تقع بلدية أولاد هداج شرق العاصمة، يحدها كل من الرغاية وأولاد موسى وخميس الخشنة والرويبة وبودواو، بتعداد سكاني يصل إلى حوالي 03 ألف نسمة، وتعتبر البلدية ذات طابع فلاحي، كما تتوفر على بعض الصناعات التي يقوم بها الخواص، وتواجه هذه النشاطات الفلاحية والصناعية مشاكل عديدة في إطار النقائص التي تشهدها البلدية، من حيث الموارد الأساسية لحياة المواطن، كما استفادت أولاد هداج من مشروع منطقة للنشاطات الصناعية لم ير النور بعد، ولم يتجسد على أرض الواقع حتى اليوم· يشتكي سكان مزرعة الإخوة بوزيد المعروف بحوش فيدو سابقا، من غياب أدنى شروط الحياة الكريمة نظرا للامبالاة مسئولي البلدية،حيث أكد سكان الحي ل''السياسي'' أن المسؤولين لايتذكرون حيهم إلا في الحملات الانتخابية، لتبقى وعودهم الكاذبة حبر على ورق، مشيرين في ذات السياق أنهم قدموا عدة شكاوى إلى السلطات المحلية بغية النظر في حيهم والاهتمام به على مستوى مختلف المرافق الضرورية، وهو ما أكده شقان كريم الذي أكد أن التهميش الذي يعاملون به، هو السبب الرئيس فيما يعانيه حيهم من تراكم الأوساخ والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، خاصة في فصل الشتاء والوضعية المزرية التي آل إليها الطريق المؤدي إلى الحي، ناهيك عن تراكم الأوحال والمياه عند سقوط الأمطار مما يعيق تحرك سكانه، والانتشار الواسع الذي شهده الحي من حيث الأكواخ القصديرية، التي توسعت كالفطريات أمام صمت مسؤولي بلدية أولاد هداج، بالإضافة إلى افتقار الحي للمياه الصالحة للشرب، أين يضطرون إلى اقتناء قوارير المياه المعدنية، التي تكلفهم ميزانيات معتبرة شهريا بالموازة مع محدودية دخلهم، حيث أكدوا أن المصدر الوحيد للمياه في حيهم هو البئر الموجود على مستوى الحي والذي يفتقر للصيانة والنظافة، بالإضافة لكونه غير مغطى مما أتاح دخول الحشرات والفئران إليه، وسقوط الحيوانات به، بالإضافة لما يشكله من مخاطر على الأطفال، وقد اضطر السكان إلى اقتناء مضخات كهربائية، تم ربطها بالكوابل الكهربائية من طرف السكان كل حسب معرفته، مما نجم عنه العديد من الشرارات الكهربائية خصوصا في فصل الشتاء، نتيجة لكونها عشوائية ولا تحترم شروط الوقاية المفترض اتباعها· وهو ما أجبر قاطني الحي حسبه، في مناسبات عديدة للخروج وغلق الطريق الرابط بين بلدية أولاد موسى والرغاية، وذلك تعبيرا منهم على سياسة التهميش و محاولاتهم اليائسة لجلب انتباه السلطات المحلية الولائية، وإطلاعهم على مختلف المشاكل التي يعيشونها يوميا· حي عمر بومدين·· نبعد عن البلدية ب001 متر ونبعد عن المشاريع التنموية بدهر فيما تكاد تغيب أشغال تعبيد الطرقات عن أولاد هداج، حيث تضم حوالي 8 كيلومترات من الطرقات غيرالمعبدة، والتي قال بشأنها عمي رابح ''إن عملية تعبيد الطرق وصلت إلى غاية الجبال البعيدة عن العاصمة بآلاف الكيلومترات، ونحن على أبوابها ولم تصلنا، حيث نغوص في وسط الأوحال ونغرق فيها نتيجة اهتراء الطرقات، كما أن أبناءنا يعانون أين يعودون من مدارسهم ومراكز عملهم ملطخين بالأوحال التي تملأ المكان لمجرد تساقط بعض قطرات من الأمطار''، ويعتبر حي عمر بومدين أحد الأمثلة الحية و الذي لا يبعد سوى ما يقارب 001 متر عن مقر البلدية، أين شهدنا خلال جولتنا حالة شبه كارثية، من خلال غياب التزفيت عن مدخل الحي الضيق، بالإضافة إلى تربع قنوات الصرف العشوائية على مساحات