لم يجد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي وسيلة لإخماد الثورة الليبية المشتعلة في البلاد ضد نظامهم المستبد منذ أكثر من 10 أيام سوى استجداء بعض علماء الدين لإصدار فتاوى أو إدانات للثورة التي لم تنجح الأساليب الوحشية لنظام القذافي في قمعها بل تمكن الثوار رغم هذه التحديات من السيطرة على أجزاء كبيرة من أنحاء البلاد. فقد كشف العالم السعودي الشيخ عائض القرني في تصريحات لوسائل إعلام سعودية أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من الساعدي القذافي طلب منه خلاله إدانة التظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها ليبيا الآن ضد نظام والده. وقال الشيخ القرني إن الساعدي قال له في مكالمة أجراها معه السبت الماضي "إنكم يا شيخ زُرتم ليبيا العام الفائت، نريد منكم كلمة عن الأحداث"، بحسب ما نشرته صحيفة "سبق" السعودية. وأضاف القرني "وجدتُ من كلامه الظاهر أنه يريد مني إدانة التظاهرات والاحتجاجات على منهج والده؛ فقلت للساعدي بالحرف الواحد: اتقوا الله في دماء الليبيين.. ارفعوا السلاح عن الشعب الليبي المسلم.. أنتم قتلتم الآمنين.. ارفعوا المظالم عن الشعب الليبي". كما أكد القرني في مداخلة على فضائية "العربية" أن الساعدي بدا "في حالة من الخذلان، والشعور بالنهاية، وكان يطلب إصدار فتوى تحرّم خروج الشعب على الحاكم."، لكن القرني رفض ذلك. قالها قبلكم بن علي ومبارك وقال القرني إن الساعدي ردد كلام والده بأن هؤلاء "مندسُّون وخونة وعملاء للخارج؟". وأضاف "قلت له: لقد قالها قبلكم زين العابدين بن علي في تونس، ومبارك في مصر، فما نفعهم هذا الكلام. وأكدت له أن هذا الكلام لا ينطلي على أحد يا ساعدي، يجب أن تخرجوا عن الاتهامات، أنتم تقتلون الشعب أمام العالم الآن". وتابع "قلتُ له: من المفارقات أنني زرت ليبيا العام الفائت في رمضان، وظننت أن ليبيا التي تسبح على بحر من النفط والغاز دولة متقدمة، وبنيتها التحتية متطورة، والناس أغنياء، ولكنني للأسف وجدت الفقر، وجدت البنية الأساسية مهدَّمة، ووجدت الحاجة عند الناس". وقال الشيخ القرني إن القذافي انتهى، وأضاف "أحسستُ من صوت ابنه الساعدي ومما أراه الآن أو ممن أسمعه في الإعلام بأن القذافي في لحظاته الأخيرة، وسوف يقدم على الانتحار، أو يشنق نفسه - بإذن الله - أمام العالم وأمام شعبه". طلب فتوى من سلمان العودة وقبل ذلك، كشف الداعية السعودي سلمان العودة قبل أيام أن نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي، اتصل به يطلب منه أن يفتي بعدم شرعية المظاهرات، ولكن رد العودة لم يختلف عن القرني، بل كان صارماً في انتقاد القتل والظلم الذي يقوم به نظام القذافي. ومن قبلهما، أفتى الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بحل دم القذافي، وطلب من كل شخص يستطيع الوصول إليه أن يقتله، ويريح المسلمين من شره، وذنبه في رقبته، على حد تعبيره. وارتكب نظام العقيد الليبي خلال فترة الاحتجاجات قبل أكثر من 10 أيام مجازر وحشية ضد المتظاهرين باستخدام الطائرات والدبابات والاستعانة بمرتزقة من الخارج أسقطت آلاف القتلى والجرحى. لكن الثوار نجحوا حتى الآن في السيطرة على الأجزاء الشرقية من البلاد، ويواصلون التصدي للقوات الموالية للقذافي الذي انشق عليه الكثير من أعوانه وعدد من القبائل.