تلاميذ يُنقلون إلى المستشفيات بسبب لقاح الحصبة ** أولياء غاضبون.. ووزارة الصحة تُهوّن من خطورة اللقاح ف. هند عاشت العديد من مدارس القطر الوطني أمس الإثنين على وقع ما يمكن وصفه بحالة الطوارئ بعد الشروع في تلقيح ملايين التلاميذ ضد الحصبة والحصبة الألمانية حيث تعرض عدد غير قليل منهم إلى وعكات صحية متفاوتة الخطورة نُقلوا إثرها إلى مصالح الاستعجالات بالمستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة في الوقت الذي قللت وزارة الصحة من شأن الأعراض التي ظهرت على التلاميذ وقالت أنها عادية.. وشهدت متوسطات ومدارس ابتدائية فوضى حقيقية في ظل الوعكات التي أصيب بها تلاميذ تم حقنهم ب لقاح الحصبة حيث نُقل أربعة تلاميذ من متوسطة واحدة بباب الزوار في الجزائر العاصمة إلى المستشفى بعد حقنهم ونفى والد تلميذة أن يكون استشير بخصوص اللقاح وقال أن ابنته ليست على ما يرام فيما نُقل أحد تلامذة ابتدائية في الداموس أقصى غرب ولاية تيبازة إلى مركز صحي بعد أن شرع في التقيؤ مباشرة إثر حقنه باللقاح المثير للجدل الذي تسبّب في حالة طوارئ حقيقة بمختلف ولايات الوطن ورفض كثير من الأولياء الموافقة على حقن أطفالهم به في ظل المخاوف المثارة والتي تعززت بما حصل أمس.. وزارة الصحة تطمئن ولكن.. طمأنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس الإثنين أولياء التلاميذ بشأن سلامة وأمن اللقاحات المدرجة ضمن الرزنامة الوطنية داعية إياهم إلى مواصلة تلقيح أبنائهم وهو ما لم يُقنع كثيرا من الأولياء. وقال مدير الوقاية وترقية الصحة بالوزارة اسماعيل مصباح خلال ندوة صحفية نشطها رفقة ممثل منظمة الصحة العالمية باه كايتا والمدير العام لمعهد باستور زبير حراث بأن اللقاحات المدرجة في إطار الرزنامة الوطنية (سليمة وآمنة ومطابقة لتوصيات المنظمة العالمية للصحة). وشدد ذات المسؤول على ضرورة تلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و14 سنة ضد الحصبة والحصبة الألمانية وهي الفئة الأكثر عرضة للفيروسات المتسببة في هذين الوبائين مشيرا إلى أن اللقاح إجباري من طرف السلطات العمومية وحق في الصحة للمواطن . وبخصوص الإستمارات التي تم توزيعها في بعض المؤسسات التربوية حول اختيار الأولياء لتلقيح أبنائهم أو العزوف عن ذلك نفى الأستاذ مصباح أن تكون الوزارة قد وزعت هذه الإستمارات مؤكدا في ذات الوقت أن الوثيقة الوحيدة المطلوبة هي الدفتر الصحي للطفل . بدوره أشار ممثل منظمة الصحة العالمية إلى أن الجزائر تستورد اللقاحات من المخابر التي أوصت منظمة الصحة العالمية بالتعامل معها بالنظر إلى (سلامة وأمن لقاحاتها) مبرزا أنه من بين الحالات التي ينصح بعدم تلقيحها الأطفال المصابون بأمراض الدم والعجز الكلوي وتصفية الكلى والذين يتأهبون لإجراء عملية جراحية . من جانبه ذكر المدير العام لمعهد باستور بتوفير 7 ملايين جرعة لقاح تم إخضاعها للمراقبة وتحليل الجودة من طرف المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية قبل وضعها في متناول وحدات الطب المدرسي مؤكدا سلامة وأمن هذا المنتوج. وفي نفس السياق حذر ممثل رئيس جمعية أولياء التلاميذ زوبير زروق مما أسماه (الحملة الشرسة) التي تشنها بعض الأطراف ضد هذه العملية داعيا الأولياء