واسعة فوق المسالك التي يستعملها المواطنون للتنقل عبر أروقة الحي، وقد عزز الحاج موساوي عبد القادر وهو مجاهد خلال ثورة التحرير، حيث قال أن الوضع الذي وصلت إليه طرقات الجزائر وبعض أحيائها مؤسف للغاية، وأكد أنه لم تطأ قدما أي رئيس بلدية الحي على اختلاف الرؤساء الذين تعاقبوا عليها، حيث اضطر في ظل هذا الإهمال حسبه إلى بناء درج كبير من الاسمنت بعلو نصف متر أمام عتبة منزله، وذلك لتفادي دخول مياه الأمطار الممتزجة بالمياه القذرة التي تعيدها قنوات الصرف الفوضوية، و التي تسببت في الكثير من المرات بفيضانات أتلفت ممتلكات المواطنين، وهو ما سجلته مصالح الحماية المدنية في تدخلاتها بالحي في مرات عديدة، وأكد المواطنون على دقة ماوصفه عمي عبد القادر، من خلال شهادات التدخل التي تحوز السياسي على نسخ منها، حيث سلمت لهم من طرف مصالح الحماية المدنية لولاية بومرداس، والتي تفيد بوجود خسائر في الآثاث والممتلكات· الحوش المخفي·· مخفي عن أعين مصالح سونلغاز والمسؤولين تكبّد تجار أولاد هداج، خسائر فادحة جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وهو ما كلفهم خسارتهم لآلات كهربائية يقدر ثمنها بالملايير، مبدين استيائهم الشديد تجاه هذه الوضعية التي حملوا فيها مؤسسة ''سونلغاز'' مسؤولية الأضرار التي لحقت بهم· وقال بعض تجار هذه البلدية ''أن رغم الشكاوي العديدة التي تقدموا بها، ورغم الإصلاحات الطفيفة التي تمت في بلديتهم، إلا أن الأيام الأخيرة عرفت انقطاعات متفاوتة في الكهرباء، وهو الأمر الذي دفعهم إلى الاتصال بمؤسسة ''سونلغاز''، لمعرفة سبب الانقطاع الذي طال أمده على حد تعبيرهم، لكن هذه الأخيرة كثيرا ما تتماطل في التدخل لإصلاح الأعطاب، وقد أرهقت هذه الانقطاعات كاهل السكان من حيث المصاريف الإضافية التي يخرجها السكان لاقتناء أدوات الإنارة البديلة، أو إصلاح أدواتهم الكهرومنزلية وآلاتهم الكهربائية، وهو الوضع الذي ضاق بسكان الحوش المخفي أكثر، نظرا لكون الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي مسجلة بصفة أكبر على مستوى هذا الحي، وهو ما ينطبق على تجار الحي الذين تبقى سلعهم معرضة للتلف في كل الأوقات، بفعل انقطاع التيار الكهربائي وعودته بصفة فجائية في اليوم الواحد ليمتد إلى أيام أخرى في أسوأ الأحوال، وهو ما ميز الحي خلال التقلبات الجوية الأخيرة حيث عرفت المنطقة تذبذبا في التوزيع عدة مرات وفي فترات زمنية متقاربة جدا، وهو ما دفع بسكان الحي إلى المطالبة بتدخل الجهات المعنية ومصالح سونلغاز لمعالجة مشكل الانقطاعات المتكررة للكهرباء· ويضيف بعض السكان ممن تحدثنا إليهم، أن مشكل انعدام شبكة الغاز الطبيعي ظل هاجسا لهم كونه يعود إلى أكثر من 02 سنة ولا يختلف في حدته عن مشكل الكهرباء، أين طرح المواطنون انشغالهم حول مصير ربط حيهم بشبكة الغاز الطبيعي على الجهات المعنية، وهو المشروع الذي ظل حبيس الوعود خلال السنوات الأخيرة بتوفير هذه المادة الحيوية، خاصة وأن ما يعزز انشغالهم هو استفادة بعض التجمعات السكانية من مشاريع لتعبيد الطرقات بعضها أنجز والآخر في طور الإنجاز وهو ما يعني بالضرورة تأجيل المشروع، بحكم عدم إمكانية مباشرة الأشغال في طرقات تم انجازها حديثا، ليبقى مشكل غياب الغاز الطبيعي قائما في ظل المعاناة التي يتكبدها السكان من مشقة اقتناء القارورات وتشغيل أجهزة التدفئة خلال فصل الشتاء، وهو