متظاهرون يحرقون مراكز للشرطة واللجان الثورية في زانتان القريبة من طرابلس تطورت الأوضاع في ليبيا على نحو غير مسبوق، وتظاهر آلاف الليبيين، أمس، بمختلف مدن البلاد استجابة لنداء قوى المعارضة ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على الأنترنت للخروج في ''انتفاضة 17 فيفري''، كان أعنفها في مدينة زانتان التي تبعد ب150 كلم عن العاصمة طرابلس، في وقت خرج المئات من أنصار الزعيم الليبي معمر القذافي في العاصمة الليبية طرابلس ضد الداعين للخروج في مظاهرات ''يوم غضب'' المناهضة للحكومة. تضاربت الأنباء في ليبيا بشأن عدد قتلى المظاهرات التي اندلعت أمس في مدن بنغازي والبيضاء وزاتان، وفيما أشارت تقارير إلى أن عدد قتلى المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن بلغت ستة، ذهبت تقارير أخرى إلى أن العدد يرتفع إلى 13 قتيلا. وتظاهر آلاف الليبيين، أمس، بمختلف مدن البلاد خصوصا مدينتي بنغازي والبيضاء، وأفادت الأنباء عن خروج آلاف المتظاهرين بعد صلاة الجنازة التي أقيمت لشخصين سقطا برصاص الأمن الداخلي بمسجد ''عثمان بن عفان'' بالبيضاء. وبحسب صحيفة ''ليبيا اليوم'' فقد خرج أربعة آلاف شخص سيرا على الأقدام متوجهين إلى مبنى الأمن الداخلي، يرفعون شعار ''إسقاط النظام''، ''وليبيا حرة والقذافي اطلع برّة''. فيما أكدت مواقع للمعارضة على الأنترنت ومنظمات غير حكومية ليبية مقرها في الخارج مقتل أربعة متظاهرين آخرين في مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين ضد النظام الليبي في مدينة البيضاء، وأكدت صحيفة ''ليبيا اليوم'' سقوط أربعة قتلى من المتظاهرين بالرصاص الحي، فيما رفعت منظمة ''هيومن رايت سوليداريتي'' في جنيف عدد القتلى إلى ثلاثة عشر سقطوا برصاص قناصة متمركزين على السطوح. وقالت منظمة ''ليبيا ووتش'' المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها لندن إن ''قوات الأمن الداخلي ومسلحي اللجان الثورية فرقوا تظاهرة سلمية للشبان في مدينة البيضاء مستخدمين الرصاص الحي''. لكن وسائل إعلام مقربة من القذافي نفت أن يكون عدد القتلى وصل إلى أربعة واكتفت بإحصاء قتيلين فقط للمظاهرات، وأعلنت إقالة اللجنة الشعبية العامة للأمن العام مدير أمن شعبية الجبل الأخضر عميد دكتور حسن القرضاوي، وذلك على خلفية ما تعتبره ''مقتل شابين خلال المظاهرات''. وفي مدينة زنتان التي تبعد 150 كلم جنوب غربي العاصمة الليبية، انطلقت تظاهرات عنيفة وأُحرقت مراكز للشرطة ومقار للّجان الثورية، واعتقل خلالها عدد من الأشخاص بينهم تونسيان من مدينة ففصة يعملان في التهريب، وقالت صحيفة ''قورينا'' المقربة من القذافي: ''المتظاهرون أحرقوا مركزاً للشرطة ومحكمة المدينة ومراكز الأمن الداخلي والحرس الشعبي ومركزاً للجان الثورية التي تشكل العمود الفقري للنظام''. وفي المقابل هذه الاحتجاجات خرج المئات من أنصار الزعيم الليبي معمر القذافي في العاصمة الليبية طرابلس ضد الداعين إلى مظاهرات الغضب، ودعا نشطاء ليبيون على الأنترنت إلى الخروج في مسيرات سليمة، اليوم، بعد صلاة الجمعة، للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل القذافي، في مشهد شبيه بما حدث في مصر. وأصدر ونيس الفيسي، أحد مشايخ ليبيا، بيانا أجاز فيه التظاهر قائلا: ''لقد حاول الناس عبر ما يسمى بالمؤتمرات الشعبية، ولكنهم اكتشفوا أنها قوالب فارغة المضمون، وظاهرة صوتية لا تعدو قاعة الاجتماع، ومن حق الناس أن يبحثوا ويبتكروا من الوسائل المشروعة ما يرفع عنهم المظالم ويقرب لهم الحقوق، فخروج الناس للتعبير عن رأيهم حق يكفله الشرع ويحميه، شريطة ألا يتسبب ذلك في هدر دم''. أما سياسيا فقد أفرجت السلطات الليبية عن 110 إسلاميين ينتمون إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة من بينهم ثلاثة من قادة الجماعة كانوا معتقلين في سجن أبو سليم في طرابلس.