"هل تريد أن تفقد مصر هويتها الإسلامية؟ كن إيجابيا وشارك معنا" بهذه العبارة دعت "الدعوة السلفية" في الإسكندرية إلى تنظيم عدد من المؤتمرات الحاشدة في محافظات مصر ضمن حملة "الدفاع عن هوية مصر" التي عمت البلاد للتأكيد على هوية مصر الإسلامية. بدأها السلفيون بمؤتمر حاشد في الإسكندرية (8 فبراير) حضره ما يقرب من 100 ألف شخص إلى جانب عدد لافت من الشيوخ والدعاة الإسلاميين، دعوا خلاله إلى تفعيل المادة الثانية من الدستور وذلك بمراجعة كافَّة التشريعات المخالفة للشريعة. وقالوا: "إن الأُمَّةَ لم تَخترْ هذه المادةَ لتَبقى حَبيسةَ الأوراقِ لمُدَّةِ أكثر مِن ثلاثين سنة"، كما دعوا إلى إطلاق حملة لجمع توقيعات مليونية للتأكيد على عدم المساس بها. وتجولت المؤتمرات السلفية في عدد كبير من المدن المصرية، منها: الجيزة، ودمنهور، مدينة الضبعة، وكفر الدوار، ومدينة طنطا، ومرسى مطروح، والمنصورة التي جاء مؤتمرها تحت عنوان"مصر إسلامية"، وبورسعيد (ابقوا على مصر إسلامية) برعاية جمعية "أنصار السنة المحمدية". كما جرى توزيع ملصقات تتضمن في أعلى الصفحة علم مصر مكتوب أسفله "مصر إسلامية" وعلى اليمين "هل ترضى أن تكون مصر دولة غير إسلامية"؟ وحاضر في هذه المؤتمرات عددٌ كبير من شيوخ ودعاة السلفية، على رأسهم: الشيخ محمد حسان، والشيخ أبو إسحاق الحويني، ود. ياسر البرهامي، ود. محمد إسماعيل المقدم، ود. سعيد عبد العظيم، ود. أحمد فريد، والشيخ عبد المنعم الشحات، ود. أحمد النقيب، والشيخ سعيد حماد، والشيخ علي حاتم، ود. حازم شومان، والمستشار الدكتور ماجد شبيقه, والشيخ مسعد أنور، والشيخ عبد المنعم مطاوع. وجاء تنظيم هذه الحملة في ظل المخاوف من المساس بهوية مصر بينما يجري تعديل الدستور في البلاد، وما صاحب ذلك من دعوات صدرت عن علمانيين وأقباط لتغيير المادة الثانية منه التي تنص على أن "الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع". لكن حملة المؤتمرات السلفية لم تعدم من يعارضها ويراها من زوايا أخرى خاصة به باعتبارها "قفزاً على الثورة ومحاولة لخطف الحكم" في وقت يتهم فيه السلفيون بعدم المشاركة فيها، أو باعتبارها "ثورة سلفية موازية" تأتي في إطار هذا المتنفس الذي وجده السلفيون بعد رحيل حسني مبارك، بينما تتجه الأمور إلى التهدئة في البلاد، أو ربما تعكس مخاوف البعض من احتمال "الهيمنة الإسلامية القامة".