يضطرهم إلى استخدام الكهرباء كبديل، مما يزيد الضغط على شبكة هذه الأخيرة، التي تزداد خدمتها سوءا خلال فصل الصيف بالاستخدام الواسع لأجهزة التبريد· ''الماء المعدني أفلس جيوبنا·· والمياه الملوثة نخرت جلودنا'' يعتبر الماء من أهم الضروريات التي يحتاج إليها المواطن، ولهذا يعتبر أيضا من بين أهم المشاكل التي نغصت عيش مواطني أولاد هداج، ويظل نقص التزود بالمياه الصالحة للشرب انشغالا ملحا أبداه المواطنين، من حيث ما يسببه لهم من تعطل مصالحهم المالية والعملية، خاصة خلال فترات الصيف، ويعود نقص المياه الصالحة للشرب بالدرجة الأولى إلى اختلاطها بالمياه العكرة، من خلال الحفر التي اعتمدها السكان لسنوات طويلة لرمي المياه القذرة، والتي أصبحت تختلط جراء الفيضانات التي تميز فصل الشتاء بقنوات المياه الصالحة للشرب، وقد وسع جفاف البئر بحي عمر بومدين حجم المشكل، أين حول هذا البئر إلى مكب للنفايات لا تزورها مصالح البلدية إلا من شهر لآخر، وهو الأمر الذي أدى بهم إلى مطالبة السلطات الوصية بضرورة التدخل من أجل القيام بالتنمية المحلية لقطاع الري بهدف القضاء على العادات التقليدية التي أنهكت السكان في طريقة جلب المياه من مناطق بعيدة، والقيام بإيصال قنوات الصرف الصحي للقضاء على الميكروبات التي تسببت في انتشار الأمراض، كما يشهد الحي المخفي تذبذبا في توزيع الماء الشروب المقدم عن طريق الشبكات المنزلية، الذي لا يصل إلى عدة منازل في الوقت المناسب، فيما يصل متأخرا إلى بعض المساجد والمدارس، مما يضطر المواطنين إلى اقتناء الصهاريج ب007 دج لتعويض النقص في هذا المورد الهام· نقص النقل بالبلدية يشل نشاطات المواطنين تشهد البلدية نقصا في وسائل النقل وغياب المحطة بالمدينة، وحسب ممثلي السكان فإن الأمر أصبح لا يطاق، في ظل نقص وسائل النقل التي تربط بلدية أولاد هداج بالمناطق المجاورة لها، وتبقى الحافلات التي تغطي خط النقل الوحيد بين أولاد هداج والرغاية وسط، لا تسع العدد الكثير من المواطنين، كما أن غالبية الحافلات التي تغطي الخط المذكور، تعاني من القدم وعدم الصلاحية للعمل، والتي لا تحترم شروط النظافة والاحترام حسبهم، إذ تتنقل هذه المركبات إلى بلدية رغاية بولاية الجزائر، فيما تبقى بلدية أولاد هداج ودائرة بودواو بدون خطوط نقل· وفي خضم هذا يعاني التلاميذ المتمدرسون في ثانوية أولاد هداج وفي عدة ثانويات في بودواو من التنقل لمسافات طويلة، وهذا ما أدى بالعديد من المواطنين للاستنجاد بسيارات الأجرة في تنقلاتهم اليومية، رغم أسعارها الخيالية، التي تتعدى إمكانيات المواطنين، وفي هذا السياق يبقى مشكل عدم توفر محطة نقل للمسافرين، مطروحا من طرف سكان بلدية أولاد هداج وجميع قاصديها· ولا يختلف واقع سكان الشاليات عن واقع سكان الأحياء الأخرى، والذين سردوا لنا معاناتهم في ظل الأجواء التي تسود هذه البناءات حيث لا تشكل لهم الحماية من عاملي الرطوبة والحرارة على مدار فصول السنة، بالإضافة إلى أكوام القمامة التي تنتشر عبر أزقته، وأكد المواطنون أن هذه السكنات على قدمها أصبحت لا تستطيع الصمود، لذا طالبوا بالتعجيل في ترحيلهم منها· ونتيجة لكل هذه المعاناة التي يكابدها سكان البلدية يطالبون والي ولاية بومرداس بالتدخل العاجل من أجل رفع حالة الغبن عنهم بتسوية أوضاعهم العالقة، وبعث مشاريع تنموية ببلديتهم ترفعها إلى مستوى البلديات الأخرى على الأقل