سجلت وزارة الموارد المائية بارتياح كبير نسبة امتلاء السدود ال 60 المستغلة عبر الوطن والتي بلغت 48,48 بالمائة نهاية شهر نوفمبر الفارط، مقابل 46,79 بالمائة خلال نفس الفترة من سنة 2007 ، وهو ما يضمن سنة جيدة في مجال التزود بمياه الشرب خاصة بالنسبة لوسط وغرب البلاد بعد الاضطرابات الجوية الأخيرة التي تميزت بتساقط كميات معتبرة من الأمطار والثلوج لا سيما بالجهة الغربية من الوطن التي عانت الجفاف في السنوات الأخيرة، وبالمقابل لم تستقبل الهياكل المائية بشرق البلاد إلا كميات ضئيلة من الأمطار وهو ما سيستدرك من خلال عملية تحويل المياه فيما بين السدود. وأشارت وزارة الموارد المائية في بيان لها صدر أمس، إلى أن الأمطار الأخيرة التي تساقطت على ولايات الوسط وغرب البلاد كانت نافعة للقطاع بعد أن ارتفع منسوب احتياطي السدود ليبلغ مستويات مرضية على حد تعبير الوزارة التي أكدت مواصلة عملية الإصلاحات التي عرفها القطاع بعد أن تم التحكم في توزيع مياه الشرب تماشيا مع طلبات المواطن. وما زاد من تفاؤل الوزارة هو ارتفاع منسوب مياه السدود بالولاياتالغربية التي عرفت منذ عدة سنوات جفافًا حادًا، الأمر الذي دفع بالجهات المسؤولة إلى التفكير في استدراك عجز المنطقة الغربية من خلال تحويل المياه من سدود الشرق إلى الوسط ثم إلى الغرب واستغلال المياه الجوفية لتلبية طلبات السكان، كما ساهمت الأمطار الأخيرة في إعادة تشكيل مخزون السدود الذي استغل خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الذين تميزا بشح السماء، حيث عاد احتياط السدود للارتفاع بعد أن كانت النسبة لا تزيد عن 5,38 بالمائة منها 0,64 بالمائة شهر سبتمبر و4,13 بالمائة شهر أكتوبر، في حين أكدت الوزارة أهمية الأمطار المتساقطة مؤخرا في رفع منسوب المياه الجوفية. وبلغة الأرقام فإن نسبة امتلاء سد قدارة بولاية بومرداس الذي يعتبر الممون الرئيسي لولايات الوسط بطاقة استيعابية تزيد عن 142 مليون متر مكعب، بلغت 75,22 بالمائة في حين شهد سد تاقصبت بولاية تيزي وزو نسبة امتلاء بلغت 78,88 بالمائة علما أن طاقته تصل إلى 181,80 مليون متر مكعب، وفيما يخص الهيكل المائي الضخم المصنف رقم واحد في قارة إفريقيا وهو سد بني هارون بشرق البلاد فقد قدرت نسبة امتلائه من الأمطار الأخيرة ب 54,08 بالمائة، أما سد جرف التربة بالجنوب الغربي فقد بلغت نسبة امتلائه هو الآخر ب 48,48 بالمائة وهو ما يعتبر "حدثا" بالنسبة لهذا السد الذي تصل طاقة استيعابه 260 مليون متر مكعب. وفي قراءة الوزارة للأرقام المسجلة فقد ارتفع مخزون احتياطي السدود المستغلة وعددها 60 من 2,777 مليار متر مكعب نهاية شهر أكتوبر الفارط إلى 2,812 مليار متر مكعب نهاية شهر نوفمبر وهو ما يمثل مخزونًا إضافيًا قدره 35 مليون متر مكعب يدخل في احتساب الحصص المخصصة للتزويد بمياه الشرب ومتطلبات القطاع الصناعي والفلاحي، وفي تحليل وزارة الموارد المائية لواقع احتياط المياه حسب مناطق الوطن فهي تقدر ب 589 مليون متر مكعب بالنسبة للغرب مقابل 309 مليون متر مكعب سنة 2007، أما منطقة شلف التي تمون الولايات الداخلية وتصل إلى غاية الجنوب فقد بلغ حجم المخزون بها 349 مليون متر مكعب مقابل 326 مليون متر مكعب سنة 2007. في حين سجل بسدود المنطقة الوسطي نسبة احتياط بلغت 556 مليون متر مكعب مقابل 604 مليون متر مكعب نهاية السنة الفارطة. وحسب حصيلة الوزارة فإن شهر نوفمبر الفارط شهد ارتفاعا محسوسا في امتلاء جل السدود مقارنة بنفس الفترة من سنة 2006 بزيادة قدرة ب 9,5، أما إذا قارنا نسبة الامتلاء بما سجل السنة الفارطة فنسجل ارتفاعا ب 1,75 بالمائة.