أقيمت في ليبيا صلاة الحاجة لطلب الاستغاثة في جوف الليل، في تمام الساعة 3 فجر الثلاثاء بتوقيت ليبيا، ابتهل فيها الليبيون إلى الله تعالى أن يكشف الكرب عن بلدهم التي تشهد مجازر دموية على يد نظام الرئيس معمر القذافي وهي الأعنف منذ زوال الاحتلال الإيطالي· وأقيمت الصلاة في أنحاء ليبيا في هذا التوقيت استجابة لدعوة أطلقتها صفحة "انتفاضة 17 فبراير·· فلنجعله يوم غضب ليبيا" على موقع "فيس بوك"· وقالت الصفحة: "نرجو من الجميع·· أفرادا وجماعات، في المساجد والبيوت أن نصلي جميعا في وقت واحد لإنهاء هذا المجرم وعصابته التي تبيد الشعب الليبي إبادة جماعية"· وبالإضافة إلى الاستغاثة بالله تعالى فإن الليبيين لا يفترون يرسلون نداءات استغاثة إلى الدول العربية والمجتمع الدولي للتحرك السريع لإجبار النظام الليبي على وقف استخدامه العنف والضرب بالرصاص الحي وغيره على المتظاهرين، خاصة وأن سيف القذافي، نجل الزعيم الليبي هدد في كلمة وجهها للشعب قبل يومين بأن نظام والده سيظل يقاتل المتظاهرين حتى آخر رجل وآخر امرأة وآخرة طلقة ما لم يتوقفوا عن الاحتجاج ضد هذا النظام الذي يحكم ليبيا منفردا منذ 42 عاما، ثم خرج والده مساء الثلاثاء ليهدد بحرق ليبيا إن لم يقبل الشعب الليبي باستمرار حكمه الفاشي الدموي· وأدى العنف الذي يقابل به القذافي احتجاجات شعبه إلى أن أصدر الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فتوى بقتل معمر القذافي بسبب قتله أبناء شعبه عن طريق قصفهم بالطائرات واستخدام المرتزقة الأجانب· وطالب القرضاوي -في حديث لفضائية "الجزيرة" مساء الإثنين- قادة وضباط وجنود الجيش الليبي ب"ألا يسمعوا أو يطيعوا أوامر القذافي بقتل أبناء شعبهم، لأن السمع والطاعة هنا حرام، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"· كما أصدر ائتلاف من رجال الدين الليبيين فتوى بأن خروج كل المسلمين في ليبيا على نظام القذافي فرضُ عين، أي فرض على كل فرد ليبي· وتفجرت الاحتجاجات، وهي الأسوأ التي يشهدها حكم القذافي الممتد منذ أربعة عقود، قبل أسبوع، تأثرا بالثورتين الشعبيتين في تونس ومصر، غير أنها قوبلت بإجراءات قمع من النظام الليبي تعد الأعنف والأكثر دموية من التي قوبلت بها الثورتان· ورغم ذلك نجح الثوار الليبيون في السيطرة على عدة مدن أبرزها بنغازي التي لم يعد فيها أي وجود لسلطة القذافي كما سيطروا على عدة مناطق من العاصمة طرابلس، فيما يؤكد مراقبون للشأن الليبي أنه مؤشر قوي على قرب سقوط نظام القذافي· وبحسب مصادر حقوقية ليبية وأجنبية، سقط أكثر من 400 شهيد على يد القوى التابعة للنظام من عناصر أمنية ومرتزقة أجانب·