رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل: استفدنا كثيرا من مقاربة الجزائر في حماية الشباب من التطرف شدّد رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل الدكتور أحمد مرتضى أمس الأربعاء على أهمية المقاربة الجزائرية في مواجهة التطرف والفكر التكفيري بدول الساحل حيث استفاد الأئمة والعلماء -خاصة- من هذه المقاربة من خلال الاقتراب من الشباب واحتضانهم لحمايتهم من الأفكار الهدامة. وقال الشيخ أحمد مرتضى -الذي انتخب رئيسا للرابطة خلال الملتقى السابع لهذه الهيئة بالجزائر- لدى استضافته ببرنامج (ضيف الصباح) للقناة الأولى للإذاعة الوطنية: (إن العلماء وأئمة دول الساحل أصبحوا على قناعة بضرورة عدم ترك الشباب خاصة الذين يعيشون في القرى النائية واحتضانهم والتحاور معهم حيث كانت النتيجة إيجابية جدا مضيفا أنه تم تأسيس المدارس للتوعية ولتحقيق التنمية الفكرية لاسيما بالمناطق الحدودية). وأشاد مرتضى -وهو من نيجيريا- بدور الزوايا الموجودة بالجزائر ومنها الزاوية التيجانية والطريقة القادرية لما لهذه الأخيرة من تأثير وانتشار كبير في دول الساحل خاصة في نيجيريا في تحصين الأمة والشباب من الانحراف وكشف عن أن 10 طلاب نيجيريين يدرسون بمركز تكوين الأئمة بالجزائر. وعن برنامج رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل خلال الأيام القادمة ذكر الرئيس الجديد لهذه الرابطة أنه سيتم تنظيم مؤتمر بإحدى دول الساحل لاستقطاب العلماء والأئمة من دول مختلفة للاستفادة من تجاربهم ولتوعية الشباب بخطورة التطرف مضيفا أنه سيتم العمل على استعمال كل المنابر لتجديد الخطاب الديني. وأكد أحمد مرتضى أن هذه الرابطة التي تأسست في 2013 تسعى إلى محاربة الأفكار الهدامة والانحرافات الفكرية والغلو في الدين والتي تنتشر عادة بسبب تشرذم الأمة وتفرق المرجعيات -على حد تعبيره- مضيفا بالقول ولكن إذا توضحت الأفكار ستكون الأمور على ما يرام خاصة وأن دول الساحل مجتمعة على العقيدة الأشعرية والفكر المالكي والتصوف التي سلكها أجدادنا وبإتباعنا لذلك سنصل إلى مبتغانا ونعيش في سلام . وبخصوص إشكالية تأسيس دار إفتاء بدول الساحل بكل من بوركينافاسوونيجيريا والنيجر ومالي وتشاد أكد أنه من ضمن برنامج أعمال هذه الرابطة تأسيس دار افتاء لكل دول الساحل وهذا يتطلب -حسبه- ضرورة توحيد المرجيعيات حتى يكون هناك دار افتاء لدول الساحل كلها . وعن مدى وعي مواطني دول الساحل بخطورة الفكر التكفيري والجهادي المتطرف أفاد المتحدث ذاته أنه و بفضل جهود العلماء أدرك الناس الآن أن هذه الأفكار المنحرفة أدت إلى الدمار الشامل وقتل الأبرياء وكذا قتل العلماء الذين ينشرون الوسطية والاعتدال مبرزا أن المتسبّب في هذه المآسي هي الجماعات الإرهابية خاصة منها جماعة بوكوحرام بنيجيريا. وأضاف أحمد مرتضى أن (جماعة بوكو حرام التي انتشرت خلال السنوات الماضية عرفت تراجعا معتبرا بفضل صرامة الحاكم الحالي وأن التحالف مع الدول المجاورة بين نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون والبنين مهم جدا حيث أدى التنسيق الأمني بين هذه الدول إلى الحد من خطورة هذه الجماعة الإرهابية. وفي توضيح له لمعنى تسمية بوكو حرام أشار رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل إلى أن كلمة بوكو مأخوذة من اللغة الانجليزية book ومعناها كتاب وأجدادنا -يضيف المتحدث ذاته- (يدرسون على الألواح ولما أتى الاستعمار استبدلوها بالكتب ليتم تحريف هذه الكلمة من بوك إلى بوكو من قبل هذه الجماعة التي أسسها محمد يوسف حيث اعتبرت أن الدراسة على النمط الغربي في المدارس النظامية وكل تعامل مع حكومة نيجيريا حرام فسموها بوكو حرام).