إلى عدم الإنسياق وراءها واسترجاع الثقة في المشرفين على حملة التلقيح لحماية أبنائهم من الأمراض المعدية . للإشارة فقد جندت كل من وزارتي الصحة والتربية لهذه العملية 5.000 طبيب و8.000 عون شبه طبي على مستوى 1.800 وحدة للكشف المدرسي منتشرة عبر الوطن. منظمة حماية المستهلك تُحذر.. حذرت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك من مغبة الإقدام على تلقيح التلاميذ دون تقديم كل التوضيحات اللازمة بشأن اللقاح الجديد وطالبت وزارة الصحة بوضع نموذج موحد لترخيص الأولياء بالإقبال على تلقيح أبنائهم باللقاح الجديد المعروض على الأطفال مطالبة بضرورة أن يتضمن الترخيص معطيات دقيقة حول مكوناته ومخاطره حتى تكون الموافقة على بينة. ونصحت المنظمة المعروفة اختصارا باسم (آبوس) الأولياء بعدم قبول هذا اللقاح خاصة وأن الأمراض التي يقي منها ليست بالخطيرة مقارنة بالأمراض المذكورة سلفا ويمكن معالجتها كما أن هذا اللقاح تم إدخاله في الرزنامة الجديدة ولم تستفد منه كل الأجيال السابقة وبالتالي تبقى الحيطة أولى من المغامرة. وقالت المنظمة الوطنية لإرشاد وحماية المستهلك أن الإدلاء بدلوها في قضية اللقاحات الموجهة للأطفال بعد تلقيها لعديد المكالمات والاتصالات وطلبات النصح من المواطنين الذين عبّروا عن مخاوفهم من اللقاح الذي لم يُرفق بحملة تحسيسية أو توضيحية من قبل المصالح الصحية المعنية ولا حتى التربوية على مستوى المدارس وطالب الأولياء بالنصح حول اللقاح الجديد للأطفال ابتداء من 6 سنوات والمسمى ROR وبعد استشارة المجلس العلمي ولجنة الصحة على مستوى المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك فقد قررت الأخيرة التحرك. وأشارت المنظمة إلى أن هذا اللقاح يعتبر الوحيد الذي يطلب فيه من الأولياء موافقتهم لتطعيم أبنائهم وهو أمر قالت المنظمة أنه غير مقبول تماما لأنه يستحيل على الولي أن يقرر في ظل غياب معلومات كافية عن محتوى اللقاح وآثاره الجانبية التي قد تطرأ على المَديَيْن القريب والبعيد لا سيما وأن بعض المعلومات غير المؤكدة تشير إلى أنه يحتوي على كميات من مادة معدنية والتي قد تسبّب حسب بعض الدراسات أمراض أخرى مستعصية. هذا هو اللقاح المثير للجدل.. _ اللقاحُ المُشتَرَك للحَصبَة والنُّكاف والحَصبَة الأَلمانِيَّة (الحُمَيراء) Measles Mumps and Rubella Vaccines (Combined) هو من اللقاحات. _ يُعطى اللقاحُ للأطفال بعمر أكثر من 12-15 شهراً وإذا كان هناك خَطَرُ التعرُّض للحصبَة يُعطى لقاحُ الحصبةُ فقط بعُمر 6-11 أشهر مع جرعة ثانية (من اللقاح المشترَك) بعمر 12 سنة. يُطبَّقُ اللقاحُ حقناً تحت الجلد في الوجه الخارجي من الذراع للأطفال بعمر 15 أشهر وأكثر وذلك بمقدار 0.5 مل ثمَّ يُكرَّر بعمر 4-5 سنوات. * _آلية عمل الدواء: _ يُحفِّز كلُّ جُرثوم أو فَيروس الجهازَ المناعي لإنتاج نوع معيِّن من الأجسام المضادَّة. وهذا يعني أنَّ هناك حاجةً إلى لقاحات مختلفة للوقايةِ من الأمراض المختلفة. _ اللقاحُ المُشتَرَك للحَصبَة والنُّكاف والحَصبَة الأَلمانِيَّة (الحُمَيراء) هو الذي يُحفِّز الجهازَ المناعي لإنتاج أجسام مضادَّة للفيروسات التي يمكن أن تسبِّبَ الحصبةَ والنُّكاف والحصبة الألمانيَّة ويُعطَى لمنع هذه الأمراض.