تصريحات نارية وتحالفات من ألمانيا إلى هولندا أوروبا في مواجهة غضب أنقرة صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تصريحاته النارية ضد الاتحاد الأوروبي بالتزامن مع استمرار الردود الأوروبية إذ دان بيان فرنسي ألماني مشترك ما صدر عن أنقرة من اتهامات غير مقبولة بشأن انتهاج سياسة نازية. ووسط احتدام التوتر التركي الأوروبي بعد رفض هولندا مشاركة وزراء أتراك في تجمعات دعم لحملة للاستفتاء لتغيير النظام في تركيا من برلماني إلى رئاسي استغل أردوغان قرار الاتحاد الأوروبي حظر الحجاب لصب جام غضبه على أوروبا. واتهم قضاء الاتحاد الأوروبي بإطلاق حملة صليبية ضد الإسلام عبر إصدار قرار يجيز للمؤسسات حظر ارتداء الحجاب في مكان العمل وقال: محكمة الاتحاد الأوروبي محكمة العدل الأوروبية يا إخواني بدأت حملة صليبية ضد الهلال. وقال الرجل الذي يسعى إلى توسيع صلاحياته عبر حض الشعب على إقرار التعديلات الدستورية: أين هي الحرية الدينية؟ قبل أن يضيف: عار على قيمكم عار على قانونكم وعدالتكم.. أوروبا تعود بسرعة إلى أيام ما قبل الحرب العالمية الثانية. وأصدرت محكمة العدل الأوروبية قراراً يسمح للشركات بمنع الموظفين من إظهار وارتداء رموز دينية أو سياسية وقالت إن مثل هذا الحظر لا يشكل تمييزاً مباشراً لكن يجب أن يبرر بهدف مشروع كإعلان انتهاج سياسة حيادية حيال الزبائن. في المقابل اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تصريحات أردوغان الذي تحدث عن ذهنية نازية في ألمانياوهولندا بأنها غير مقبولة وفق بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية. وأفاد البيان الصادر في أعقاب محادثة هاتفية بين هولاند وميركل بأن رئيس الجمهورية والمستشارة يعتبران من غير المقبول المقارنات مع النازية والتصريحات المعادية لألمانيا أو دول أخرى أعضاء. وشدد هولاند على تضامن فرنسا مع ألمانيا ومع دول أخرى أعضاء في الاتحاد تستهدفها مثل هذه الهجمات. وبحسب الإليزيه فإن الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية بحثا أيضاً احتمال مشاركة مسؤولين سياسيين أتراك في فعاليات في فرنسا أو ألمانيا في إطار الاستفتاء المرتقب في تركيا في 16 أفريل المقبل. إلى ذلك واصلت النمسا منع إقامة مهرجانات مساندة للرئيس التركي رجب طيب أوردغان على أراضيها وأعلنت قاعة حفلات في مدينة إينسبروك إلغاء حفل موسيقي تركي كانت ستستضيفه بسبب طابعه السياسي. تصريحات نارية من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخاطباً رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ربما حققت فوزاً بالمركز الأول في الانتخابات (النيابية) إلا أنك فقدت صديقاً مهمًا مثل تركياس. وتابع أردوغان قائلا (رئيس وزراء تركيا لن يلتقي به (روته) لأنه قد خسرها (العلاقات مع تركيا). وفي سياق آخر تطرق أردوغان إلى عدم التزام الاتحاد الأوروبي بتعهداته المتعلقة بإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك إلى دول منطقة شنغن الأوروبية. واستطرد بهذا الخصوص (في الوقت الراهن يتحدثون عن اتفاقية إعادة القبول (اللاجئين والتي وقعت في مارس 2016) أي إعادة قبول هذا؟ تجاوزوا ذلك الموضوع). تجدر الإشارة أن الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 مارس 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل لثلاث اتفاقيات مرتبطة ببعضها حول الهجرة وإعادة قبول اللاجئين وإلغاء تاشيرة الدخول للمواطنين الأتراك. والتزمت أنقرة بما يتوجب عليها بخصوص الاتفاقين الأولين في حين لم يقم الاتحاد الأوروبي بما يتوجب عليه بخصوص إلغاء التأشيرة. وفي ذات السياق أردف أردوغان (أنتم لم تسمحوا لوزيرين (تركيين) بدخول هولندا ولم تعطوا الإذن بهبوط طائرة وزير الخارجية (جاويش أوغلو) ولم تسمحوا للوزيرة (فاطمة بتول صايان قايا) بدخول مبنى القنصلية التي تعتبر أرضًا تركية لإجراء لقاء فيها وتنتظرون منا إعطائكم إذن الدخول إلى هنا.. لا يوجد مثل هذا الشيء). وأضاف مخاطبًا هولندا (لقد قتلتم 8 آلاف و354 من إخواني المسلمين في سربرينيتسا (عام 1995) فبماذا ستشرحون ذلك؟ نحن لا ننسى هذه الأحداث). وأشار أردوغان إلى أن المسؤولين الهولنديون ينزعجون من وصفه لهم ب(النازيين الجدد) مبيناً أن الحكومة الهولندية تقوم بإعطاء دروس الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية للعالم أما عندما يتعلق الأمر بمصالحهم فيكونون فاشيون بامتياز. وانتقد أردوغان سماح السلطات الألمانية لأنصار منظمة بي كا كا الإرهابية الذين يخربون ويحطمون كل شيء ويلحقون الضرر بألمانيا بينما لا تسمح للسياسين والوزراء الأتراك بإقامة فعالية انتخابية على أراضيها متسائلاً ما هو الضرر الذي سيلحقه بكم هؤلاء السياسيون؟!