* الشيخ أبو إسماعيل خليفة نعيش الآن في فصل الشتاء نحُسُّ بنفثات برْدِه نستنشق نسمات هوائه اللاذع نتأمل في كيفية تدرج برودته على بني البشر وإن من منَّة الله جل وعلا علينا أن جعل لنا مساكن تأوينا وملابس تقينا برد الشتاء نلبس ونغير متى نشاء ونقتني كل واق يقينا من شدة البرد وننام متلحفين دافئين ونخرج إلى مساجدنا وأعمالنا مثل ذلك ويعيش بعضنا وكأنه في وسط الصيف ليس ذلك إلا من نعمة الخالق سبحانه عز وجل فله الحمد دائماً على عطائه ومنه وجوده وكرمه ونسأله سبحانه أن يديم علينا نعمه وأن يرزقنا شكرها.. ومن الشكر أيها الكرام أن نتذكر إخواننا الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل الذين يعيشون معنا وهم في حاجة إلى العون والمساعدة فتفقَّدوا إخوانكم المحتاجين ممن يلتحفون السماء ويفترشون الأرض وقد أصاب البرد القاسي أجسامَهم واخترقت شدتُه عظامهم ولا يجدون ما يدفئهم من الملابس وغيرها في حيكم والأحياء الأخرى القريبة منكم وتلمسوا حاجاتهم وارسموا بسمة الدفء في عيون صغارهم وأدخلوا السعادة والفرحة في قلوبهم وابدؤوا بأقاربكم وذوي أرحامكم ثم جيرانكم وأهل بلدكم ثم الأقرب منكم فالأقرب وقدموا لأنفسكم من الخير ما ينفعكم عند ربكم ولا تحقروا من المعروف شيئاً فقد قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة رواه البخاري ومسلم وإني بالمناسبة أحيي رجال الحماية المدنية وجميع الأسلاك الأمنية والمدنية الذين هم في حالة استنفار واستعداد تام يؤدون أعمالهم بكل أمانة وضمير في ظل الظروف المناخية المتقلبة التي شهدتها بلادي كما أحيي الجمعيات الخيرية والمحسنين كلٌّ حسب اهتمامه ووقفاته تحية الى كل أصحاب الضمائر الحية والأيادي الملآى بالخير.. ويا سعادة من اصطفاه الله فهبّ للمساعدة وجاد بالعطايا والهبات وأغاث المحتاجين بالمنح والمساعدات وأعان الضعفاء والمعوزين بالصدقات ففاز في الدنيا والآخرة وحظي بحب الله ورضاه وكانت الجنة مستقره ومثواه. اللهم اجعلنا من المحسنين وللخير فاعلين ولعبادك نافعين. وابسط دفء رحمتك لكل من لا مأوى له في هذا البرد اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وخشيته نستغفرك ونتوب إليك.. والحمد لله رب العالمين..