كشف يوسف مشرية، الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، في حوار ل السياسي ، أن دول الجوار على غرار مالي وليبيا وتونس، استنجدت بالجزائر، من أجل الاستفادة من تجربتها الرائدة في المصالحة الوطنية، مؤكدا أن هذه التجربة أصبحت الانجع والانجح في المنطقة، وحتى في العالم، كما أوضح ان الجزائر كانت دائما السباقة في مد يد العون الى جيرانها واصدقائها لان استقرار المنطقة من استقرار الجزائر والأمن القومي الجزائري يذهب بعيدا في ربوع إفريقيا على حد قوله. كيف يمكننا تعريف رابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل ؟ وعلى ماذا يرتكز نشاطها ؟
المقصود بها دول الساحل الإفريقي تأسست في فيفري 2013 في الجزائر وأعضائها الجزائر التي يتواجد بها مقر الأمانة العامة للرابطة والنيجر التي يترأسها احد علمائها وباقي الأعضاء هي موريتانياومالي، وبوركينافاسو، ليبيا، التشاد ونيجيريا وفي آخر ورشة قمنا بها في نوفمبر 2015 أدخلنا دول جديدة كأعضاء ملاحظين، من أهم أهداف الرابطة تبين سماحة الإسلام لان الدول التي في الرابطة لها مرجعية دينية موحدة موروثة منذ قرون خاصة بعد الأحداث التي شهدتها شمال مالي وهي أحداث كارثية تطور فيها العنف الديني والتطرف العنيف، هناك أفكار دخلت المنطقة كان لازما على دعاة المنطقة أن يحموا المرجعية الدينية الوطنية في منطقة الساحل الإفريقي ونحن ندعو إلى سماحة الإسلام وننبذ التطرف، ونسعى جاهدين إلى التحسيس، ولا يخفى عليكم أن منطقة الساحل وربوع إفريقيا هي منطقة ضعيفة في كل الميادين بما فيها الميدان الثقافي الديني فاحتجنا أن ننشئ هذه الهيئة حتى نكمل حلقات العلاج لما تحتاجه المنطقة.
ماذا يعني أن يتم اختيار الجزائر مقرا رسميا لرابطة أئمة ودعاة الساحل ؟ لان الفكرة كانت من الجزائر كما أنها بلد محوري وأكثر بلد في إفريقيا مر بتجربة عويصة جدا من المأساة الوطنية والعشرية السوداء، كما أن الجماعات المتطرفة تركز على بلدان ضعيفة وفقيرة، وبعد سقوط نظام القذافي في ليبيا مباشرة احتلت مالي من طرف المتطرفين إلى جانب الأحداث في النيجر والآن جماعة بوكو حرام تفعل ما تفعل في نيجيريا والتشاد والكاميرون فاتجهت هذه الدول وطالبت من الجزائر المساعدة بفضل التجربة الجزائرية في علاج ظاهرة التطرف الديني.
كيف يمكننا مواجهة خطورة تنامي ظاهرة التطرف الديني والتطرف العنيف المرتبط بالإرهاب بدول الساحل؟ ولماذا حسبكم عرفت منحى تصاعدي خلال السنوات السابقة؟ . تناولت في مقال كتبته إفريقيا بين مطرقة الفقر وسندان التطرف ، أن التطرف الديني والإرهاب ظاهرة جديدة على الثقافة في إفريقيا، وعبر التاريخ الإسلامي، الإسلام دخل إلى إفريقيا ليس بحد السيف، وإنما بالكلمة الطيبة بفضل تجار بسطاء بالكلمة السمحة اثروا على ربوع إفريقيا وهناك شخصيات دينيةّ استطاعت أن تؤثر على ربوع إفريقيا، وفيما يتعلق بكيفية معالجة هذه الظاهرة يجب أولا أن نركز على النوعية أنا قمت بجولة إلى غرب إفريقيا نيجيرياوالنيجر وغيرها من المناطق والتقيت بالكثير ممن تأثروا بالفكر المتطرف من عناصر جماعة بوكو حرام وغيرهم وهؤلاء يعيشون أمية دينية ويظنون أنهم يكسبون السمعة ولكن بالتوعية وتفهيم معنى الإسلام الصحيح لابد أن يعالج، كذالك نركز على مسالة الدعاة والأئمة وتكوين هؤلاء تكوين معتدل وصحيح، كل هذه الحلقات مهمة في علاج هذه الظاهرة. فيما يتعلق بتنامي الظاهرة مؤخرا ذالك يرجع لتواجد الأسباب المؤدية لها في كل المناطق بما فيها الجزائر وغيرها خاصة بعد ما يسمى ب الربيع العربي في تونس وسقوط نظام القذافي في ليبيا انتشرت الفوضى فالأزمات موجودة والعوامل