذه المشاعر مما يعزز لدى الطفل الإحساس بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه فيزداد لديه الإحباط وعدم الثقة بالنفس.