لا تزال حالة التدهور الرهيبة التي يشهدها اكبر واعرق حي بولاية البليدة مستمرة بسبب انعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة ، انه حي بن عاشور العتيق فلا طرقات به ولا قنوات للصرف الصحي ولا حتى أماكن لرمي النفايات . يعتبر حي بن عاشور من اكبر الأحياء الشعبية لمدينة البليدة عاصمة الولاية والذي يتمركز به عدد معتبر من المواطنين بلغ عددهم حسب الإحصاء الأخير 18 إلف نسمة هذا التعداد السكاني الهام هو بمثابة ضغط وعبء ديموغرافي رهيب على حي يفتقر إلى ابسط ضروريات الحياة به كما انه كارثة حقيقة جعلت المواطنين يعانون الأمرين باعتبار ان حالة الطريق لا تصلح حتى لمرور سيارة الإسعاف لنقل مرضاهم أو إسعافهم كون ان الحي يفتقر إلى أدنى متطلبات العلاج الصحي فلا وجود لأي بناية تحمل ولو بالاسم فقط عن مركز للعلاج وعيادة متعددة الخدمات رغم وجود الأرضية المخصصة لها والتي تبلغ مساحتها ب800م2 وهو ما يسمح بانجاز عيادة متعددة الخدمات تتكفل بمرضى حي بن عاشور الذين يتمردون في بعض الحالات على مراكز العلاج التابعة للمناطق المجاورة لهذا الحي كأولاد يعيش أين يصطدمون برفض بعض الأطباء والممرضين إلى إسعاف مرضاهم أو حتى بأجراء حقنة بسيطة لهم كونهم قادمين من خارج المنطقة وهو ما يؤدي بهم في اغلب الصاحيان إلى الصراخ والغضب وخلق حالة من الخوف لدى أولائك الأطباء والمرضى ، حتى ان تنقلهم إلى اقرب مركز صحي بالمناطق المجاورة يتطلب منهم دفع مبلغ 200دج من اجل كراء سيارة أجرة لنقل المريض نظرا لانعدام وسائل النقل بتاتا بهذا الحي ناهيك عن القاطنين بأعالي جبال حي بن عاشور فحدث ولا حرج فمن المستحيل التوجه بالسيارة أو أية وسيلة نقل إلى آخر نقطة فالمريض يتنقل في البداية على أكتاف عائلته للوصول به إلى هذا الطريق الكارثي أين تكون سيارة الأجرة واو سيارة الإسعاف في انتظاره حتى وان كان هذا الأمر ليلا أو حتى يتجاوز الثانية صباحا مكررين نفس المشهد يوميا تقريبا وسيبقى يحدث مادام الطريق في حالة صحية مريضة ومادام الحي لا يحتوي على أي مركز صحي او على الأقل قاعة للعلاج تتوفر على أدنى متطلبات الصحة الجوارية ناهيك عن موعد ولادة الأطفال حيث شهد طريق حي بن عاشور عدة ولادات لامهات عجزن عن تحمل أوجاع الولادة إلى غاية وصولهن إلى اقرب مستشفى لوضع موالدهن ، ناهيك عن الحفر والبالوعات العمومية الفاقدة لغطائها الوقائي فكم من سيارة وقعت في كمين هذه البالوعات وكم من أطفال وقعوا فيها أيضا ليتعدد ضحاياها إلى شيوخ كبار في السن ، مشكل آخر لايقل أهمية عن سابقيه وهو المطروح بقوة بحي بن عاشور والمتمثل في مشكل النفايات فكل بيت لا يجد مكانا له لرمي فضلاته لتكون حافة الطريق او حافة وادي بني عزة احد الحلول المحتمة على المواطن من اجل رمي نفاياته واستنشاقها فيما بعد كونه مجاورا لسكناتهم ليتحول بعدها مكانا للعب أطفال الحي الذين يجدون في هذه المزابل ترفيههم الوحيد بعدما افتقدوا لأدنى وسائل الترفيه بالحي .مشكل النفايات بحي بن عاشور بات يهدد الصغير قبل الكبير خاصة وانه على هذه الحالة منذ سنوات عديدة. وللاستفسار عن الوضعية الكارثية التي يعيش فيها سكان حي بن عاشور اقتربت "أخبار اليوم" من بلدية البليدة لكننا لم نستطع التحدث مع المسؤول الأول عن البلدية لعدم تواجده بها إلا ان احد الأعضاء أكد "لأخبار اليوم" ان حي بن عاشور حالة خاصة بحيث ان له ضوابطه منفردة وليس كباقي الأحياء الأخرى بالإضافة إلى انه من الأحياء الجبلية ومسالكها وعرة ناهيك عن التعداد السكاني للحي وقد كشف لنا ان إحدى هيئات الولاية قامت بدراسة عامة من المياه الصالحة للشرب وشبكة الغاز الطبيعي والطرقات وقدمت مخطط دراسة و أولي لحي بن عاشور من طرف مديرية الأشغال العمومية مع رئيس البلدية ولكن لابد-يضيف نفس المتحدث- من دراسة عميقة ومعمقة قبل البدا في أي عملية بالحي تفاديا للخطاء التي ارتكبت في الماضي لتكون أشغال البنى التحتية هي مقدمة قائمة الأشغال لتليها عملية تعبيد الطريق وتزفيتها بالإضافة إلى معالجة كل مشاكل الحي في القريب العاجل. حلول استعجاليه يطالب بها سكان حي بن عاشور من اجل إعطاء الحي قيمته وطابعه الفتي مثله مثل باقي الأحياء الأخرى العريقة بالبليدة وبالولاية بصفة عامة.