المباشرة وغير المباشرة للتطرف موجودة وهي الفقر التخلف الجهل الأمية، فمثلا بعض المناطق في السودان يحتاجون إلى التعليم ما دفع إلى انتشار ظاهرة التطرف من خلال هذه الجماعات بما فيها بوكو حرام والقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي جماعة داعش والمرابطين التي قامت مؤخرا بواغادوغو ببوركينافاسو هذا سهل من ظهور هذه الجماعات. كيف تقيمون التجربة الجزائرية في مواجهة التطرف؟. أنا اعتقد أن المقاربة الجزائرية هي الأنجع ولأنجح لان المأساة الوطنية التي مرت بها الجزائر في التسعينات مرورا بقانون الرحمة إلى الوئام المدني إلى المصالحة الوطنية، اعتقد أن هذه التجربة أصبحت رائدة في الكثير من دول العالم يطلبون من الجزائر المساندة ويد العون ببيان هذه التجربة فالمقاربة الجزائرية هي لأنجح في المنطقة بدليل على أن الإخوة في مالي يطلبون المساعدة للخروج من أزمتهم كذلك في نيجيريا وليبيا وتونس ونحن دائما نمد يد العون إلى هؤلاء لان استقرار المنطقة من استقرار الجزائر والأمن القومي الجزائري يذهب بعيدا في ربوع إفريقيا. المستفيد الأكبر من فوضى التكفير والتفجير هم الصهاينة
هل تعتقدون أن اليد الصهيونية تعمل على تحريك بعض الجماعات المتطرفة من خلال تغذية منابعه ومنحهم الدعم المادي لنشر الإرهاب ؟. نحن في حواراتنا مع المغررين بهم من أبنائنا الذين تأثروا بالفكر المتطرف والفكر التكفيري فكان حوارنا معهم قائم على إظهار من المستفيد من هذه الجماعات المتطرفة ومن هم ضحاياهم الذين 90 بالمائة منهم من المسلمين من خلال التفجيرات في المساجد ودور العبادة والأماكن العمومية وغيرها ونحن نعتقد اعتقادا جازما أن الأيادي الصهيونية وراء ذالك كما كانت الجزائر سابقا تأتي لنا الفتاوى مصدرة من لندن وأوروبا حينما استحلت خلالها دماء الجزائريين في التسعينات، الآن نفس الشيء هؤلاء المرجعيات النكرة تصدر فتاوى التكفير والتفجير مرجعيات نعرف أسمائها فلاشك المستفيد الأكبر من فوضى التكفير التفجير هم الصهاينة والصهيونية العالمية . كيف تساهمون في مواجهة التيارات الفكرية المنحرفة للدين ؟ وما هي أشكال وجودها في المجتمع الجزائري؟ ابتداء نحصن الجبهة الداخلية للمنطقة، وتحصينها يتم عن طريق أبنائها، لان الحل يجب أن يأتي من الداخل، نرفض رفضا تاما التدخل الأجنبي أي كان فإفريقيا أولى بان تصلح أحوالها لذلك فنحن أدرى بما يجري في مالي، بيننا وبينهم حوالي 1400 كم وكذلك ليبيا ونيجيرياوالنيجر لذا نحن نعتقد أن هذا التنسيق والتعاون فيما بيننا في غرب إفريقيا سيمكننا من الخروج إلى بر الأمان بأقل الخسائر. في الجزائر، مصالح الأمن تقوم بعملها والأعين ساهرة من اجل حماية حدودنا لكن الجبهة الداخلية لابد أن تحصن أكثر، لا نستطيع أن نقول أننا قضينا على الفكر التكفيري 100 بالمائة هذا مستحيل، وبالتالي لابد من التحصين أكثر، هناك أطراف لابد أن تعي هذا الخطر ممثلة في المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية والمؤسسات الثقافية في دور الشباب والإعلام، لذا لابد على الجبهة الاجتماعية أن تحصن أكثر وتحمي عقول الشباب حتى لا يقعوا فريسة لهذا الفكر الضال. الرابطة ساهمت بشكل فعال في ارساء قواعد المصالحة بين الإخوة الماليين مالي مؤخرا عرفت مفاوضات مناجل توقيع اتفاقية وقف السلاح هل ساهمت الرابطة في هذه المفاوضات؟ نعم لدينا مكتب الرابطة في مالي ساهم أعضاءه أيما إسهام في المصالحة بين الإخوة الماليين بين الشمال والجنوب ومالي كله بلد واحد وكتلة واحدة. يتم الإعداد للجنة الإفتاء في وزارة الشؤون الدينية هل تم استشارتكم في هذه القضية باعتبار رابطة مقرها في الجزائر ؟ نحن كرابطة ننسق مع كل الأطراف الرسمية وغير الرسمية وأنا اعتقد أن المؤسسة الدينية في الجزائر هي مؤسسة قوية وتجربتها بدليل مكاسب دول المنطقة وغيرها والمؤسسة الدينية في الجزائر أنشأت معهد تمنراست ومعهد اليزي وهما معهدان يقومان باستقبال الطلبة الأفارقة من دول المنطقة وهذه المؤسسة تعطى لها أهمية كبيرة جدا ونحن نتعاون معهم فيما يعنى بمصلحة الجزائر ومصلحة المنطقة . المداهمات الامنية للمساجد في فرنسا خطأ كبير كيف ترون تكالب دول أوروبية على الدين الإسلامي بحجج الإرهاب ؟ هذا ما يسمى بظاهرة الاسلاموفوبيا أنا مؤخرا كنت في دولة أوروبية بدعوة من المركز الإسلامي بسويسرا وقبلها بدعوة من اليونيسكو للمشاركة في حجب ظاهرة التطرف الديني والعنيف عبر الوسائط الاجتماعية لحماية الشباب وبصراحة الكثير من معتنقي الإسلام الجدد من أوروبا وفرنسا التحقوا بتنظيم داعش وهذا تسبب بنمو وزيادة الكراهية للإسلام واليمين المتطرف في أوروبا ألمانياوفرنسا خاصة وغيرها زاد كراهية للإسلام، واعتقد أن المتطرفين أعطوا الحجة لهؤلاء والكثير من المساجد أغلقت بأوروبا وتم إعادة النظر بالكثير من القوانين، فظاهرة الاسلاموفوبيا انتشرت كثيرا ولكن اعتقد أن العلاج القانوني والأمني لا يكفي والكثير من الإخوة في فرنسا اشتكوا من مداهمات الأمن على المساجد ودور العبادة وهذا عمل خطأ فلابد من التوعية الثقافية وان فكرة التطرف هي مشكلة فكرية لا تعالج بالقوانين والمداهمات الأمنية.
شرعتم قبل سنوات في مشروع، يهدف إلى تلقين السجناء في دول الساحل أفكار معتدلة بعيدا عن التطرف، أين وصل هذا المشروع ؟ نعم هذا مشروع مهم جدا وهو من طرق العلاج، انتقينا هذه التجربة من الجزائر في تجربتها بمراجعة فكرية خضناها وخاضها أصدقاء لنا عبر السجون الجزائرية عبر المراجعات الفكرية وهذا ما يسمى بالعلاج الفكري ربما يكون السجن هو أداة لنشر الأفكار المتطرفة كما وقع في بداية التسعينيات، لذا لابد من دروس وتوعية وتحسيس. بعد 3 سنوات من إعلان عن إنشاء رابطة أئمة ودعاة الساحل، كيف تقيمون مسارها واقعيا في الدول المنضوية إليها، وماهو العمل الميداني؟ هناك إرادة قوية والرابطة منذ تأسيسها تقوم بعمل جبار وهو ليس عمل فنادق وصالونات وإنما هو عمل جواري، لحد الآن أصدرنا مثلا ثلاث كتب منها كتاب سميناه من السجون وهو يوزع في إفريقيا أنشأنا كذلك عددين من فكر الرابطة وآخر تجربة في دول المنطقة ونظمنا أربع ورشات والعمل مستمر ولكن دائما يستمد من تجربة الجزائر كون الجزائر عبر تاريخها بإمكانها أن تكون مؤثرة في دول منطقة إفريقيا وخاصة ساحل الغربي لافريقيا. نشر الأفكار والمعتدلة وسماحة الإسلام لمواجهة التطرف الأزمة الأمنية التي ضربت دول الجوار بالجزائر، على غرار مالي وليبيا، وتونس، فتحت أبواب لانتشار التطرف الديني التي تتغذى منه الجماعات الإرهابية، كيف تحركتم من اجل التصدي على هذه الهجمة غير المسبوقة على شباب المنطقة، من اجل تحصينهم ضد التطرف وضد الانخراط في صفوف هذه الجماعات الإجرامية؟ هو تواصل مع الشباب في مالي نيجريا والتشاد وحتى في ليبيا وتونس كنا نعمل عن طريق الإعلام وقمنا باستراتيجيه من اجل التوعية على أن منطقة الساحل وإفريقيا عموما الناس هناك يسمعون أكثر مما يشاهدون من خلال الاستماع للراديو استغلينا هذه الفرصة والمجال لبث الأفكار المعتدلة وبيان سماحة الإسلام كما أن هناك مراكز متخصصة يوصلون ويفندون الشبه للتطرف والتكفير كذالك هناك عمل جواري عن طريق السجون والمراجعات الفكرية وهناك عمل أيضا عن طريق المؤسسات الدينية للتوعية الشباب وحمايتهم من الأفكار الضالة والمتطرفة.