سجّل سدّ "سيدي امحمد بن طيبة" ببلدية "عريب" بولاية عين الدفلى نسبة امتلاء تقدّر ب 100 بالمائة، حيث تصل طاقة استيعابه النّظرية إلى حدود 75 مليون متر مكعّب مساهما بذلك في تنشيط استغلال وتنويع المساحات الزراعية بمناطق معروفة بخصوبة أراضيها وكثافة إنتاجها، خاصّة مادة البطاطا· يصنّف السدّ المذكور الذي بدأ الخدمة الفعلية في جوان 2006 من أحسن السدود على المستوى الوطني ضمن التصنيف العام لوزارة الموارد المائية من حيث نسبة الامتلاء، حيث قدّر إجمالي السدود ال 65 الموجودة عبر التراب الوطني ب 3.78 ملايير متر مكعّب بتاريخ التاسع فيفري الجاري، بزيادة 30 مليون متر مكعّب وفق آخر رصد ميداني جرى نهاية شهر جانفي الماضي، أي بنسبة امتلاء تعادل 65.05 بالملئة حاليا، ممّا يسمح بمواجهة العطش خلال الصائفة القادمة وضمان تدفّق الحنفيات بدون مشاكل تذكر· وحسب المشرفين على سدّ "سيدي امحمد بن طيبة" فإن هذا الأخير منذ افتتاحه يشهد تدفّقا فوق طاقة استيعابه النّظرية· حيث فاقت الكمّية المتدفّقة في مجرى وادي الشلف عبر قناة صرف الفائض ما يفوق ال 18 مليون متر مكعّب في غضون شهر جانفي الماضي، ويعتبر وادي الكبير ووادي الحدّ إلى جانب بعض الرّوافد الصغيرة الممتدّة إلى عمق جبال الظهرة مصدرا مهمّا في دعم الحوض بالمياه مساهما بذلك في تنشيط استغلال المساحات الزراعية التي تمتدّ على مستوى محيط العامرة العبادية المدعّم بأجهزة حديثة لسقي أكثر من 8 آلاف هكتار وتختصّ في إنتاج مادة البطاطا ومختلف أنواع الحبوب، وتمكين في المقابل باقي الفلاّحين بالمساحة الضيّقة الواقعة بإقليم بلديتي "عريب" و"المخاطرية" من مواصلة عملية الإنتاج دون عناء البحث عن موارد مائية التي تجلب عادة من أماكن بعيدة بتكاليف جدّ باهظة· حيث كان الفلاّحون في السابق يعتمدون على الآبار الصغيرة أو القيام بعملية الحفر وسط الوادي لعلّه يجد ما يكفيه من ماء لسدّ حاجياته الزراعية بتكاليف جدّ باهظة، كما يعدّ تدفّق مياه السدّ عاملا أساسيا في تنشيط حركة المياه الباطنية وتعزيز قدرات الآبار المجاورة لمجرى وادي الشلف الذي يعبر عديد الولايات على مسافة تتجاوز 750 كلم· وحسب مصادر مطّلعة أكّدت وجود لجنة تقنية تراقب يوميا أساساته ومواقع التدفق والأجهزة والمعدّات الرئيسية الخاصّة بالتحكّم في الوضعية تحسّبا لأيّ طارئ محتمل نتيجة امتلاء السدّ عن آخره وما قد ينجرّ عنه من انعكاسات سلبية· كما أضحى سدّ "سيدي امحمد بن طيبة" الذي ذاع صيته نظرا لموقعه المتميّز مكانا مهمّا للصيد وملتقى العائلات مع نهاية كلّ أسبوع لقضاء عطلة وسط جنان فسيحة وزرقة المياه التي لا تنتهي إلاّ مع حلول الظلام ويزداد إقبال المواطنين كلّما ارتفعت درجة الحرارة، خاصّة في فصل الربيع وحلول موسم الصيف أين يتضاعف عدد المواطنين إلى درجة لا تجد فيه مكان للرّاحة باعتباره يقع بين ثلاث بلديات كبرى معروفة بكثافتها السكنية عاصمة الولاية والمخاطرية وعريب، ورغم مرور سبع سنوات على تدشينه ودخوله الخدمة إلاّ أنه إلى حدّ الآن لم يحظ باهتمام السلطات المحلّية، خاصّة الجهات الوصية على القطاع السياحي لاستغلال هذا الفضاء الشاسع والقطب المتميّز لأن كافّة عوامل النّجاح موجودة بدليل الإقبال المتزايد لعدد الزوّار يوميا للموقع دون وجود هياكل خاصّة بالاستقبال· وفي حال توفّر المرافق الضرورية يشير أغلب ممّن تحدّثنا إليهم إلى أن السدّ وما يحيط به من أراضي شاسعة وغابات تمتدّ على مدّ البصر ستشكّل مقصدا سياحيا بامتياز·